mena-gmtdmp

وزير الثقافة الجزائري يدعو إلى حماية اللغة العربية ضمن فعاليات سوق عكاظ

أي لغة سيتحدث العالم في 2100
وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي
3 صور
دعا وزير الثقافة الجزائري عزالدين ميهوبي، إلى العمل على تحقيق الأمن اللغوي للغة العربية، لحمايتها من التحديات العديدة التي تواجهها هذه اللغة حاليًا، وأبرزها ضعف المشاركة العربية في إنتاج المعرفة.
وشدد وزير الثقافة الجزائري في ندوة ألقاها أمس الخميس في جامعة الطائف، بعنوان: «أي لغة سيتحدث العالم في 2100»، في حضور مدير الجامعة الدكتور حسام بن عبدالوهاب زمان، على أن الأمن اللغوي مسألة أساسية يجب إيلاؤها اهتمامًا كبيرًا على المستوى الرسمي والمؤسسي للدولة، والمجتمع المدني، والمؤسسات الثقافية، وحتى على مستوى الأفراد القادرين أحيانًا على الإنتاج أكثر مما تنتجه بعض المؤسسات الثقافية.
وأوضح الوزير ميهوبي أن تحقيق الأمن اللغوي يحدث من خلال سن القوانين لحماية اللغة العربية، وتجنيد وتعبئة المجتمع المدني للحفاظ عليها، وتشجيع المطالعة بها، ودعم الإنتاج الفكري والثقافي والإبداعي باللغة العربية، منتقدًا دفع الطلاب إلى التعلم باللغات الأجنبية على حساب لغتهم العربية الأم.
وبالعودة إلى التساؤل الذي يطرحه عنوان الندوة، كشف وزير الثقافة عن تصوره لوجود ثلاثة كيانات لغوية في العالم بحلول العام 2100، تهيمن على كل كيان منها لغة واحدة، موضحًا أن هذه الكيانات اللغوية الثلاثة تعتمد في تقسيمها على اتجاه الكتابة. (من اليمين لليسار كاللغة العربية، من اليسار لليمين كاللغات الغربية الإنجليزية، ومن الأعلى إلى الأسفل، فستمثله بحلول العام 2100 لغة «الماندرين» الصينية).
ونوه ميهوبي إلى أن هذه الكيانات اللغوية الثلاثة لا تتصارع في رواق واحد، وإنما تتصارع على مستوى المعرفة «ولذلك لا خوف على اللغة العربية، ولكن الخوف ألا تنتفض المجتمعات العربية لتصبح أكثر قدرة على إنتاج المعرفة»، وتساءل: «هل نرضى أن ثلاثة في المئة فقط هي نسبة المحتوى الرقمي العربي على شبكة الإنترنت؟ ينتجها نحو 400 مليون عربي، في حين أن السويد التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون تنتج نحو 20 في المئة»؟!.
وأكد الحاجة إلى «انتفاضة» على مستوى الجامعات ومراكز البحث، داعيًا الباحثين العرب إلى فتح مدونات على الإنترنت ليحققوا تواجدهم ويناقشوا قضاياهم مع غيرهم باللغة التي يشاء، مضيفًا: «المعادلة الأصعب اليوم هي معادلة المعرفة وكيفية الوصول إلى مجتمعات المعرفة، المعرفة أصبحت رافدًا اقتصاديًا قويًا في الكثير من المجتمعات».
كما طالب بتحسين مناهج التعليم في العالم العربي باعتبارها هاجسًا جماعيًا، وقال: «لا يمكن أن تتطور اللغة العربية داخل مناهج منتهية الصلاحية»، مشيرًا إلى أن اللغات تتطور، وميزة اللغة العربية على وجه الخصوص تتمثل في مرونتها.
إلى ذلك، أكد وزير الثقافة الجزائري أن للمملكة جميلاً على اللغة العربية من خلال إسهامها في ترسيم اليوم العالمي للغة العربية في منظمة اليونسكو في العام 2012 للاحتفاء به في يوم 18 ديسمبر من كل عام، والذي يوافق اليوم الذي تم فيه الاعتراف باللغة العربية كواحدة من اللغات الست في الأمم المتحدة.
وأشار ميهوبي إلى أن اللغة العربية يتحدث بها نحو 400 مليون ناطق بها، فضلاً عن ما يزيد على مليار مستخدم لهذه اللغة من المسلمين في العالم، لافتًا إلى أن نحو سُبع سكان العالم يستخدمون العربية علميًا وثقافيًا وسياسيًا ودينيًا، على الأقل في البلدان الإسلامية.