هيفاء المنصور:حقّقت حلمي من خلال "وجدة"

4 صور

صنعت المواطنة السعوديّة هيفاء المنصور التاريخ عندما أصبحت المخرجة السينمائيّة الأولى في بلادها، لكنها لم تكن مجرد رقم، إذ تمكنت من مقارعة كبار المخرجين، وحققت الفوز من خلال فيلمها السعودي "وجدة"، الذي حصل على جائزة أفضل فيلم روائي بفئة "المهر العربي الروائي" في مهرجان دبي السينمائي،
وبهذه المناسبة قالت هيفاء لـ "سيدتي نت":

"كان هدفي من الفيلم أن أرسل رسالة واضحة تقول إن الشخص الذي لديه حلم يجب عليه أن يلاحقه حتى يحققه ولا ييأس؛ كما فعلت الفتاة في الفيلم وقامت بكل المحاولات للحصول على الدراجة؛ إذ من المهم أن يعمل الإنسان بجد وإصرار حتى يحقق ذاته وأحلامه وأن يحتفي بالحياة.
وأضافت:
سعيدة جداً بالجائزة لأن لكل مجتهد نصيب، فقد عملت على هذا الفيلم منذ خمس سنوات، وأطلقناه بشكل رائع فنال إعجاب العديد من النقاد والمشاهدين، وأشكر مسعود أمر الله، المدير الفني للمهرجان، لأنه يحترم السينما الخليجية ويعطيها مكانتها.

هل تعتقدين أنّ كونكِ امرأة سيعيق إصدار فيلمكِ في المملكة السعوديّة؟
عملنا وفقاً لقوانين الدولة وتنظيماتها للحرص على أّنّ التراخيص والتصاريح المناسبة لتصوير مشاهد الفيلم في الرياض بحوزتنا. ونحن نحظى بدعمٍ محليٍّ كبيرٍ وكنت ممتنة كثيراً لشركة "روتانا" التي شاركت في إنتاج الفيلم والترويج له. وأدّى الأمير وليد بن طلال دوراً أساسيّاً في تطوير الفيلم وتوفير الدعم اللازم لإنتاجه بأعلى جودة ممكنة. أرغب بمواصلة عملي وفقاً للنظام لكي أجد طريقة تسمح لي تعزيز وتطوير صناعة الأفلام في السعوديّة.

أنت رائدة في صناعة الأفلام في المملكة السعوديّة. ما الذي شجّعك على كسر كلّ الحواجز لكي تصبحي أوّل مخرجة سينمائيّة سعوديّة؟
كبرت في بلدة صغيرة في السعوديّة. هذا لا يعني أنّنا كنّا نعيش في حالة عزلة ولكن لم نكن منفتحين على العالم. على الرغم من أنّ والداي كانا يسافران كثيراً، لم نقم إلّا برحلات إقليميّة قليلة في صغري. فتمحورت طفولتي حول بلدتي الصغيرة. كان مفهوم للعالم الكبير يقتصر على المدن التي تبعد بعض ساعات عن بلدتي، أمّا العالم الذي كان يتعدّى هذا المفهوم كان يبدو بعيد المنال.
كنت دائماً أقرأ الكتب وأشاهد الأفلام ولطالما أردت أن أنتمي إلى هذا العالم الكبير بطريقةٍ أو بأخرى. كما تعلمين، لا تضمّ السعوديّة دور سينما كما أنّها تحظّرها ولكن وفّر لنا والدي الأفلام وكنا ننظمّ سهرات عائليّة نشاهدها خلالها. على الرغم من حبّي للأفلام، إلّا أنّني لم أحلم أبداً أنّني سأصبح في يومٍ ما مخرجة سينمائيّة، ناهيك عن أوّل مخرجة سينمائيّة في السعوديّة. أنا فخورة لأنّي أصنع التاريخ ولكن أحلم أن أعرف لجودة أفلامي العالية. عملت طويلاً على صقل مهاراتي وبناء فريقٍ قويّ للتمكّن من صناعة فيلم روائيّ طويل قادر على منافسة غيره من الأفلام العالميّة وجذب الجمهور العالمي.

ما كانت ردّة فعل أفراد عائلتكِ بعد الكشف عن تصميمكِ على كسر هذه الحواجز؟ هل دعموا قراركِ؟
لطالما دعمتني عائلتي. في الواقع، أتحدّر من عائلة مليئة بأفراد يكسرون الحواجز وبنساء أقوياء. لطالما شجّعنا والدي على السعي وراء أحلامنا وتحقيق طموحاتنا. وأعتقد أنّ أميّ قد أثّرت بي شخصيًّا وأقدّر فعلاً الجهود التي بذلتها لتجاهل الضغوطات الخارجيّة للإمتثال للتقاليد. لطالما كانت مصرة على تعليم كلّ بناتها لكي نتمكّن من تحقيق أحلامنا وخلق فرص لأنفسنا. تتمتّع أمّي بكاريزما كبيرة فهي إنسانة مرحة وهي دائماً تغنّي. لو كانت مواطنة في أي دولة أخرى لكانت أصبحت نجمة كبيرة.

كيف تؤثّر التهديدات بالقتل التي وصلتك من قبل بعض المتطرّفين على حياتكِ اليوميّة وعلى مسيرتكِ المهنيّة؟
فيما يتعلّق بالجدل الذي يحيط بأعمالي، أشعر أنّه ثمّة بعض الأشخاص الذين يبدون ردّات فعل سلبيّة بسبب هويّتي فقط وينتظرون منّي أن أقدّم موقفاً معيّناً. أحبّ أن أبقي هؤلاء الأشخاص بحيرة من أمرهم وأعتقد أنّ هذا الأمر يشكّل تحدّي بالنسبة إليّ إذ أّنّه يدفعني دائماً إلى مراقبة عملي والحرص على أن تكون أفكاري مبتكرة وجديدة. لا أخطّط منذ البداية على القيام بأعمالٍ مثيرة للجدل، بل أعتقد أنّ بعض الأشخاص مستاؤون لأنّني امرأة راغبة ومستعدّة لإبداء رأيها علناً. على الرغم من التهديدات بالقتل قد تسبب بالخوف، إلّا أنّه لا يمكننا أن ندع المتطرّفون يؤثرون على طريقة عملنا والأهداف التي نودّ تحقيقها والتي تتمثّل بتطوير البلد.

ما هو التحدّي الأكبرالذي صادفته في مسيرتكِ المهنيّة كونها تتحدّر من بلد لا صناعة أفلامٍ له؟ ماذا عن مشاريعها الجديدة؟ وأي تحديات تنتظرها؟ المزيد من التفاصيل في المقابلة كاملة في العدد المقبل من مجلة "سيدتي".