فيديو.. أب يدفن طفله في الرمال وهو على قيد الحياة، والسبب؟

عواقب اجتماعية واقتصادية دائمة حتى مرحلة البلوغ
العنف والتخويف اللذين يتعرض لهما الأطفال، يؤثران على صحتهم
خالد أبا الخيل
أب يدفن طفله في الرمال وأبا الخيل يحذر
قام بدفنه لمدة نصف ساعة في الرمال
الدراسات حذرت من الآثار السلبية لتعريض الطفل إلى التخويف
سياسة التخويف والترهيب التي أثبتت الأيام والدراسات عدم جدواها
الدكتور خالد النمر
الدفن في الرمال لا يعالج الشحنات الكهربائية في القلب
10 صور

في واقعة جديدة، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تداوله النشطاء بشكل موسَّع، يظهر فيه طفلٌ رضيع وقد دُفِنَ في الرمال ما عدا رأسه في حين يقوم الشخص الذي يقوم بتصويره بالضحك.

وعلَّق المتحدث باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية خالد أبا الخيل على الفيديو عبر حسابه في موقع "تويتر" قائلاً: "ما يتعرض له الطفل يعد إيذاءً... ومَن قام بمثل هذا الفعل يعتبر معنِّفاً ومسيئاً للطفل وفق نظام الحماية من الإيذاء".

جدير بالذكر، أن هذا المقطع هو الثاني في أسبوع واحد، حيث شهد يوم أمس الأول تداول مقطع فيديو مصور لطفلة وهي تصرخ فزعاً بعد أن شاهدت أحد أقاربها وهو يرتدي قناعاً مخيفاً ليقوم بتخويفها، ما أصاب الطفلة بنوبة هلع وصراخ وهي تحاول الهرب من القناع المخيف وسط ضحكات ذاك الشخص. عليه، أكد أبا الخيل، أن كل شكل من أشكال الإساءة إلى الطفل، يندرج تحت نظام حماية الطفل ولائحته التنفيذية، ومنها الإساءة النفسية إلى الطفل، وتعريضه إلى سوء المعاملة.

وقد غرَّد أحد النشطاء بصورة أخرى للطفل، وهو يجلس هادئاً أثناء دفنه في الرمال، وأورد عن والد الطفل قوله: "إن ولده تحسَّن، وتوقف عن الركض بعد أن قام بدفنه لمدة نصف ساعة في الرمال". ما أثار استياء المغردين الذين وجهوا له انتقادات شديدة على تصرفه غير المسؤول.


 

من جانبه، علَّق الدكتور خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي والطبقي، على الفيديو عبر حسابه الخاص في "تويتر" قائلاً: "الأب يؤذي طفله بهذا التصرف. الدفن في الرمال لا يعالج الشحنات الكهربائية في القلب أو الدماغ، ولا يعالج تأخر الطفل في المشي، بل من الممكن أن يقضي عليه بسبب الضغط على القفص الصدري".

وفيما يخص إخافة الأطفال، غرد قائلاً: "كل شخص يتحمل نتائج المزاح بالتخويف، وللعلم10% من حالات الخوف الشديد المفاجئ، يحدث فيها تباطؤ لنبضات القلب، وقد يصل الأمر إلى توقف القلب والإغماء".

يذكر أن عديداً من الدراسات حذرت من الآثار السلبية لتعريض الطفل إلى التخويف، وأكدت أن هذه الآثار تبقى واضحة حتى بلوغ سن الأربعين، حيث كشفت دراسة عام 2014، أجرتها جامعة كينجز كوليدج في لندن، وتعتبر الأولى من نوعها "بحثت في بقاء آثار التخويف إلى ما بعد مرحلة البلوغ"، أن آثار التخويف تبقى مرئية حتى بعد مرور 4 عقود، وهذا الأمر له عواقب اجتماعية واقتصادية دائمة حتى مرحلة البلوغ. وركزت الدراسة على 7771 طفلاً، قدَّم آباؤهم معلومات عن تعرضهم إلى أعمال ترويع وتخويف عندما كانوا في سن من 7 إلى 11 عاماً، وتمت متابعتهم حتى سن 50 عاماً.

كما أكدت دراسة أجراها علماء من جامعة "ديوك" الأمريكية، أن العنف ضد الأطفال والتخويف اللذين يتعرض لهما الأطفال، يؤثران على صحتهم في مراحل أعمارهم المختلفة، وأشارت إلى ضرورة معاملة الأطفال بصورة جيدة، وأكدت أن هناك كثيراً من طرق التعامل التي تضمن سلوكاً جيداً للأطفال بعيداً عن سياسة التخويف والترهيب التي أثبتت الأيام والدراسات عدم جدواها. ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا إلى العنف والتخويف والترهيب، يعانون من أمراض مزمنة في مرحلة البلوغ، ومن بين هذه الأمراض: أمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض النفسية.