موكب للشموع في المغرب للاحتفاء بالمولد النبوي

موكب للشموع في المغرب للاحتفاء بالمولد النبوي
انطلاق موكب الشموع
انطلاق موكب الشموع
صناعة الشموع المتنوعة الأشكال والألوان
4 صور
تستعد مدينة سلا (على مقربة من العاصمة الرباط) للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف من خلال تنظيم "موكب الشموع" وهي تظاهرة دينية وصوفية تقام ليلة 12 ربيع الأول من كل عام والذي دأبت هذه المدينة على تنظيمه تخليدا لهذا الحدث الديني.
ويشكل موكب الشموع كرنفالاً احتفالياً يجوب أهم شوارع سلا تعرض فيه شموع متنوعة الأشكال والألوان تقدم على شكل تصاميم جميلة للصوامع والقبب وأبواب المساجد، من خلال هياكل خشبية تزينها هذه الشموع التي يبدعها حرفيون في صناعة هذه الشموع التي قد يصل وزنها أكثر من (44 كلغ). والملاحظ أن هذه الشموع تختلف عن الشموع العادية، بكون هياكلها صنعت من خشب سميك مكسو بالأبيض ومزخرف بأزهار الشمع ذات الألوان المتنوعة في شكل هندسي يعتمد الفن الإسلامي. حيث جرت العادة أن ينطلق هذا الموكب عصر يوم 11 من ربيع الأول في جو احتفالي وعلى إيقاع الطبول في اتجاه ساحة (الشهداء) التي تعد من أكبر الساحات بسلا في منظر بهيج حيث يرتدي المحتفون بذكرى المولد النبوي الزي التقليدي وهم يجوبون بهذا الموكب شوارع سلا وصولا إلى فضاءات تواجد الأبواب التاريخية للمدينة وهو (باب بوحاجة) الذي يعتبر الفضاء الرئيسي للاحتفال. وإذا كان موكب الشموع يشكل موعدا دينياً وفنياً سنوياً فهو فرصة في نفس الوقت يستعرض فيه الصانع المغربي التقليدي مهاراته في صناعة الشموع مستحضراً تاريخ موكب الشموع الذي يثير فضول الآلاف من المتفرجين الذين يصطفون على جنبات الشوارع في انتظار قدومه. ويرى عبد الإله بوروة (أستاذ باحث) بأن موكب الشموع تقليد سنوي صوفي دأبت على تنظيمه مدينة سلا / التاريخية احتفاء بذكرى المولد النبوي، وهو أيضا مناسبة يستمع فيها ضيوف الموكب لفرق المديح والأذكار وللأهازيج الشعبية الصوفية في منظر بديع يزينه الأطفال من فتيان وفتيات يحملون ألواحا قرآنية.
يذكر إن أول موكب للشموع بهذه المناسبة كان عام 986 هـ بعدما تعهد الملك السعدي أحمد المنصور الذهبي وقبل توليه لدفة الحكم قام بتنظيم موكباً للشموع بسلا مماثل لموكب أعجب به خلال زيارته لاسطنبول وهو ما تحقق بمجرد اعتلائه لسدة الحكم حيث بقي هذا التقليد متوارثا عبر السنوات والأجيال إلى اليوم.