مع التقدم والتطور المعرفي الهائل الذي تتمتع به البشرية اليوم، كثرت النظريات والاستراتيجيات التي ساعدت الفرد على تقليص عدد مهامه وحل مشكلاته في أسرع وقت وبطرق ذكية، ولأن عملية الاستذكار إحدى الأمور التي تُرهق كاهل الطلاب وذويهم، فإن الخبراء والعلماء في العديد من التخصصات الإنسانية والتنظيمية، وضعوا كامل مجهوداتهم لتبسيط تلك العملية الشاقة، فكان أسلوب "عظمة السمكة" إحدى الاستراتجيات التي نتجت عن ذلك وساهمت في ترتيب الأفكار وحل المشكلات المعقدة.
الأخصائية التربوية والنفسية ومدربة التنمية البشرية نجلاء الحميد، تخبرنا عبر "سيدتي نت" عن هذا الأسلوب حيث تقول: "مخطط "عظمة السمكة" هي أداة أو أسلوب يستخدم ليوضّح لنا بصريًا أسباب متعددة لمشكلة ما للوصول إلى سببها الجذري".
مبينة انه تم اختراعها من قبل الخبير الياباني في مراقبة الجودة "كاورو إيشيكاوا"، حين كان يحاول مساعدة موظفيه لتجنب الحلول التي لا تتعلق بالسبب الحقيقي للمشكلة، ويستخدم هذا المخطط اليوم لترتيب الأفكار، وأثناء النقاش ولتحديد أسباب حدث أو مشكلة من المشاكل التي تواجه الأفراد والمنظمات لاكتشاف أسباب التغييرات التي تحدث في حياتهم الدراسية أو المهنية أو الأسرية.
وقالت " لذا فهذا الأسلوب بمثابة أداة فعّالة للتحليل وحل المشكلات، حيث يسمح باستكشاف العلاقة بين الأسباب بعضها البعض، كما يتميز بأنّه سهل الاستخدام ويساعد على الوصول إلى الأسباب الحقيقية في وقت قصير".
سر التسمية
سُمي هذا الأسلوب بعظمة السمكة وذلك نتيجة للمخطط النهائي الذي يتمّ القيام به أثناء استخدامه فهو يشبه شكل عظام السمكة بعد إزالة اللحم عنها، ولتطبيقه عملياً، ينبغي عليكِ إتباع الخطوات التالية:
1- حددي المشكلة التي ترغبين في حلها والتخلص منها و اكتبيها في ورقة العمل الخاصة بك، مثال : "مشكلة التأخر الدراسي".
2- حددي المسببات الرئيسية للمشكلة، اطرحي السؤال: "لماذا حدث ذلك؟" ومن ثمّ حددي الفئات الرئيسية للأسباب، ثم فكري في كافة الاحتمالات، استمري في طرح ذات السؤال وتوسعي حتى تحصلي على فئات فرعية وأجوبة أكثر، ومن ثمّ تعمقي وفكري في تفاصيل أكثر، ومن خلال تطبيق طريقة مخطط عظم السمكة في محاولة لتحليل مشكلة التأخر الدراسي، يمكن أن نحصل على عدة أسباب قد تكون اجتماعية أو ذاتيه أو مدرسية أو اقتصادية.
3- اكتبي كل الأسباب الفرعية للمسببات الرئيسية بنفس الأسلوب، فعلى سبيل المثال قد يكون من الأسباب الفرعية التابعة للسبب الرئيسي "الذاتي" في مشكلة التأخر الدراسي هو عدم القدرة على ضبط النفس وإدارة الوقت ليضيع أغلبه في استخدام الهاتف الذكي أو الآيباد.
4- قيّمي الأسباب لتصلي انتهاءً إلى مجموعة من تلك الأسباب والتي تُقرّي وتعترفي بها وهي التي تحتاج للدراسة أو التطوير.
