mena-gmtdmp

النكتة... صحيفة المعارضة!!

مبارك الشعلان

 

النكتة السياسية مشروع ضحكة.. أو مشروع سجن، فالسياسيون يحبون أن يسمعوا النكتة، ولكن لا يحبون أن ينكت عليهم أحد!

يحبون أن يضحكوا لا أن يضحك عليهم.

النكتة التي لهم مشروع ضحكة. والنكتة التي عليهم مشروع سجن.

مثلما قال الرئيس الروسي الأسبق بريجنيف عندما قال له الرئيس الأميركي الأسبق كارتر: أنا هوايتي جمع النكات، فقال: وأنا هوايتي «جمع» الذين يطلقون النكات!!

فالنكتة السياسية سلاح من دون ترخيص، أو سلاح محرم وممنوع، ولا توجد دولة في العالم تعطي ترخيص سلاح لمواطنيها من دون أن تسألهم عن عناوينهم، ولكن مع كل ذلك الناس تمارس الممنوع وتنكت!!

والنكتة الممنوعة مرغوبة أكثر، وعليها طلب أكثر، وتُضحك أكثر، والناس تريد أن تضحك أكثر، لذلك تنكت في الممنوع. 

فثلاثة أرباع نكت العالم نكت سياسية، ونكت جنسية، ليس لأنها مضحكة أكثر من اللازم، ولكن لأنها ممنوعة أكثر من اللازم، ولأنها تجمع رأسين بالحرام! 

في فترة من الفترات في مصر كانت مهمة «جمع» النكتة مهمة قومية، شكلت لها لجنة تصنفها حسب خطورتها على الأمن القومي.

فكان يرمى «بأصحاب النكتة» والمنكتين بالسجن السياسي بتهمة النكتة السياسية، فوجد أحدهم نفسه بالسجن محاطاً بسياسيين اشتراكيين وشيوعيين وإخوان، وكل واحد يسأل الثاني: الأخ شيوعي؟ فيرد: لا إخوان. ويسأل آخر: الأخ إخوان؟ فيرد: لا شيوعي.

فسألوه: والأخ شيوعي ولا إخوان؟ فقال ساخراً: أنا من الإخوان الشيوعيين... فحبسوه للتحقيق مرة أخرى بتهمة تأسيس حزب جديد اسمه الإخوان الشيوعيون!

كل ذلك بسبب «نكتة» فالنكتة في الجنس والسياسة حرام «وتودي في ستين داهية» ومع ذلك الناس كل يوم «تنكت»؛ لأن النكتة هي خبز الناس إذا لم يجدوا خبزاً، ورسالتهم للسلطة عندما لا يجدون ساعي بريد مثل ذلك الذي قال لآخر: النهاردة الجو حار لا يطاق. فسارع الآخر يقول: إحنا مش اتفقنا ما نتكلمش في السياسة. والنكتة هي صحيفة المعارضة، عندما لا تكون هناك معارضة، مثلما حدث في أيام السادات، ومرحلة الترويج للانفتاح في الوقت الذي لا تجد الناس ما تأكله. قيل إنه أثناء زيارة بيجن لمصر شاهد هو والسادات زحاماً شديداً على مجمع للسلع الاستهلاكية. فسأل بيجن: ليه الزحمة دي يا فخامة الرئيس؟ وسأل أحد الواقفين. فأحس السادات بالحرج. وقال: أبداً.. ده مأتم.. والزحمة دي للعزاء، فاقترب بيجن من الزحام.

قال: عزيت؟!

فقال: لا... ع السكر!!

 

شعلانيات:

   الماضي جميل لأنه ذهب. ولو عاد لأصبح بشعاً!

   مغفل من لا يعتقد أنه كان مغفلاً يوماً ولو لمرة واحدة!

   معدة الفقير في حاجة إلى طعام، وطعام الغني في حاجة إلى معدة!

   مهما ضاقت بك الدنيا تستطيع أن ترى السماء من ثقب إبرة.