بعد فضيحة تسريب البيانات.. هل تحول فيس بوك إلى وحش؟

مؤسس فيس بوك مارك زوكربيرغ
2 صور

دافع مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة فيس بوك، عن نفسه وعن شركته في مواجهة الهجوم الذي تعرض له من قبل تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" الأميركية، في أعقاب الجدل الذي أثير حول خصوصية بيانات المستخدمين على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك التي تناولتها تقارير على نطاق واسع الأسبوعين الماضيين.

وجاءت تصريحات زوكربيرغ، في إطار رده على انتقادات رئيس أبل، متضمنة أنه "من غير المنطقي" أن نرجح أن "فيس بوك" لا تعتني ببيانات المستخدمين لأنها تمنحهم خدماتها مجانا. ووصف كوك بيع بيانات المستخدمين الخاصة بأنها "اقتحام للخصوصية.

وأجاب كوك عن سؤال افتراضي إذا كان محل زوكربيرغ، قائلا: "لم أكن لأسمح لنفسي بأن أكون في مثل هذا الموقف.

وواجهت شركة "فيس بوك" انتقادات حادة بعد أن كشفت تقارير أنها كانت على علم لسنوات بأن شركة "كمبريدج أناليتيكا" للاستشارات السياسية استخدمت بيانات شخصية لحوالي 50 مليون من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي، لكن شركة زوكربرغ اعتمدت في عدم اتخاذ أي إجراء حيال هذا الأمر على تأكيد الشركة البريطانية أنها حذفت تلك البيانات.

وأفاد فيلم تسجيلي عرضته القناة البريطانية الرابعة بأن بعض البيانات الشخصية للمستخدمين التي جمعتها "كمبريدج أناليتيكا" ما تزال تستخدم حتى الآن رغم تأكيد شركة الاستشارات السياسية أنها حذفت ما لديها من مواد ذات صلة بهذا الشأن.
وأعترف زوكربيرغ أن "فيس بوك" ما تزال تفتقر إلى الشفافية بخصوص بعض الخيارات التي أقدمت عليها في وقت سابق، مقترحا تولي لجنة مستقلة اتخاذ بعض القرارات نيابة عن الشركة.

موقف صعب

وتحدث تيم كوك في مناسبتين منذ ظهور الجدل حول قضية بيانات المستخدمين على "فيس بوك"، الأولى كانت في 23 آذار (مارس) الماضي أثناء مشاركته في منتدى الصين للتنمية. وقال "أعتقد أنه موقف صعب وقد تفاقم إلى حد ينبغي معه وضع قواعد محكمة"، وفقا لما أدلى به من تصريحات لبلومبيرغ.
وأضاف "أن معرفة أي شخص لما كنت تتصفحه لسنوات، ومن هم الأشخاص الذين تربطك بهم صلة ما، وماذا تحب وما لا تحب، وكل تفاصيل حياتك الخاصة، لا يمكن أن يكون لشخص القدرة على امتلاكها.

وأدلى الرئيس التنفيذي لـ "آبل" بتصريحات لشبكة "ميكروسوفت" الإخبارية وموقع "ريكود" المتخصص في التكنولوجيا جاء فيها: "أعتقد أن أفضل قاعدة هي ألا تكون هناك قاعدة، وهي الرقابة الذاتية، لكني أعتقد أننا تجاوزنا ذلك هنا".
وأضاف: "يمكننا أن نحصد الكثير من الأموال إذا تاجرنا بعملائنا حال كونهم هم أنفسهم المنتج الذي نبيعه. لكننا اخترنا ألا نفعل ذلك، لأن الخصوصية من حقوق الإنسان.
وتحقق "أبل" أغلب أرباحها من بيع أجهزة الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر اللوحية، وغيرها من أجهزة الكمبيوتر إضافة إلى الخدمات ذات الصلة بتلك الأجهزة مثل تخزين البيانات على الإنترنت، ومنافذ بيع الوسائط.

وفي المقابل، هناك شركات تكنولوجيا عملاقة تحقق أغلب أرباحها من الإعلانات، أبرزها "جوجل"، و"تويتر"، و"فيس بوك".

وصرح مارك زوكربرغ في وقت سابق لشبكة "سي إن إن" الإخبارية بأنه "مستعد لقبول" قواعد تنظيمية جديدة..
كما دافع رئيس "فيس بوك" عن شركته ضد ما أبداه كوك من انتقادات، لكنه لم يذكر أبل ولا رئيسها صراحة أثناء تصريحاته التي استهدف من خلالها الرد على الانتقادات الحادة التي تواجهها الشركة منذ بداية ذلك الجدل.
واعتذر زوكربرغ في وقت سابق لمستخدمي "فيس بوك" بعد ظهور تقارير استغلال بياناتهم الشخصية سياسيا، وقال زوكربيرغ: "أرى أن الطرح الذي يشير إلى أنك إذا لم تدفع المقابل فلن نعتني ببياناتك غير منطقي ولا يتطابق مع الحقيقة على الإطلاق".
وأضاف: "تشير الحقيقة إلى أنه إذا أردت أن تبني خدمة تساعد الجميع في كل أنحاء العالم على التواصل، فسوف تكتشف أن الكثيرين لا يستطيعون تحمل تكلفة ذلك.
وتابع: "أعتقد أننا ينبغي ألا نقع ضحية لمتلازمة ستوكهولم بأن نرسخ القناعة بأن الشركات التي تعمل جاهدة على أن تطلب منك أموالا أكثر هي الشركات التي تعتني بك أكثر، وذلك لأنه طرح سخيف.
ودافع رئيس "فيس بوك" عن قدراته كقائد للشركة مستشهدا بكلمات لجيف بيزوس، الرئيس التنفيذي لشركة "أمازون"، أشارت إلى "هناك شركات تجعلك تدفع أكثر، وهناك شركات تعمل جاهدة لتكلفك أقل". وقال زوكربيرغ: "أتخذ قراراتي واضعا في المقام الأول مصلحة مجتمعنا وأعير الإعلانات اهتماما أقل.

هل تحول "فيس بوك" إلى وحش؟

على صعيد آخر، قال زوكربيرغ، أثناء لقاء صحفي استمر 49 دقيقة، إنه يريد أن يجعل من فيس بوك منصة "أكثر ديمقراطية" بحيث يسمح للمستخدمين برفض قرارات فيس بوك ومراجعتها فيما يتعلق بالمحتوى الذي يسمح بنشره أو يحظر نشره.
وأضاف أنه يريد جهة مثل "المحكمة العليا"، أو جهة ليس بها أي من العاملين لدى فيس بوك، تتخذ القرار النهائي فيما يتعلق بما يسمح بنشره وما لا يسمح به كمحتوى على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك"."
وواجه رئيس شركة التكنولوجيا العملاقة انتقادات حادة في الفترة الأخيرة في إطار تقرير نشرته الأمم المتحدة يتضمن نتيجة تحقيقها في مزاعم الإبادة الجماعية للمسلمين في ميانمار.

وقال التقرير إن "فيس بوك "تحول إلى وحش بعد أن لعب دورا حاسما في نشر الكراهية" لهذه الجماعة.
وزعم زوكربيرغ أن رسائل من "طرفي الصراع" عبر تطبيق الرسائل الخاص بفيس بوك كانت تستهدف دفع تلك الأطراف إلى نفس المواقع للقتال فيها.
لكنه أكد أن المؤسسة صممت نظاما لتتبع مثل هذا النشاط، قائلا: "أوقفنا هذه الرسائل من الانتقال عبر طرفيها، لكن هذا الأمر بالتأكيد يتطلب الكثير من الاهتمام.

مؤسس "فيس بوك" مارك زوكربيرغ يوافق على الإدلاء بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي في 11 نيسان

وقد وافق مؤسس ومالك "فيس بوك" مارك زوكربيرغ على الإدلاء بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي في 11 نيسان الجاري في فضيحة تسريب بيانات شخصية للملايين من مستخدمي الموقع لشركة "كمبريدج أناليتيكا".
وقال رئيس لجنة التجارة والطاقة بمجلس النواب الأمريكي، غريغ والدن: "جلسة الاستماع هذه ستتيح فرصة هامة لتسليط الضوء على المسائل الحادة حول خصوصية بيانات المستخدمين ولمساعدة الأمريكيين على تحسين فهم ماذا يحدث ببياناتهم الشخصية الموجودة في الإنترنت.. نقدر رغبة السيد زوكربيرغ في الإدلاء بشهاداته ونأمل بأنه سيجيب على أسئلتنا في 11 نيسان.

حملة مقاطعة فيس بوك فشلت في إقناع مستخدميه بإغلاق حساباتهم

ورغم إطلاق بعض الغاضبين على موقع الفيس بوك إثر كشف فضيحة تسريب بيانات الملايين من مستخدميه لشركة بريطانية، حملة مقاطعة للفيس بوك في العالم العربي،لتشجيع المستخدمين على إغلاق حساباتهم فيه إلا أن الحملة لم تثمر كثيراُ بعد تغول الفيس بوك في حياة مستخدميه،فأصبح إدماناً صعب التخلص منه بسهولة،ومازال حتى بعد الفضيحة الإعلامية والقانونية عملاق مواقع التواصل الإجتماعي في الشرق والغرب بدون منافس."