محاضرة عن (الفنون الأدائية في المملكة) وتأثر الخليج بفنون المناطق المجاورة

المهندس خليل المويل
جانب من الحضور
جانب من الخضور
4 صور
قدَّم خليل إبراهيم المويل من خلال مُلتقى (جسور الثقافي)، والذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون بالرياض، محاضرة بعنوان (الفنون الأدائية في المملكة العربية السعودية)، أدارها الدكتور عبد الرحمن المديرس.
وبدأ المويل محاضرته قائلاً: "قبل الحديث عن ثقافة أو فكر بلد ما، علينا أن ننظر إلى تاريخه وحضارته على مرّ السنين، الجزيرة العربية تُعتبر من أقدم المناطق التي مرَّت عليها حضارات متعددة، نظرًا لموقعها الجغرافي المميز والفريد".
"وتشير الاكتشافات الأثرية إلى وجود أقدم الحضارات التاريخية على مستوى شبه الجزيرة العربية في منطقة نجران، وحضارات دلمون التي ازدهرت في منطقة الأحساء والخليج العربي".
"حيث تم اكتشاف أقدم آثار للحضارة الإنسانية، التي يعود تاريخها إلى الألفيّة الثالثة قبل الميلاد التي عُثر عليها في بلاد ما بين النهرين، فإن الحضارات المختلفة في هذه المنطقة الكبيرة تؤدي إلى ظهور أنواع مختلفة من الفنون، خاصة الفنون الأدائية والموسيقية، وهي أكثر الفنون الجميلة التي تؤثر في روحنا وسلوكنا".
وأضاف: "لمناقشة أنواع مختلفة من الفنون الأدائية الفلكلورية الشعبية في المملكة، في مختلف المحافظات، اخترنا الفنون الشعبية الشهيرة من كل منطقة، وذلك بإعطاء بعض المعلومات الموجزة عنها".
وعرَّف الفنون الأدائية الفلكلورية الشعبية، وقال: "منذ أكثر من 150 سنة ودوائر المثقفين في مختلف أرجاء العالم تتداول مصطلح "فلكلور"، وتوقف عليه الدراسات والمؤلفات، وتُعقَد حوله الدروس والحلقات، وتُنفق عليه الأموال، وتُنشأ المتاحف بأنواعها لحفظه وصيانته، فهي لا تبخل بجهد يمكن أن يساهم في تطوير هذا الفرع من فروع العلم الإنساني، ورفع مستواه، ومستوى المُشتغلين عليه".
"الفلكلور كلمة تُطلق على المنتجات الثقافية الشعبية، من ألعاب وفنون أدائية، ورقص، حتى الأكلات والعادات والتقاليد، وهي ليست كلمة تخصّ شيئًا مفردًا بحدّ ذاته، وإنما هي تسمية تشمل العديد من الفنون، كالفنون الأدائية والرقص، وكذلك الأكلات المختلفة والطقوس المميزة، بمعنى آخر، الموروثات أيضًا يُمكن أن يُطلق عليها كلمة فلكلور".
"وهي في الأصل كلمة ألمانية، وتعني "علم الشعوب" أو الحضارات، أي كل ما تتوارثه الشعوب وتعتبره علامة مميزة لها، لا يمكن التخلي عنه، حتى وإن طرأ عليه بعض التغييرات أو التعديلات، أو خضع للتطوير قليلاً لمواكبة التقدم المستمر".
"أما الفنون الأدائية (الأهازيج)، فهي من أهم الموروثات لدى الشعوب، حيث لا تخلو ثقافة أي شعب من فنون وأغانٍ فلكلورية متوارثة عبر الأجيال، يتغنى بها الناس في تجمعاتهم، بل ويعمل صُنّاع الموسيقى دومًا على الاستفادة منها وتطويرها، وإدخالها في أعمال جديدة تبعث بها روحًا من التجديد والتطوير، كالمواويل المصرية والموشّحات الأندلسية والقدود الحلبية السورية، والفنون الأدائية في السعودية، كفنّ الصوت والفجري والبحري، والهيدا، وغيرها من الفنون".
وكذلك بيَّن المويل أن الخليج لديه فنون كثيرة مُتأثرة بالمناطق المجاورة، كفنّ المزمار -على سبيل المثال- في الغربية، والمزمار مُتأثر بفلكلور مصري، وهو يُسمى أيضًا فن المزمار، ولدينا نحن في الخليج، في الأحساء والبحرين فن "الجربة"، وهو يشبه فنًّا من فنون بلاد فارس، وكذلك فن "الليوة" في الخليج يشبه الرقصات الإفريقية".
وأوضح أيضًا أن المملكة غنية جدًا بالفنون والموسيقى الشعبية والأغاني والرقص، منها على سبيل المثال:
في المنطقة الوسطى: هناك أنواع كثيرة من الفنون الفلكلورية أشهرها العرضة النجدية، سامري الدواسر، سامري عنيزة، الربابة، المسحوب، الحوطي، رقصة الناجوز أو الناقوز، الفن الحوطي، وغيرها من الفنون الأدائية الكثيرة في المنطقة.
أما في المنطقة الشرقية: هناك الكثير من أشكال الفلكلور الشعبي والرقصات التراثية المتوارثة، مثل الفجري، الخماري، رقصة الدواري، النقازي، المجيلسي، الزهيريات، دق الحب، العاشوري، الهيدة، المخولف، اللعبوني، القربة (الجربة)، الليوة، القادري، المدائح النبوية، وأنواع أخرى من الموسيقى والرقص الفلكلوري الشعبي.
أما في منطقة الشمال: نجد مثلاً غناء الهجيني، الهجيني المسحوب على الربابة، الربابة، الحداء، رقصة المراد، الدحة، العرضة، دبكة الشمال، وأنواع أخرى من الموسيقى والرقص الفلكلوري الشعبي.
أما في المنطقة الغربية: يوجد المزمار الشعبي، المجرور الطائفي، المجالسي، الخبيتي، الدانات (الدانة)، المواويل، المجسات، زفة العريس، الإنشاد الديني، المسحراتي، السمسمية، وغيرها الكثير من الفنون الفلكلورية الشعبية.
وأخيرًا في المنطقة الجنوبية: نجد العرضة الجنوبية، عرضة زهران، القطة، وأنواعًا أخرى من الفنون الفلكلورية الشعبية.
واختتم المويل محاضرته مُبيّنًا أنه -مما سبق- يمكننا أن نجد الكمَّ الهائل من الفنون الأدائية الفلكلورية الشعبية في المملكة التي تحتاج إلى الكثير من الكُتب والبحوث، ورسائل الدكتوراه، كي نتحدث عن كل فن من تلك الفنون على حِدَةٍ.
جدير بالذكر أن المهندس خليل المويل، حاصل على درجة الماجستير في الإدارة العامة من الجامعة الماليزية في البحرين، وعضو جمعية الحفاظ على التراث السعودي، وخبير من خبراء اليونسكو، وعمل باحثًا من ضمن فريق من الباحثين في تسجيل فن العرضة السعودية في اليونسكو، كما عمل باحثًا لأرامكو عن الفنون الأدائية في المملكة (Saudi (folk music.