"كاميلا هاريس" تشعل غيرة ميشيل أوباما!

15 صور

لم يلتفت العالم إلى التفاصيل التي أوصلتها لأرفع المناصب في أميركا، فقد أهلها ذكاؤها لتنتقل من نجاح إلى آخر، حاملة مبادئها الصارمة وإنسانيتها العذبة في قلب واحد وهبته لأحلامها في الحياة العملية، بعد أن خذلته أحلام الحب وأوهام الاستقرار، لولا أن أوباما امتدحها قائلاً: «إنها أجمل مدعٍ عام في البلاد». إنها كاميلا هاريس، المدعي العام لولاية كاليفورنيا، والسيدة التي لا تعرف للضعف عنواناً، ولا للخوف طريقاً.

لفتة أوباما وزوبعة الجدل
لأن الأمور في أميركا ليست مثل أي مكان آخر في العالم، تحولت هاريس بين عشية وضحاها إلى حديث المجتمع السياسي؛ بسبب لفتة الرئيس تلك خلال اجتماع اللجنة القومية للحزب الديمقراطي لجمع التبرعات، بالقرب من مدينة سان فرانسيسكو مؤخراً، وتحولت كلمات المجاملة البسيطة إلى قضية «تمييز جنسي»، خاصة بعدما كتب المعلق السياسي الشهير جوناثان شاين على موقع نيويورك ماغازين على الإنترنت: «هذا ليس إطراءً، وبالنسبة للرئيس فإنه سيتحول إلى نموذج ثقافي لأنصاره». واعتبر آخرون أن أوباما لا يدرك التحديات التي لاتزال تواجه المرأة في مكان العمل، وأنه لا يمكن أبداً تقييمها بناء على مظهرها.
تفادياً لتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباها، تحدث أوباما لهاريس معتذراً منها على ما سببه تصريحه، وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إلى أن الرئيس وهاريس صديقان قديمان، وأنه لم يقصد بأي حال التقليل من قدرتها المهنية، ونجاحها كمدعٍ عام، مؤكداً أن الرئيس قال خلال تصريحاته مرحباً بهاريس، إنها ذكية، وملتزمة، وتتمتع بكل ما هو مطلوب من الشخص المنوط به تنفيذ القانون.

قصة نجاح
كتبت هاريس فصول قصة نجاحها في العمل الجاد، منذ حصولها على شهادتها الجامعية بالقانون في جامعة واشنطن، ثم الدكتوراه بجامعة كاليفورنيا، وأصبحت أول أميركية من أصول أسيوية تنتخب لمنصب النائب العام عن ولاية كاليفورنيا، ومن قبله النائب العام لمدينة سان فرانسيسكو لدورتين من عام 2003 وحتى 2011، والأهم هو فوزها بالدورة الثانية الذي جاء بالتزكية.

نشأة
نشأت هاريس وسط عائلة مثقفة، والدتها طبيبة، من أصول هندية، هاجرت إلى أميركا في مطلع الستينيات، ووالدها دونالد هاريس أستاذ الاقتصاد بجامعة ستانفورد من أصول جامايكية، وتلقت تعليمها بمدارس خاصة راقية. حددت هاريس خطواتها المهنية فور تخرجها، وساعدها تفوقها على الالتحاق بمكتب نائب النائب العام في مقاطعة الأميد بولاية كاليفورنيا، وتدرجت في المناصب سريعاً؛ حتى لفتت الانتباه إلى كفاءتها الوظيفية منتصف التسعينيات، عندما تولت مسؤولية إدارة العدالة الجنائية بمكتب المدعي العام لمدينة سان فرانسيسكو، وصنفت وقتها ضمن أفضل 10 محامين بولاية كاليفورنيا.

حب وهجران
فشل قصة الحب الحقيقية الوحيدة في حياتها دفعها إلى تركيز جل اهتمامها على عملها، الذي حققت فيه النجاح تلو الآخر، فلم تتزوج حتى اليوم، على الرغم من أنها شارفت على الخمسين. كانت عاطفة قوية ربطت لسنوات بين هاريس والسياسي ويلي براون، الذي هجرها فجأة بعد انتخابه عمدة سان فرانسيسكو عام 1998، بينما كانت تراودها أحلام الزواج والاستقرار، لكنها غلبت أحزانها ومضت تشق نجاحها المهني، حتى وصلت إلى منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، ومرشحة لشغل المنصب الشاغر في المحكمة العليا.

قضايا إنسانية وملفات شائكة
تميزت هاريس طيلة سنوات عملها مدعياً عامياً لمدينة سان فرانسيسكو بالنشاط الدائم، وكانت إسهاماتها المتطورة حيال عدة قضايا هامة موضع إشادة وتقدير، خاصة مبادرتها لتسوية عدة مشكلات خلفتها أزمة الرهن العقاري. وبالرغم من بحث هاريس الدائم عن الحق والعدالة، إلا إنها تعارض عقوبة الإعدام، وتفضل استبدال السجن مدى الحياة بها من دون إمكانية الإفراج المشروط، وتعتبره عقاباً أوقع من الإعدام؛ ما أشعل الانتقادات التي وجهت لها؛ لأنه كان أحد أسباب ارتفاع معدل جرائم القتل من 52% إلى 67% بين عامي 2003 و2006.
كانت هاريس أول القانونيين الأميركيين الذين طرحوا مبادرة لتجريم تقاعس الوالدين عن إلحاق أبنائهم بالمدارس، أو السماح لهم بالغياب غير المبرر لفترات طويلة، ونجحت في الحصول على موافقة ومساندة اتحاد المعلمين في كاليفورنيا على قانون يفرض عقوبات تتدرج من غرامات مالية وحتى السجن بحق الآباء المهملين في حق تعليم أبنائهم.

غيرة ميشيل
المرأة هي المرأة في أي مكان في العالم، لا فرق بين قروية تحرث حقلها في أقصى بقاع الأرض، وسيدة أميركا الأولى، فبمجرد انتشار مجاملة أوباما للمدعية العامة كاميلا هاريس ووصفها بأنها أجمل مدع عام في البلاد، أعلنت ميشال لقناة محلية في ولاية فيرمونت أنها «أم عزبة»، وقالت في حوار متلفز: «صدقوني، كوني أمّاً عزبة..»، ومن ثم استدركت: «عليّ ألا أقول عزبة، فكوني أمّاً فأنا كثيرة الانشغال أحياناً، لكن عندما يكون الزوج رئيساً، يمكن أن نشعر قليلاً بالوحدة».