تكريم الدكتورة خيريّة السقاف ضمن 18 شخصية أَثْرَت "الثلوثية"

الدكتور الشبيلي يتسلم التكريم نيابة عن خيرية السقاف
2 صور

اختتمت ثلوثية بامحسون أنشطتَها، وكرَّمت 18 مشاركًا في الموسم الثقافي المستمر منذ 30 عامًا، إضافة إلى تكريم الإعلامية السعودية خيريّة السقاف، لتكون شخصية العام، لمشاركتها الإعلامية والثقافية والوطنية.
وأوضح مؤسس الثلوثية، الدكتور عمر بامحسون، لـ"سيدتي"؛ أن الثلوثية مستمرةٌ في عقد ندواتها ومحاضراتها منذ 30 عامًا، ولم تتوقفْ، حتى في وقت مرضه أو سفره خارج المملكة، مشيرًا إلى أنها استمرت 25 عامًا في موقعها بحيّ العليا بالرياض، قبل أن تنتقل لمكان أوسع في حيّ الواحة.
ولفت إلى أنه فخور بتكريم 18 شخصية في ختام المنتدى الحالي، إضافة إلى تكريم الدكتورة خيريّة السقاف، لتكون شخصيةَ العام؛ وذلك لدَوْرِهَا في خدمة العلم والمعرفة، متمسكةً بقيمها وأخلاقِ مُجتمعِها، مشيرًا إلى أنها تنتمي إلى أسرةٍ خدَمت العلمَ والدعوةَ الوسطيةَ من المدينةِ المنورةِ والحجازِ، وتكريمُها تكريمٌ للمرأةِ السعوديةِ.
كما أشار إلى أن اللجنة المختصة اختارت قبل عامينِ الدكتورة خيريّة السقاف للتكريم، لولا أنّ ظروفها الخاصة -وقتها- جعلتها تعتذرُ، وارْتَأَت اللجنة أن تُعِيدَ الكَرَّةَ وتختارها لتكونَ الشخصيةَ المكرّمةَ لهذا الموسم الثقافي؛ لما قَدَّمَتْهُ للثقافةِ العربيةِ مع المميزين الذين أثروا المنتدى بعلمِهم، وأعطوا لرؤية 2030 فسحةً من التوضيحِ، بما يعودُ على مجتمعِنا بالخير بسبب ما نتوقَّعُه من تغيرات اجتماعية وثقافية واقتصادية.
من جهته، بَيَّنَ الدكتور عبد الرحمن الشبيلي، في كلمته بالحفل، أن الثلوثيّة تدلِف إلى العِقْدِ الرابع في عمرها، وهي تحتفي اليوم بالدكتورة خيريّة السقّاف، زميلة الحرف التي كانت الثلوثية تُحاورها منذ عامين، لحَلْحَلَةِ مُمَانَعَتِهَا في التكريم، وتُشَاطِرها الظروف الأُسريّة التي مرّت بها، وحظيت الثلوثيّة أخيرًا بقبولها أن تكون الشخصيّةَ الثقافيّة المُكرّمة، بعد منحها بمهرجان الجنادريّة شهادةً ساميةً بالمرتبة الرفيعة التي احتلّتها في ميدان التعليم، وحافظت فيها على أخلاقيّات الكلمة، وترفّعت عن مُنْزَلَقَاتِهَا، حتى رأى فيها المجتمع أيقونة الرَّزَانَةِ والوقار.
وأشار إلى أن الدكتورة خيريّة، تُعيد إلى الذهن تاريخَ أُسْرَتِهَا المَكِّيَّة الكريمة، وسيرة جدّها شيخ السادة ومُفتي الشافعيّة، العلّامة علوي بن أحمد بن عبد الرحمن السقّاف، المولود في مكة المكرمة عام ١٢٥٥هـ، وصاحب المصنّفات في الفقه والعلوم والفلك، الذي ذَكَرَهُ الزّركلي في قاموس الأعلام، ومحمد علي مغربي في أعلام الحجاز.
وبيّن أن سيرة جدّها قاضي القضاة بمكة المكرمة، محمد بن علوي السقّاف، وسيرة والدها إبراهيم بن محمد بن علوي السقّاف، أحد مؤسّسي جامعة الملك عبد العزيز، تعكس البيئة التي خرجت منها أيقونة الإبداع، مشيرًا إلى أن الباحث في المنشأ الحجازي لأسرة السّقاف، يجد أسماءَهم في المكتبات العامرة بكتب التراجم والأنساب والتاريخ، وبالمراجع التي تتحدّث عن أَرُومَتِهَا العَطِرَةِ، وعن فروعها وانتشارها في أرجاء الجزيرة العربيّة، وفي المهجر الشرقي.
وقال: "عندما يُذْكَرُ التراثُ المعماريُّ المعاصرُ للعاصمة المقدّسة، يبرز قصر السقّاف التاريخي الأثري المعروف في مكة المكرمة، الذي شَيَّدَتْهُ أسرة السقّاف منذ قرن ونصف القرن في شارع الأبطح بالمعابدة، واتّخذه الملك المؤسّس عبد العزيز، مقرًّا لإقامته، ليكون شاهدًا على الاتفاقات السياسية التي عُقدت فيه، ووَرَدَ ذِكْرُها مقترنةً بهذا القصر، في التاريخ الحديث للحجاز في ظل الدولة السعوديّة، وفي عدد من كتابات السِّيَرِ والتَّرَاجِمِ وأخبار الرّحَّالة والمستشرقين".
وأضاف: "يتكامل السجلّ العلمي للدكتورة خيريّة، مع السجل الناصع لأسرتها الصغيرة (آل الجنيد)؛ فهي الدار المسكونة بحب الأحبار، البحّاثة الدءوب، العازفة عن وهج الأضواء، وطنين أصوات المباهاة، عائلة تُبحر لَيْلَ نَهَارَ في لُجّةِ الكتاب، وتهيم بالمخطوط والتراث، تسهر على تحقيقٍ، وتصحو على مُعجم، لا تَعْبَأُ بالزمن، في استغراق صامت، وتفكير مبدع، وعشق غامر بالأحاسيس، بعد أن أَسْرَجَتْ سماءَ ثقافتنا بقناديل المعرفة.
وبدَوْرِهِ، بيّن راعي الثلوثية الشيخ عبد الله باحمدان، في كلمته، أن مجتمع المرأة يمتاز بالحضور القوي في مراكز القرار، بعد أن أَدَّت المرأةُ السعودية دورَها في المؤسسات التربوية والتعليمية، مشيرًا إلى أن القيادة في ظل رؤية المملكة 2030 وخطط التحول الوطني، تضع النصف الآخر من المجتمع في طليعة الاهتمام.
وقال: "ما زلنا نتذكَّر احتفاءَ وكالات الأنباء العالمية، يوم أصبحت الدكتورة خيريّة السقاف أول مديرة تحرير لصحيفة عربية عام 1980، كما نتذكَّر أسلوبَها المميز في كتابة المقال الأدبي، عندما كانت في طليعة جيل من الصحفيّات اللواتي أسسّن لصحافة المرأة"، مشيرًا إلى أن خيريّة السقاف امْتَلَكَت الجرأةَ والمهارة لخَلْقِ التنوع في ذاتها.