البحيرة الأوكرانية الوردية.. هكذا ترسم الطبيعة أسرارها

أحجارها الكريستالية
البحيرة الوردية وأحجارها الكريستالية
هكذا ترسم الطبيعة لوحاتها.
تضاريسها الساحرة تجذب السياح
بحيرة كوياشسكوي في أوكرانيا
طينها وأملاحها يُستخدمان بالعلاج
من المعالم الساحرة للبحيرة
بوحات فنية صنعتها الطبيعة
البحيرة الوردية
بحيرة هيلير في أستراليا
11 صور

بعيدًا عن ضجة المدينة وفوضاها، عن أزمات السير والجبال الأسمنتية التي تحجب عنّا أي أفق، بعيدًا عن المدن المُعلبة بالحجارة، ترسم الطبيعة لوحاتها على مَهل، بأكثر الألوان التي من الممكن أن نراها - أو نتخيلها حتى - جمالاً وسحرًا، لوحات من صنع الله، تفوق أي عمل فني أو شعري أو أدبي بشري، وتثير سؤالاً نعرف إجابته مُسبقًا: «هل رأينا كل شيء؟»، لم نرَ شيئًا بعد.
ومن عجائب الطبيعة التي أبدعها الخالق، البحيرة الأوكرانية الوردية، بحيرة «كوياشسكوي Koyashskoye» المالحة، التي تعد واحدة من عجائب الدنيا، ويزورها في كل عام ما يزيد على 10 آلاف سائح يأتون إليها لأسباب مختلفة منها العلاجية، ومنها للترفيه، وتقع هذه البحيرة العجيبة في منطقة «خيرسون» في جنوب أوكرانيا، على ساحل شبه جزيرة «كيرتش» في شبه جزيرة «القرم»، وهي بحيرة يفصلها عن «البحر الأسود» شريطٌ أرضي بطول يُقارب الـ4 كيلومترات، حيث لا يتجاوز عرضها الـ2 كيلومتر، بعمق يُقارب المتر الواحد فقط، وتتميز بلونها «الوردي» الساحر والغريب وغير المألوف في المسطحات المائية الموجودة على كوكبنا.

سر بحيرة «كوياشسكوي Koyashskoye»
يظهر اللون الوردي الذي يميل أحيانًا إلى اللون القرمزي في بحيرة «كوياشسكوي Koyashskoye» المالحة، بحسب الضوء المنعكس على سطحها، ففي الصيف والربيع مثلاً، تبدو ألوانها الزاهية واضحةً للغاية بسبب ضوء الشمس وانعكاس أشعتها عليها، ولعقود طويلة، ومنذ لحظة اكتشاف البحيرة، ظلّ لونها الوردي الغريب لُغزًا مجهولاً، حتى اكتشف العلماء السبب من وراء ذلك؛ وهو أن البحيرة تحتوي على مجموعة من أنواع الطحالب المجهرية الفريدة والمتنوعة، التي تعيش وتنمو في الصيف والربيع داخل البحيرة، وهي ما يمنحها لونها الجميل، إلى جانب أن القشريات البحرية المعروفة بالـ«روبيان» الملحي، التي تعيش فيها بكثرة، يمنحها تركيزًا أكبر باللون، بالإضافة إلى أن ملوحتها الكبيرة تتسبب عند تبخر الماء بتبلور الملح في البحيرة وعلى ضفافها، لتتشكل حينها أحجار من الـ«كريستال»، بالإضافة إلى انتشار رائحة الـ«فيولا» (البنفسج) الجميلة، في أرجاء المكان.

ليس لونها الوردي فقط ما يميزها
وتحتوي  البحيرة الوردية الأوكرانية «كوياشسكوي Koyashskoye» على نسبة عالية من الأملاح، حيث في كل لتر واحد من مياهها ما يقارب الـ 350 غرامًا من الملح، وهو الأمر الذي يجعلها مقصدًا للاستجمام والعلاج من مختلف أرجاء العالم؛ وذلك عبر استخدام الملح المُستخرج منها إلى جانب الطين والطميّ المالح الذي يُساعد على علاج الكثير من مشاكل البشرة وآلام المفاصل وغيرها، وكان عدد من التقارير الإعلامية السابقة قد أشارت إلى أن العديد من المنتجعات الصحية في ألمانيا والنمسا، تعالج روادها باستخدام الملح والطميّ المستخرجيْن من هذه البحيرة.

بحيرة وردية أخرى في العالم
وعلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية، وتحديدًا غرب القارة الأسترالية، على حافة الجزيرة بجانب الغابات الكثيفة، في منطقة «غولد فيلدز»، هناك بحيرة مشابهة إلى حد كبير من بحيرة «كوياشسكوي» الأوكرانية الوردية، وهي بحيرة «هيلير» التي تقع غرب البلاد، والتي هي الأخرى تتميز بلون مياهها الوردي الخلاب، والذي من المعروف أنه لا يتغير لونه في حال نُقلَ الماء من مكان إلى آخر، إلى جانب خصائصها العلاجية الطبية العديدة التي ظهرت بسبب ملوحتها الكبيرة، ويبلغ طول هذه البحيرة قرابة الألفي قدم، وعرضها ما يقارب الـ 820 قدمًا.

ومن المعتقد أنه تم اكتشاف بحيرة «هيلير» لأول مرة، من قبل الملاح ورسام الخرائط الإنجليزي «ماثيو فلندرز»، الذي كان برفقة بعثة بريطانية لأستراليا خلال العام 1802، بعد أن شاهدها من فوق أعلى منطقة في الجزيرة، وأثارت دهشة واستغراب البعثة البريطانية، كونهم لم يروا أمرًا مماثلاً على الإطلاق في حياتهم.