هيفاء وهبي: لا يمكنني أن أنسى أحمد بكبسة زر

6 صور

كل ما تعيشه هيفاء وهبي وكل ما وصلت إليه اليوم، كان نتيجة تجارب قاسية جداً تعلّمت منها وجعلت منها إنسانة تجمع في شخصيتها الكثير من التناقضات، من قوة وضعف وعاطفة وصلابة، هي التي تعتبر نفسها امرأة عاطفية أولاً، وقوية ثانياً. حبها لأحمد أبو هشيمة لا يزال ينبض في قلبها، ولكنها تراهن على الوقت لنسيانه. وهو نفسه الحب الذي تفضّله حراً بدون زواج، لكي يظلّ متّقداً ومستمراً بعيداً عن الضغوظات والحسابات العائلية، التي يبدو أنه كان لها الكلمة الفصل في طلاقها من رجل حياتها.
هيفاء الغائبة منذ فترة عن الإعلام فتحت قلبها بكل صراحة لـ "سيدتي" في لقاء شامل عن الحب والزواج والفن والحياة
تستعدين أيضاً لتصوير مسلسل لبناني، وهي خطوة لافتة تصبّ في مصلحة الدراما اللبنانية؟

عرضت عليّ المشاركة في مسلسل لبناني، والفكرة لا تزال قائمة وواردة، ولكنني لم أحسم حتى الآن قراري النهائي حولها.
أملك كل الطاقات
التمثيل، أي جانب يرضي في شخصية هيفاء وهبي؟
هو يعبّر عن جوانب مهمة وحلوة جداً في شخصيتي، لا يعبّر عنها الغناء.
وعن أي الجوانب يعبّر الغناء في شخصيتك؟
عن شخصية تقدّم البسمة إلى الناس، جملة موسيقية جميلة أقدّمها بطريقتي و«على قدّ ما أنا بقدر» من نواح تقنية مختلفة. لا شك أن أفق التمثيل أبعد وأوسع من أفق الغناء. ومن خلاله تكون قدرتي على التعبير أكبر.

الفنانون أعضاء لجان التحكيم
كيف تقيّمين ظهور الفنانين في برامج الهواة؟
عندما يظهر الفنان على الشاشة ليلاً ونهاراً، على اعتبار أنه عضو لجنة تحكيم في برنامج فني للهواة، فكيف يمكن أن يشتاق الناس إليه؟! يجب على الفنان أن يعرف كيف يحافظ على صورته وأن يحرص على أن يشتاق الناس إلى إطلالته. لكن، في المقابل، لا يمكن أن ننكر أن بعض الفنانين استفادوا من إطلالاتهم في تلك البرامج، ولذلك يمكن القول إن هذه الإطلالة هي سيف ذو حدّين.
هل نفهم أنك ترفضين رفضاً قاطعاً إطلالة مماثلة؟
أنا لا أحب أن أكون متاحة 24 ساعة يومياً أمام المشاهدين؛ لأن جزءاً كبيراً من نجاحي لا يعود إلى ظهوري الدائم على الشاشة، بل إلى حب الناس لي وشعورهم بالحاجة إلى مشاهدتي.
ولكنّ الناس يحبون مشاهدتك في كل دقيقة؟
ولذلك، أنا لا أطلّ في كل دقيقة، بل أفضّل أن يظلّ الناس متشوّقين لرؤيتي في كل دقيقة.

ارتديت الفستان الأبيض أخيراً في إعلان للمجوهرات. فهل يمكن أن نراك عروساً من جديد؟
في الصورة فقط. لا غير! لن أرتدي الفستان الأبيض بعد اليوم سوى في الصور.
يبدو أن الزواج سبّب لك عقدة؟
أبداً، وأنا لم أتعقّد على الإطلاق. ولكنني لا أجد أن هناك ضرورة لأن تتوّج كل قصة حب بالزواج، بل العكس هو الصحيح. قصص الحب التي لا تتوّج بالزواج يمكن أن تستمر لفترة أطول، لأن الشغف يظلّ متّقداً بين الرجل والمرأة. الزواج، من وجهة نظري، يحوّل العلاقة العاطفية إلى علاقة جدية جداً ولها حساباتها، والحسابات تفسد العلاقة.
وكأنك تقولين إن الزواج مقبرة الحب؟
ليس بالضرورة. الحب يمكن أن يبدأ قوياً جداً وأن يستمر على مستوى واحد، ولكنه يتحوّل مع الوقت، بسبب بعض الظروف التي تطرأ عليه، كالعائلة والحسابات العائلية إلى حب كلاسيكي، بينما قبل الزواج يكون حراً لا تقيّده قواعد أو حدود أو حسابات، وهذا النوع من الحب هو الذي أفضّله.
حتى اليوم، لم تفصحي عن الأسباب التي أدّت إلى طلاقك من أحمد أبو هشيمة، فهل لا تزالين مصرّة على موقفك؟
بصراحة، لا توجد أسباب محدّدة تقف وراء طلاقنا. كان يجمع بيني وبين أحمد احترام متبادل. وهذا الاحترام لا يزال قائماً حتى اليوم و«الله يوفقه بحياته».
وهل نسيت أحمد؟
بالطبع أنا لم أنس أحمد، لأنني بشر ولا يمكنني أن أنسى بكبسة زر. نحن البشر لا نستطيع أن نتحكّم بعواطفنا بـ «الريموت كونترول». ولكن الوقت كفيل بالنسيان.
وهل اجتزت نصف المسافة في نسيان أحمد؟
بل يمكنني القول إنني اجتزت مرحلة متقدّمة. وأتمنى أن أكمل في الطريق نفسه.
كيف تصفين علاقتك بالوسط الفني، خاصة وأن اسمك لا بدّ وأن يطرح في أي مقابلة أو حديث فني؟
أنا دائماً «عالبال والخاطر».
وهل الكلام الإيجابي عنك يعكس حباً حقيقياً تجاهك، أم أنه مجرد كلام مبطّن يخفي وراءه شعوراً بالغيرة؟
لا شك أن هناك إعجاباً بشخص هيفاء من قبل الفنانين، وفي الوقت نفسه هناك قسم منهم لا يرتاحون عند التعبير عن رأيهم بي بتجرد، بسبب وجود حسابات بيننا.
ما هي طبيعة هذه الحسابات؟
حسابات هم يفكرون فيها. ثمة فنانون يعتقدون أنهم إذا اهتموا بي أو إذا عبّروا عن اهتمامهم بي، فإن هذا الأمر يمكن أن يخفف من وهج نجوميتهم وحجمهم، وفي المقابل، هناك فنانون آخرون يعبّرون بتجرد عن رأيهم بي، لأنهم محبوبون ومتصالحون مع أنفسهم. كل المسألة تتعلق بمدى التصالح مع الذات، ولكنني شخصياً لا أكترث لهذه المسألة ولا يهمّني أن يعبّر الفنانون عن رأيهم بي، ولو أنني اتّكلت على هذا الرأي لما كنت وصلت إلى ما أنا عليه اليوم. أنا أتّكل على حب الناس وقبولي عندهم، وما عليّ أن أجتهد لكي أكون «شاطرة ومتقدمة».
وهل الكلام الإيجابي يصدر عن لسان الفنانين الرجال فقط؟
بل عن الفنانات أيضاً. كل فنانة متصالحة مع نفسها وتكنّ لي حباً حقيقياً لا بدّ وأن يظهر ذلك على وجهها، وأنا لا أريد حباً مزيّفاً أو مبطّناً، بل محبة طبيعية ومن القلب. عندما لا تكون هذه المحبة موجودة من الأفضل ألا يأتوا على سيرتي.
وهل تلمسين تصالحاً مع الذات عند الفنانين؟
هو صفر عند بعض الفنانين ولكنه موجود عند البعض الآخر.
تابعوا المقابلة كاملة في العدد الجديد من مجلة "سيدتي".