اختر الصمت كفضيلة!

مبارك الشعلان


يأتي على الناس زمان... تكون العافية فيه عشرة أجزاء: تسعة منها في اعتزال الناس، وواحدة في الصمت «علي بن أبي طالب، رضي الله عنه».
اختر الصمت كفضيلة؛ لأنك بفضله تسمع أخطاء الآخرين، وتتجنب أن تقع فيها. الصمت نعمة كبرى لا يعرفها غير الراسخين في علم «لغة الصمت».
في دراسة لأحد علماء النفس الفرنسيين، يقول فيها إن الذين يتكلمون كثيرًا ويسمعهم الناس يخسرون كثيرًا، أما الربح فهو أن الذي يسمع يستفيد أكثر، فاختر الصمت كفضيلة؛ لأنك بذلك الصمت تصطاد أخطاء الآخرين، وتتجنب أن تقع فيها أنت، والحياة علمتنا أن الحياة الناجحة أحيانًا لا تقوم على أساس الكلام والصراحة التامة، بل على أساس من الصمت الحكيم.
من مصطلحات الثقافة العربية «كُلْ وأنت ساكت» وهو غمز ولمز على فضيلة الصمت، فمن الناحية الطبية أن تأكل وأنت ساكت أفضل من أن تتكلم، ومن ناحية ثقافة الإتيكيت؛ فأنت راقٍ. 
وكثير من الشعوب استجابت للنداء عندما طلبوا من كل مواطن أن «يأكل وهو ساكت»، لأنهم أدرى بمصلحته منه وأخوف على نفسه منه، فعاشوا بسلام بعيدًا عن الحرب، فالصمت أحلى وأجمل، أما الكلام فيحسبه الظمآن ماءً، حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا.
قال برنارد شو يومًا: «أدركت حلاوة السكوت، ولم يدرك المتكلمون مرارة الكلام»، لذا سكتُّ وهم يتكلمون.. فالإنسان يبدأ يتعلم فنون الكلام، ثم يبدأ يتعلم فنون الصمت، والصمت ثقافة، فهو يمنحك متعة التنزه في عقول الآخرين. وأنت تعلّم ابنك الكلام، اطلب منه أن يصمت... وقل له إن لم يكن الكلام يهديك فإن الصمت يقيك، ولك في الصمت خصلتان؛ خصلة تأخذ بها علم من هو أعلم منك، وتدفع بها جهل من هو أجهل منك.
خلاصة الكلام أو خلاصة الصمت: استمع لكثيرين، وتكلم مع قليلين!!

شعلانيات:
* كلماتنا صارت تحتاج إلى محامٍ، نحن ننطقها ببراءة وغيرنا يفهمها بسوء!
* الإيجابية لا تعني عدم الحزن، ولكن تعني فن التعامل مع الحزن!
* لا شيء في الدنيا خاطئ تمامًا، حتى الساعة المتوقفة تكون صحيحة مرتين في اليوم!
* في كل إنسان تعرفه إنسان لا تعرفه!