هرب من مزرعة والده ليرسم جدران القرية

لوحة.jpg
من لوحاته
عمل.jpg
أحد أعماله
.jpg
علي جمعة
.jpg
من أعماله
.jpg
في أحد المعرض
.jpg
عمل خاص
1.jpg
من أعماله
.jpg
خلال عمله
1.jpg
على الجدران
ولوحة.jpg
من لوحاته
.jpg
من لوحاته
jpg
تكريمه
.jpg
من لوحاته
.jpg
من أعماله الحديثة
1.jpg
جداران
لوحة.jpg
عمل.jpg
.jpg
.jpg
.jpg
.jpg
1.jpg
.jpg
1.jpg
ولوحة.jpg
.jpg
jpg
.jpg
.jpg
1.jpg
15 صور
وهو لم يتجاوز الخامسة كان ابن القرية علي جمعة يهرب من مزرعة أبيه في قريتهم البعيدة عن المنامة ليقف أمام جدرانها العتيقة والتي نساها الزمن ويبدأ يخط الخطوط العربية التي حفظها ظهر قلب وهو يتعلم القرآن عند شيخ القرية، وكبرت أحرفه وكبرت حرفيته، حتى زين كل جدران قريته، وأصبح شباب القرى المجاورة يدعوه ليزين لهم جدران قراهم بآيات القرآن، وأبيات الشعر العربي، إنه الفنان والخطاط والتشكيلي علي جمعة الذي تجد أعماله في كل القرى البحرينية .
"سيدتي" التقته على هامش معرضه الأخير في المنامة وكان الآتي:
كيف بدأ الإلهام بالخط والتشكي؟
كانت خطوط وأحرف آيات القران تبهرني وأنا أحفظها عن ظهر قلب، فأعدوا إلى حائط البيت وجدرانه لاخط عليه الآيات، وبعد سن السادسة وفي المرحلة الابتدائية، كانت لوحاتي معروفة لدى جميع أهالي القرية.

هل وجدت من يأخذ بيدك وأنت بهذا العمر؟
في المرحلة الابتدائية كان علي إنهاء واجباتي المدرسية ظهراً وقبل حلول العصر للذهاب إلى المزرعة لمساعدة أبي، كنت أبحث عن وقت لأتدرب وأنمي معرفتي بالخط العربي، وكنت أجد الوقت فقط في المدرسة وبين الحصص الدراسية لممارسته وكنت أعتمد على نفسي، وذلك لعدم وجود مدرسين مختصين، ولم يكن الانترنت متوفراً كما هو الآن.

متى بدأت عندك هواية الخط؟
عندما كنت في سن الثانية عشر تعلّمت أنواع الخطوط العربية وبعض فروعها، وكنت أذهب لأستاذي عبد المحسن التتان حينها وله الفضل في تعليمي، بعد أن تابع موهبتي، كان يقول لي "أنت مبدع بالفطرة".

ماهي أنواع الخطوط ومدارسها؟
الخطوط العربية الأساسية ستة خطوط وهي: الرقعة، الديواني، النسخ، الكوفي، النستعليق أو الفارسي وخط الثلث، ومن هذه الخطوط تفرعت خطوط كثيرة كخط المحقق والسنبلي والطغراء والإجازة والجلي ديواني وغيرهما، أما مدارس الخط العربي فالمشهور منها أربع مدارس، وهي المدرسة المصرية والبغدادية والفارسية والتركية، ويعد خط الثلُث الأصعب من حيث القواعد والموازين، ويمتاز بالمرونة ومتانة التركيب وبراعة التأليف ويسمّى بأم الخطوط، وقد ظهر لأول مرة في القرن الرابع الهجري وهو من أشهر أنواع الخطوط المتأصلة من خط النسخ ولا يعتبر الخطاط خطاطًا إلا إذا أتقنه.

كيف علاقاتك مع الخطاطين البحرينين؟
لدي علاقات وتواصل مع أساتذتي الفنانين والخطاطين من جيل الرواد ومنهم عبد الشهيد الثور وسلمان أكبر، وأنا عضو في ملتقى خطاطي البحرين، وكذلك مع أبناء جيلي مثل كميل عاشور وعبد الحسين العبو وأمير العويناتي ومحمد النشيمي وقاسم العنصرة وحسين الشاخوري والسيد جلال القمر وغيرهم .
وحالياً أنا أكمل دراستي مع الأستاذ الملهم والمبدع عزيز قاسم الذي بمعرفته تفتّحت بصيرتي لآفاق كثيرة وأبواب واسعة وأضاف لي الكثير وأنا ممتن له، كما أنه هو من أخذ بيدي نحو منحى مختلف تمامًا في عالم الخط وساهم في صقل موهبتي بجدارة، وأوجه له شكري العميق وامتناني.

بمن تأثرت من الخطاطين؟
تأثرت بخطوط الراحل محمد شوقي كثيراً لتفرده بمدرسته التركية الخاصة والتي على ضوئها سار الكثير من الخطاطين في خطّي النسخ والثلث، أما في الخط الديواني فقد عشقت حروف الأستاذ مصطفى غزلان بك الخطاط المعتمد للملك الراحل فاروق الأول، ومن الخطاطين الذين لا تفارقني لوحاتهم هم سامي أفندي وحامد الآمدي وهاشم البغدادي .

هل أثر الانترنت على الخط العربي؟
مع تسارع تطور التقنية في العصر الحديث، تم تطوير ما سُمي بالخطوط الطباعية، وهي خطوط واضحة مقروءة بسهوله أُخِذت من الخط العربي الأصيل قام أصحابها من خطاطين ومصممين بتصميمها ثم نشرها على هيئة برامج حاسوبية، يستطيع من خلالها أي شخص التَّفَنن في كتابة الخط العربي دون الحاجة لاستخدام الأقلام والورق، وهذه الخطوط الطباعية تؤدي دورًا جيدًا، ومطلبًا يلبِّي الحاجات الطباعية واليومية للأفراد والمؤسسات والشركات، ولكن يبقى الخط العربي الأصيل متفرّداً بروحه وجماله.

الخطاطون في عالمنا العربي مظلومون إعلاميًا؟
نعم، أنهم مظلومون جدا، ويعود ذلك لعدم إدراك أغلبية الشعوب العربية بمحتوى هذا الفن الذي طُمس الكثير من موروثاته واستولت بعض الدول غير العربية عليها منذ سنوات عديدة، بل وأسست عليها مدارس وتفوقت فيه كثيراً.

ماذا عن المشاركات بمعارض فنية؟
شاركت بالعديد من المعارض، ولكن كان أغلبها على المستوى المحلي، سواء فردية أو جماعية، وقد تنوعت أعمالي خلال المشاركات بين لوحات فنية ورقية وجداريات وحفر على الزجاج والخشب وأنا أعتز بها كلها.

كيف ترى الاهتمام هذا الفن في البحرين والخليج؟
هذا الفن الأصيل أراه مظلوماً، وأود أن يتم تدريسه بشكل منهجي في المدارس حفاظًا عليه من الاندثار، الغرب فتحوا معاهد ومراكز خاصة لتعليمه، ونحن لا توجد لدينا جمعية أو نقابة تجمعهم، على الرغم من حصولي على جوائز متقدمة خلال مشاركاتي.

مشاريعك الحالمة؟
أحلم بإقامة معرض كبير يخدم الخط العربي ويضم جميع أنواع الخطوط بشكل مختلف عمّا سبقه من المعارض ويشارك به فنانين من البحرين والسعودية في هذا الجانب.

من يدعمك؟
أهلي وزوجتي التي تتحمل عملي المتواصل بالبيت، وأوراقي وأصباغي ولوحاتي المبعثرة في كل ركن من أركان البيت، وابنتي الصغيرة التي لم تتجاوز الثلاث سنوات، ولكنها تجلس معي ساعات طويلة لتشاركني الرسم، وأجد فيها مبدعة جديدة في عائلتنا.