«الجنادرية 33» يستعيد رحلة اكتشاف النفط وسيرة «خميس بن رمثان»

«الجنادرية 33» يستعيد رحلة اكتشاف النفط وسيرة «خميس بن رمثان»
أعاد جناح لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية التابعة لشركة «أرامكو» المشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 33» رحلة اكتشاف النفط وسيرة «أعجوبة الصحراء» خميس بن رمثان، أشهر دليل مواقع في الجزيرة العربية، والذي ساهم في اكتشاف أول بئر نفط في السعودية.
خميس بن رمثان رجل بدوي من قبيلة العجمان، كان ماهراً في معرفة الصحراء وطرقها خاصة في شرق المملكة العربية السعودية، وهذا ما جعله يدخل التاريخ. استعانت به شركة أرامكو لمساعدة مهندسيها على معرفة الطرق والمواقع، وعلى الرغم من وجود بعض الأجهزة في ذلك التاريخ مع الجيولوجيين الأميركيين، إلا أن الحدس والمعرفة بمسار النجوم والاتجاهات كانت الأقوى لدى بن رمثان.
وعندما بدأت الشركة في التنقيب عن النفط شرق السعودية احتاجت إلى دليل ماهر، فوقع الاختيار على خميس بن رمثان، وبينما كان يعيش حياته البدوية مع عائلته وعشيرته في عمق صحراء الدهناء، طُلِب منه الحضور فوراً، وفعلاً كان ذلك، وبدأ العمل مع شركة التنقيب منذ عام 1353هـ/ 1934، ثم تم تعيينه موظفاً رسمياً في شركة أرامكو عام 1361هـ/1942م.
واستطاع الجيولوجي الأمريكي ماكس ستاينكي بمساعدة خميس في الرابع من مارس عام 1938 أن يعثر على بئر البترول الشهير، بئر الدمام رقم سبعة، التي أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - أن تسمى «بئر الخير».
أعجب المهندسون والجيولوجيون الأمريكيون بمهارة خميس بن رمثان ودلالته في الصحراء، فقال عنه توماس بارجر في كتاب «تحت القبة الزرقاء»: «في الصحراء لا يتوه خميس أبداً، لأنه إضافة إلى حاسته السادسة، وهي نوع من البوصلة الدفينة التي لا تخطئ، كانت لديه ذاكرة مدهشة تمكنه من تذكر (دغلة) كان قد مر بها وهو شاب، أو اتجاه موقع بئر سمع عنه قبل عشر سنوات».
قام بن رمثان بمساعدة الجيولوجي الأمريكي ماكس ستاينكي بالبحث والتنقيب عن النفط، لأنه كان يعرف الأماكن والمواقع عن ظهر قلب، وكان يهتدي بالنجوم لمعرفته بالطرق، وكان يقطع الربع الخالي ذهاباً وإيابًا دون أن يضيع، كما كان ملازماً لماكس ستاينكي الذي بحث وقال إنه يوجد نفط في الجزيرة العربية في بعض المناطق، ولكن كان يحتاج إلى من يدله على تلك المواقع للقيام بعملية الحفر والتنقيب، وقام بن رمثان بهذه المهمة العظيمة التي أثمرت نتائج عادت على البلاد بالخير الوفير.
وظل ابن رمثان على رأس العمل في شركة أرامكو حتى وفاته في مستشفى أرامكو في الظهران متأثراً بمرضه عام 1378هـ/ 1959م.
تجدر الإشارة إلى أن شركة «أرامكو« أطلقت عام 1974م اسم «ابن رمثان» على أحد حقول النفط المكتشفة في المنطقة الشرقية تخليداً لاسمه، لمساهمته في اكتشاف أول بئر نفط في السعودية، كما كرمت شركة النقل البحري السعودية بن رمثان بتسمية إحدى ناقلاتها العملاقة باسمه.