يعد العجز الجنسي، أو عدم القدرة على الممارسة الحميمة لدى الرجال، من أكثر الاضطرابات الجنسية التي تصيب الرجال، وفي مراحل عمرية مختلفة، وتختلف الأسباب، التي تؤدي إلى ظهور هذا الاضطراب، كما تختلف أيضاً التفاعلات النفسية المصاحبة له، سواء عند الرجل أو عند المرأة، وينعكس ذلك في كثير من الأحيان على العلاقة الأسرية بصورة سلبية؛ تنتج عنها ارتفاع معدلات الطلاق، وأيضاً قد تزداد نسبة العنف الجسدي تجاه الزوجة؛ مما يشكل عاملاً خطيراً يستوجب البحث في أسبابه وعلاجه ما أمكن، خاصة تلك الحالات التي تؤدي إلى ظهور اضطرابات الشك وضلالات الخيانة الجنسية؛ التي يفسرها الشخص المصاب نتيجة عدم القدرة على تقبل حالة العجز أو الضعف الجنسي؛ مما قد يؤدي إلى انهيار كيان الأسرة بكاملها.

الحالة:
السيدة «ض.ك»، شابة في أوائل العشرينيات من العمر، متزوجة منذ أقل من عام من شاب يكبرها بعدة سنوات، وكان الزواج بعد قصة حب تحدت كل الصعوبات، إلى أن وافق الأهل على زواجهما، المشكلة أن الزوج بدأ يعاني من عدم القدرة على العلاقة الحميمة في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى يكون الوضع طبيعياً، ويتم الجماع بصورة جيدة؛ الأمر الذي يجعلها في حيرة، ولا تعرف كيف تتصرف في مثل هذه المواقف، خاصة بعد أن بدأ الزوج يصبح عصبياً ويلومها بأنها السبب فيما يعانيه؛ لأنها لا تثيره بالقدر الكافي، بل وصل به الأمر إلى درجة أنه يستجوبها في كثير من الليالي، من أين تحصل على الإشباع الجنسي، ولماذا هي صابرة على ما يعانيه؟ وهل تفكر في الطلاق؟ وهل تشفق عليه؟ وغيرها من الأسئلة التي لا تعرف كيف تجيب عنها. وتقول: أرجو المساعدة في حل هذه المشكلة، فأنا لم أعد أستطيع أن أتحمل الوضع لوحدي، ولا يمكن أن أفضح أسرار بيتي لأي إنسان مهما حدث.

الإجابة:
الأخت السائلة «ض.ك»، لك مني كل التقدير والاحترام على موقفك النبيل من المشكلة التي تعانينها في العلاقة الجنسية مع الزوج، وخاصة حرصك على سرية الأمر، ما سيجعل الموضوع أكثر سهولة للاستجابة من الناحية النفسية للزوج، ولك أيضاً، فأكثر ما يزيد المشكلة الجنسية حدة؛ هو نشرها بين الأصدقاء والمعارف؛ مما يفقد الرغبة في استمرار العلاقة الزوجية بعد كشف المستور.

هناك عدة نقاط مهمة ينبغي أن نناقشها؛ للوصول إلى علاج لهذه المشكلة. إذ يعاني نحو 5-10% من الرجال قبل سن الأربعين من نوبات من الضعف الجنسي، وهو تعريف لحالة عدم قدرة العضو التناسلي للزوج على الانتصاب، أو أن يكون ضعيفاً لا يكفي لإتمام الجماع بصورة مشبعة للطرفين، وتحدث هذه الحالة نتيجة بالتزامن مع حالة القلق، والخوف من فشل الأداء، بالإضافة إلى عدة عوامل أخرى، منها:

- الاكتئاب والتوتر النفسي.
- الشعور بعدم الكفاءة الجنسية، والخوف من الفشل الجنسي.

-الشعور بالإعياء والتعب الجسدي «حالة مؤقتة».

-الشعور بالرفض من قبل الأبوين في مرحلة الطفولة.

-التعرض للتحرش الجنسي والاغتصاب في مرحلة الطفولة.

وتختلف هذه الأسباب عند الرجال بعد سن الخمسين من العمر، وعادة ما تكون الأسباب عضوية؛ تنتج عن اختلال عمل الأوردة والشرايين المغذية للعضو التناسلي، أو الاضطرابات التي تصيب الأعصاب الموصلة له، مثل تأثير الأمراض المزمنة، كمرض السكر، وارتفاع ضغط الدم، وتأثير بعض الأدوية المعالجة للاكتئاب، أو الأدوية التي تستخدم لعلاج الأورام السرطانية.
وهنا يحتاج المريض إلى دقة التشخيص، ومن ثم وضع خطة علاجية حسب الحالة، وقد وجد في بعض الدراسات أن استخدام بعض أنواع الأدوية المحفزة على الانتصاب؛ تعطي نتائج جيدة في الكثير من الحالات، حتى تلك الحالات التي تكون نتيجة اضطرابات نفسية، ولابد أن تكون تحت الإشراف الطبي المختص.

نصيحة:
تتغير القدرة الجنسية وتتأثر بالعديد من العوامل الفسيولوجية والنفسية، ولا يمكن أن تكون على الوتيرة نفسها في بدايات الزواج؛ فهي «أي القدرة الجنسية» تحتاج إلى الرعاية والاهتمام بها تماماً، مثلما نهتم بباقي أعضاء الجسم.