إجراء أول اختبار بيولوجي بتاريخ البشرية على السطح البعيد للقمر

هبوط المسبار الصيني على القمر
بذور القطن التي بدأت بالنمو
المسبار الصيني، على الجانب المظلم من القمر
إنجاز تاريخي على الجانب البعيد للقمر
من التجربة الصينية البيولوجية الناجحة
5 صور

لاتزال الصين، تثبت أنها لن تكون دولة عابرة في العصر الحديث، ولاتزال تثبت أن هذا العملاق الحضاري الضخم المستلقي على خريطة القارة الآسيوية، سبّاق دائماً لأي حدث علمي، وبعد أن نجحت الصين مؤخراً في إرسال أول مركبة فضائية إلى الجانب البعيد أو «المظلم» من سطح القمر، ها هي تنجح في إجراء أول تجربة بيولوجية في تاريخ البشرية على ذلك الجانب المجهول من قمرنا، وذلك من خلال المسبار الفضائي «تشانغ آه-4»، وذلك بحسب ما أعلنه التليفزيون الصيني الحكومي في اليومين الماضيين.

وبحسب ما صرح به التليفزيون الوطني في البلاد؛ فإن التجربة البيولوجية التاريخية التي قام بها المسبار «تشانغ آه-4»، تمثلت بتجريب زراعة عدد من بذور القطن والبطاطا على سطح الجانب البعيد من القمر، بالإضافة لذبابة الفاكهة والخميرة؛ مُعلناً عن نجاح هذه التجربة التي تُجرى للمرة الأولى في تاريخ البشرية.

وكان التليفزيون الصيني قد نقل عدداً من الصور، تظهر أن بذور القطن أخذت بالنمو فعلاً، وأنها ظهرت براعمها بشكل واضح، الأمر الذي يدل على نجاح هذه التجرية غير المسبوقة والفريدة من نوعها؛ حيث وصف القائمون على هذا المشروع نمو بذور القطن، في ظروف قاسية كالتي تمت زراعتها فيها؛ حيث تنعدم فيها الجاذبية، بالإضافة للإشعاعات الكونية الكبيرة المنتشرة في أرجاء الفضاء، بأنه يمثل نجاحاً تاريخياً للبشرية بأجمعها وليس فقط للصين.
وبحسب عدد من وسائل الإعلام العالمية؛ فإن تصميم تجربة البيئة القمرية الصغيرة هذه، كان قد تم على المسبار «تشانغ – إيه 4»، لاختبار عمليات التمثيل الضوئي والتنفس اللازمة لإنتاج الطاقة، وأن هذه التجربة بأكملها محتواة في علبة بطول 18 سم، ووزن 3 كيلوغرامات، المصممة من قبل 28 جامعة صينية.

وتابعت وسائل الإعلام، أن المتعضيات تمتلك في الداخل مخزوناً من الهواء والماء والمواد الغذائية، تساعدها على النمو، ولكن التحدي كان في إبقاء درجة الحرارة ملائمة للنمو، بالإضافة إلى المحافظة على مستوى الرطوبة والمواد المغذية.
وفي تصريح للبروفيسور «شي جينشين Xie Gengxin»، وهو المصمم الرئيسي للتجربة، قال فيه: «لقد أولينا اعتباراً للبقاء المستقبلي في الفضاء، وتعلم المزيد عن نمو النباتات في جاذبية ضعيفة، سيسمح لنا بأن نوفر أكثر في تمويل تأسيس محطة الفضاء المستقبلية»، وقد شرح أن القطن سيستخدم للملابس والبطاطا كمصدر للطعام للفضائيين وبذور اللفت لاستخراج الزيت، ويُشار إلى أن البذور كانت خاملة طوال الطريق إلى القمر-والذي يستغرق 20 يوماً باستخدام تقنيات حيوية؛ حيث بدأت البذور بالنمو فقط عندما أتى الأمر من مركز التحكم الأرضي بسقاية البذور.

ومن الجدير بالذكر، أن الصين كانت قد نجحت 3 كانون الثاني/ يناير 2019، بإنزال المسبار الفضائي «تشانغ آه-4» على الجزء البعيد من القمر؛ ليصبح أول مركبة فضائية في تاريخ البشرية، تهبط على سطح القمر غير المرئي من الأرض؛ حيث كان المسبار يضم مركبتي إنزال وطوافة، ويُشار إلى أنه قد أُطلق على متن صاروخ حامل من طراز «لونج مارش-3 بي»، في 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي 2018، من مركز «شيتشانج» لإطلاق الأقمار الصناعية في مقاطعة «سيتشوان» جنوب غربي الصين.