mena-gmtdmp

الروح الرياضية والروح السياسية!!

مبارك الشعلان
 الجمهور الرياضي لديه روح رياضية أحياناً... والجمهور السياسي ليس لديه أي روح سياسية أحياناً كثيرة...  الجمهور الرياضي يفكر بقلبه حيناً وبعقله أحياناً الجمهور السياسي يفكر بعقله وبقلبه حيناً وبقدمه أحياناً كتبت قبل فترة عن الجمهور السياسي، وقلت وقتها إن هذا الجمهور يشبه في تشجيعه جمهور كرة القدم، على طريقة تشجيع الأهلي والزمالك أو العربي والقادسية. بمعنى أنه لا يكتفي بالتشجيع على الهوية، وإنما يخاصم على الهوية تماماً مثل عملية القتل على الهوية.. فهو يشجع على لون الفانيلة، ويخاصم على لون الفانيلة الأخرى، فجمهور الأهلي يعتبر اللون الأبيض من المحرمات، ويبادله الشعور جمهور الزمالك بكرهه لكل ما هو أحمر. اليوم وجدت نفسي مديناً باعتذار لجمهور كرة القدم؛ لأنني ظلمته عندما حاولت تشبيهه بالجمهور السياسي، أو شبهت الجمهور السياسي به؛ لأن هذه المقارنة ظالمة بعد أن أثبتت الجماهير الرياضية أنها أكثر وعياً من كثير من الجماهير السياسية. فالجماهير الرياضية أصبحت تحترم جمهور الفريق الخصم، وتجلس معه على المدرجات نفسها، وتتقبل النتيجة بروح سياسية. ولكن الجمهور السياسي لا يتقبل النتيجة بروح رياضية. الجمهور الرياضي أصبح أكثر ميلاً للهدوء وتقبل الآخر.. والجمهور السياسي ذهب في الاتجاه المعاكس، وأصبح أكثر ميلاً للعنف وإلغاء الآخر، بدليل ما نراه في الندوات الانتخابية من عنف وإلغاء للرأي الآخر، في مقابل ذلك الجمهور الرياضي يشاهد المباريات في كل مكان في العالم، ولم نسمع أو نرى أي أعمال عنف كما كان يحدث بالسابق، بما يكشف أن الروح الرياضية لدى جمهور الرياضة أصبحت روحاً رياضية، ولكن أرواح جمهور السياسة لم تعد أرواحاً رياضية أو حتى سياسية.. بعد أن أصبحت مدرجات الملاعب تخرِّج من هم أكثر وعياً بالممارسة الديمقراطية أكثر من مدرجات السياسة. فهل نحتاج بعد ذلك أن نقدم دعوة للجماهير الرياضية لكي تعطينا «درساً» في كيفية تقبل الآخر واللعب بروح رياضية نظيفة، بعد أن امتلأت بالممارسات غير النظيفة؟  شعلانيات: لا تستطيع أن تبدأ فصلاً جديداً من حياتك وأنت ما زلت مُصراً على إعادة قراءة آخر فصل مرّ بك في حياتك..! *في الحب إذا انتصر خيالك على عقلك فأنت في حالة حب مع نفسك. وفي السياسة إذا انتصرت جاهليتك على حضارتك فأنت في حالة حرب مع نفسك.  السياسي هو الرجل الذي يستطيع أن يتكلم ساعات دون ورقة‏..  ودون معلومات أيضاً‏ً ودون مصداقية!!