قصص "سيدتي":أريد أن أتزوج يا أبي!

6 صور

دخل وليد على أبيه بابتسامة توحي بأن ثمة أمراً هاماً يشغل باله.

- مساء الخير يا أبي
- «بنظرة ثاقبة» مساء النور.. خيراً يا بنيّ!! يبدو أن لديك ما تقوله!
- «جلس وليد مشبكاً يديه»: بصراحة أفكر يا أبي أني.. ربما حان الوقت.. مممم
- «مقاطعاً» حان الوقت لماذا يا بني؟؟ تحدّث
- لقد كبرت يا أبي، وأصبح عمري 25 عاماً.. وأفكر أن أتزوج
- «بابتسامة هادئة» أعلم عمرك جيداً يا بني، هل ترى نفسك جاهزاً للزواج؟؟
- «بتفكير عميق يتحدّث ببطء» نعم، لقد أنهيت دراستي، وبدأت عملي، وأصبح لي دخلٌ جيّد و و و
- «مقاطعاً» وماذا أيضاً؟؟ ما الذي يلزمك أيضاً كي تكون مستعداً للزواج؟
- «يمط شفتيه محتاراً» ممممم أعتقد أني وجدتُ الإنسانة المناسبة
- «يرفع حاجباً ممازحاً ابنه» وهل أنا آخر من يعلم أيها الشقيّ؟؟
- «بابتسامة خجولة» العفو يا أبتِ، لكني أجّلت إخبارك حتى أتأكد من كونها مناسبة لي؟
- ما شاء الله، ابني أصبح خبيراً بحواء. وكيف تأكدت من ذلك؟
- لقد عرفتها منذ حوالي العام. ولاحظت إعجابها بي، وشعرت بأني معجبٌ بها. مع كل يومٍ جديد كنت أعرفها أكثر وتعرفني، وعندما لمّحتُ لها بالارتباط وافقت فوراً.
- «يضحك»: وهل تستطيع أية فتاة رفض ابني الوسيم!! «يتابع بجدية» ما هو الزواج برأيك يا بنيّ؟ هل تستطيع أن تعرّفه لي؟.
- «بعد صمت لحظات»: الزواج اجتماع قلبين في مساحة من المحبة والإعجاب المتبادل، وقضاء أيامٍ سعيدة يسعد بعضنا البعض ويهتمّ بالآخر.
- ما الذي جعلك تظن أنه كذلك؟ أمِنْ قراءاتك أم من تجارب أصدقائك أم ماذا؟
- جميع هذه المصادر تعطي الزواج أبعاداً مملة وكئيبة؛ لذا فضّلت الاعتماد على تصوّري الشخصي لحياتي الزوجية.
- جميلٌ اعترافك بذلك. ما رأيك أن نجري حواراً بين تصوّرك الشاب وخبرتي الخاصة؟
- بالتأكيد.. هذا سيكون مفيداً لي كثيراً.
- حسناً.. ما معنى «النساء ناقصات عقل ودين»؟
- الرجل له القوامة، وهو متكامل الصفات بالنسبة للمرأة التي خلقها الله بعقلٍ ناقص. أما نقص الدين فكونها لا تصلي بنفس الاستمرارية التي يصلي بها الرجل.
- هل كلمة «ناقصات» هنا تعني الاختلاف أم التفاضل؟
- التفاضل طبعاً.. فالرجل مفضّل على المرأة بعدة درجات!
- حينما يحصل الطلاق. لماذا يحصل؟
- اختلاف في وجهات النظر!
- عندما تأمرك أمك بأن تتصرّف تصرفات معينة مع زوجتك.. ما سيكون موقفك؟
- السمع والطاعة؛ لأكون باراً بها.
- ما هو تفسيرك لـ«واضربوهن»؟
- أمر رباني بالقسوة على الزوجة؛ لتقويم اعوجاجها حال الضرورة.
- ما هي معلوماتك عن تربية الأطفال؟
- هذه مهمة الأم، أما الأب فيكفيه تأمين المعيشة.
- عندما تتزوج وأنت بهذه العقلية وتنجب أطفالاً لينسخوا منك طريقتك في التفكير تكون قد جنيت على نفسك، وعلى زوجتك وأبنائك وأحفادك وذريتك وربما البشرية كلها.. هل ظلمتَ أحداً يوماً ما؟
- لا، أبداً.. أنا أكره الظلم ولا أحب أن أجني على أحد
- إذن أجّل قرار زواجك حتى تصبح مؤهلاً.
- وكيف أصبحُ مؤهلاً؟ وما الذي أكد لك أني غير مؤهل؟
- إجاباتك تعكس جهلك المطلق بعالم المرأة، المرأة كائنٌ خاص؛ لكي تفهمها يجب عليك التثقف بثقافة خاصة لا تشبه ثقافتك العامة، يجب عليك اجتياز عشرات الاختبارات؛ كي تثبت أن تعي تماماً الفرق بين التعامل مع زوجتك والتعامل مع أحد أصدقائك!! لو كنتُ أنا على علمك هذا لكنتُ طلّقت والدتك بعد عدة أيام من زواجنا. ولفعل ذلك الآلاف من الرجال.
بنيّ، الزواج ليس نهاية جميلة لقصة حبٍ سطحية جميلة. الزواج بداية لقصة حبٍ خاصة، بمعايير خاصة. إما أن تفهم معاييرها جيداً، وتسلك فيها طريقاً واحداً للسعادة، وإن لم تفلح فستضيع بين عشرات المتاهات الموصلة للتعاسة!!
- «بذهول» هناك فقط طريقٌ واحدٌ للسعادة الزوجية؟؟ وكل الطرق الباقية تؤدي للتعاسة؟؟
- نعم. هذه النتيجة التي خرجتُ بها من زواجٍ عمره الآن 30 عاماً. هل تعتقد أنه ناجح؟
- نعم هو ناجح جداً؛ لأني أرى وأسمع تحمّلك لشكاوى أمي وتذمّرها واتهاماتها لك بابتسامة ورحابة صدر! ولا أعلم كيف تفعل ذلك! كيف تستطيع ضبط أعصابك؟؟
- ألم أؤكد لك أنك لست مستعداً بعد للزواج؟؟ سأخبرك بعضاً من أسرار زواجي السعيد الذي كنتَ أنت أولى ثماره..
- كلي آذان صاغية.
يُتبع...