عودة للمقال السابق عن الخلع، هناك من تقول: إضافة إلى تعامل زوجي السيئ، بجانب ضربي أمام أولادي، وكانوا إذا حاولوا الدفاع عني ضربهم معي، وفي النهاية قام بالزواج بأخرى، وأسكنها في نفس العمارة التي أعيش فيها، حتى أقوم بخدمتها، مما سبب لي ولأبنائي عقدًا نفسية، وأصبحت لا أطيق الحياة معه، وعندما طلبت الطلاق رفض، وأقسم بأن يعلقني طيلة حياتي، فطلبت الخلع فوافق، بعدما دفعت له كامل مهري، بالإضافة إلى تنازلي عن نفقة أبنائه. وأخرى تقول: تعرف زوجي على أصدقاء السوء، وعرفت فيما بعد أنهم يتعاطون المخدرات، وخوفًا من أن ينفضح أمره، أصبحوا يتقابلون في بيتي، ويسهرون فيه كل ليلة، وبعد محاولات مستميتة لإرجاعه لطريق الحق؛ فشلت، وعندما طلبت الطلاق؛ اشترط عليَّ إذا خرجت من البيت فسوف يحرمني من ابنتي طيلة حياتي، ليزيد من قهري، في البداية رضخت للأمر؛ خوفًا على ابنتي، ولكنه ظل من سيئ إلى أسوأ، عندها لم أتحمل ما يحدث، وعدت إلى أهلي وأخبرتهم بمعاناتي، فحاولوا بشتى الطرق حل المشكلة معه، لكنه كان متمسكًا برأيه، وتوعّد بأخذ البنت لو بقيت عندهم، وفعلًا سحب ابنتي؛ متذرعًا بأن ذلك حقه الشرعي، ورفعت عليه قضية خلع، فوافق فورًا بشرط أن أدفع مبلغًا كبيرًا، ويعلم الله وحده كيف جمعنا المبلغ المطلوب، وطالبت المحكمة بحضانة ابنتي، وأخبرتهم عن وضعه، وأنه يتناول المسكرات، وأنني أخاف عليها من أن تضيع بين يديه، فهو غير أهل لتربيتها، ورغم ذلك رفضت المحكمة حضانتي، ووقف القانون في صفه، ومنحه الولاية الكاملة، بصرف النظر عن أهليته، كل ذلك لأنني أنا من طلبت الخلع.
إن الخلع هو السبيل الوحيد والسلاح الأخير الذي تدافع به المرأة عن نفسها، وشرع لإيجاد مخرج للمرأة أمام زوج كرهت أن تعيش معه، على أن تكون كراهية طبيعية غير ناشئة عن سوء معاملة أو عشرة، ولم يكن من سبيل لاستمرار الحياة الزوجية، وخشيت ألا تؤدي حق الله في طاعته والقيام بواجبه، فتتنازل عن حقوقها مقابل حريتها، ولا أعلم كيف يتم تطبيق شريعة الله مع تلك الفئة العجيبة المحسوب تعدادها على البشر، عندما يتعمد الزوج الظالم إلى عدم إخلاء سبيل زوجته وتسريحها بإحسان، فمن الظلم أن تخالع الزوجة زوجًا يسيء معاملتها، ولا يحسن عشرتها بأي شكل من الأشكال، ولأي سبب من الأسباب؛ لأن في ذلك الوقت المفترض أن تنفصل عنه بالطلاق، فلا تعاقب المرأة المتضررة بسلسلة من التنازلات والضغوط المعنوية والنفسية والاجتماعية.
ولكن مع الأسف هناك بعض الرجال مارسوا هواية جمع الزوجات، واتخذوا من الخلع تجارة مربحة، فهو يتزوج المرأة ويؤذيها، ويحصل على ما دفع من مهر، ويطلب مبلغًا إضافيًا، ويأخذ ثمن حريتها وراحتها، ثم يتزوج بأخرى بمال الأولى وهكذا.