مريضات جريئات: سنهزم سرطان الثدي ونتزوج!

13 صور

تحلمين بالاستقرار وتكوين أسرة، وأن تكوني أمّاً، ولكن فجأة يحدث ما يعكر صفو هذا الحلم، وتعرفين بطريقة أو بأخرى أنك مصابة بداء عضال، يهدد حياتك، ويقوِّض أحلامك. فتعدلين عن الحلم أو تؤجلينه إلى أجل غير مسمى، «سيِّدتي نت» التقت بنساء تزوجن رغم إصابتهن بأمراض خطيرة، وأخريات صدمن بمن يعتقدن أنه شريك العمر!

هروب الشريك هو الحالة الشائعة عند إصابة المرأة بمرض عضال، خاصة إذا كان الزواج لم يتم بعد!. فعندما رزقت «سميرة ناجي»، مدرسة مصرية، بثلاثة أطفال من ذوي الإعاقة الذهنية، وبعد أربع سنوات لم يستطع الزوج المطحون استيعاب الأمر؛ عندما عرف أن زوجته مصابة بسرطان الثدي، وخرج بعد أيام قليلة لعمله صباحاً، ومرت ثلاث سنوات ولم يرجع. تقول «سميرة»: «أجريت عملية استئصال الثدي بمساعدة أهل الخير، ومازلت أبحث عن زوجي في كل مكان؛ لأطمئنه أنني أعمل وأساعده، عله يعود من أجل أطفالنا».

ولم تكن قصة «مها علي»، 40 عاماً، من السعودية، أقل إيلاماً، وبعد تخرجها تقدَّم لها أحد أقربائها، وفجأة ظهرت لديها أعراض غريبة، واكتشفت أنها مصابة بضمور في العضلات؛ نتيجة علاج خاطئ، وأن مرضها خطير، وبعد فترة قصيرة بدأت «مها» تتنقل على كرسي متحرِّك، وتابعت بأسى: «عندما علم زوج المستقبل بمرضي تركني، تنتابني لحظات أتمنى لو أنني تزوجت في المرحلة الثانويَّة ولم أكمل تعليمي، ففكرة انتظار الموت صعبة جداً، خاصة بعد أن علمت أنَّ المرض الذي أصابني أصحابه يموتون بعد فترة من الزمن... كنت أتوقع أن لا يتخلى عني».
صدمة الموظفة الإماراتية «فاطمة المزروعي» بشريك العمر قاسية، فقد أصيبت قبل سنتين بسرطان الثدي، وكانت مرحلة العلاج طويلة، وتسبب العلاج الكيماوي بسقوط شعرها، ورغم أن «فاطمة» كانت مخطوبة قبل مرضها، إلا أنها شعرت أن خطيبها تغير، ولم يعد مثل السابق، فعرضت عليه الانفصال، فما كان منه إلا أن وافق على الفور، وفر هارباً».

الحب هو العزاء
«الحب يمحو أي معاناة في الحياة» هو شعار المحبين، لكن عندما يصطدم المحب بمن يحب وقد أصيب بمرض عضال ماذا سيكون موقفه، هنا التقينا بسيدات أجمل ما في قصصهن وقوف شريك العمر معهن، وتبدأ «نبيلة علاّم»، مصر، فهي بطلة دولية في لعبة الاسكواش خلال السبعينيات، ويحفل بيتها بعشرات الميداليات وشهادات التقدير، أصيبت بسرطان الثدي في أوج شبابها، وكانت زوجة وأمَّاً لولدين، ولن تنسى لحظة أخبرت زوجها بمرضها: « قال إنه سيفعل المستحيل من أجلي، ولم يبخل بالمال لعلاجي، وكان يردد دائماً: لا تنزعجي؛ أنا أستثمر مالي لسعادة أسرتنا».
وللشابة المغربية «مروة» حكاية فريدة، حيث أصيبت بالسكري بعد التخرج، وأثناء عملها التطوعي في إحدى الجمعيات، التقت شريك حياتها، الذي أعجب بداية بمظهرها، وبمساعدتها الناس، أخبرته بمشكلتها مع المرض، فازداد تشبثاً بها، والآن لديهما طفل وطفلة.

عندما يبتسم القدر
أما «هوازن»، السعودية، فقد أصيبت بالسكري وهي طفلة، ولم تدرك خطورة مرضها لصغر سنها، فكانت ترفض الحمية، واستطاعت فيما بعد أن تتأقلم مع المرض، وبعد تخرجها توظفت، وكانت على قدر كبير من الجمال، وكانت تصر على والدتها أن تخبر أي امرأة تأتي لخطبتها بحقيقة مرضها، وهكذا كان الجميع يعدل عن خطبتها، لتجد نفسها وقد تجاوزت الـ37 عاماً، وهي التي تحلم كأي فتاة بالزواج وإنجاب الأطفال، ويبدو أن القدر استجاب لرغبتها؛ ففي إحدى المناسبات العائليَّة جاءت قريبة لوالدتها وطلبت يدها لابنها، الذي كان متزوجاً وانفصل منذ عام عن زوجته. وتصف «هوازن» فرحتها قائلة: «لا أخفيكم طرت من الفرح، وتزوجنا، وكان زوجي إنساناً رائعاً بمعنى الكلمة، والآن رزقنا الله بطفلنا الأول الذي أنار حياتنا».

الجمهور وليلى
جمهور «سيدتي نت» كان شديد التأثر بقصة مسلسل «فرح ليلى» الذي تعاني بطلته من السرطان، وتقول الإعلاميَّة «نوف خالد»: «أتمنَّى أن يكون هناك رجال يتفهَّمون ظروف المرأة إذا مرضت، ويحاولون أن يحتووها كما حدث مع البطلة». بينما تبدي مصممة الأزياء «حنان الفيصل»، إعجابها بمحاولة البطل مساعدة «ليلى»، وتفهُّم ظروف مرضها والزواج منها، حيث قالت: «هناك نماذج كثيرة مشرفة لبعض الرجال، وبالمقابل هناك رجال لا يصبرون على مرض الزوجة حتى لو أصيبت بصداع».

الأمل طريق الشفاء
من السعودية قدَّمت الاختصاصيَّة الاجتماعيَّة في مستشفى قوى الأمن «نجوى فرج» إرشادات للنساء اللاتي أصبن بأمراض خطيرة، ودلَّتهن على كيفيَّة تجاوز مرضهن والتعامل معه، فهناك أمراض تمنع الفتاة من الزواج، كالأمراض الجلديَّة، مثل الصدفيَّة، بسبب تغيُّر شكل الجلد، حيث يصبح مقززاً من وجهة نظر الزوج، وهناك البهاق، بالإضافة إلى الأمراض المعدية كالسل والكبد الوبائيّ، وغيرها، وفي مثل هذه الحالات يتم تحويل الفتاة المريضة إلى العلاج النفسيّ، حيث تشعر بإحراج بسبب إصابتها، وتحتاج إلى عدَّة جلسات؛ حتى تتقبَّل العلاج.
وهنا يؤيد الدكتور «محمد عبد الرحيم» أخصائي العلاج النفسي، مصر، ويقول إن الحالة النفسية وتقبل المرض أهم سبل الشفاء، ويضيف: «كما أن رعاية الأهل وصبرهم يرفع كثيراً من الحالة النفسية للمريض. وأنصح بالمصارحة وعدم الخجل من المرض، فالرضا على النفس يجعل الجسم أكثر تقبلاً للعلاج».
وعن زواج مريضة السكري يقول الدكتور «مصطفى محمود» أخصائي الغدد الصماء والسكر في الشارقة، إنه يمكن لمريضة السكري من النوع الأول المعتمد على الأنسولين، السيطرة على المرض؛ بالالتزام الصارم بالعلاج، والتغذية السليمة، ويمكن الزواج والإنجاب وممارسة حياة طبيعية طالما تحافظ على العلاج والمتابعة، لكن يجب ألا ننسى إمكانية حدوث مضاعفات على المدى الطويل

إحصاءات الجهاز المركزي المصري
20.3 % نسبة النساء اللواتي تجاوزن الأربعين دون زواج.
25.3 % نسبة المصابات بسرطان الثدي منهن.

خريطة الأمراض المستوطنة في السعودية حسب تقارير وزارة الصحة:
24 % السكري.
25 % السمنة.
13 % ضغط الدم.
17 % الأمراض الوراثية، وتشمل: الثلاسيميا والإنيميا المنجلية.
13 % القلب.
21 % السرطان.
10 % الربو.
20 % الأمراض النفسية «تشمل الاكتئاب والقلق والتوتر».