حسن و"السّنة المكسورة"

محمود عبدالوهاب

حسن ولد عمره خمس سنوات، يعيش مع بابا وماما وإخوته الكبار وجده.

في الصباح يذهب أبوه إلى عمله، وتبقى أمه فى البيت، ويذهب إخوته إلى المدارس، ويذهب جده إلى المسجد القريب. ويذهب حسن إلى الحضانة، ويراقب الأولاد والبنات في صمت.

سنته الأمامية مكسورة، لذلك يقول إثمي حثن عبدالثلام، يسخر الأولاد من كلامه ويضحكون.

أبوه يمنع إخوته من تقليد كلامه، وأمه تقول له فى يوم من الأيام ستجد في فمك سنة جديدة وجده يقول له لا تنظر إلى أسنانك، انظر إلى رجليك مثلاً، أنت تمشي وتجري وتقفز، وهذه نعمة.

يقول حسن: كل الأولاد يفعلون ذلك مثلي، أين النعمة؟

ذات يوم تعثرت قدم حسن في سلم الحضانة، وقع على الأرض، حاول الوقوف ولم يقدر.

حملوه إلى الطبيب، فحص ساقة فوجد أنها مكسورة وأمر بوضع الجبس فوقها ثلاثة أسابيع.

بعد فترة الجبس فكًه الطبيب وظهرت ساقه عارية. حاول حسن الوقوف ولم يقدر، درّبه الطبيب على رفع ساقه إلى أعلى وإلى أسفل. بعد فترة التدريب عادت ساقه قادرة على الوقوف والمشي. نظر إليها حسن وابتسم وقال لنفسه الحمد لله على النعمة.