أبي يقرر عني، ضد مصلحتي!

السؤال

سلام عليكم خالة حنان: 

أتمنى أن يكون عندك حل لمشكلتي، إنى محبوبة وطيبة وأعامل الناس بالاحترام والود، لكن حين يريد أحد طلب يدي لا أعرف إن كنت سأقبله أم لا، بل أعطيه رقم أبي ليتحدث إليه وكأنني أنتظر أبي ليقرر عني، والحقيقة أن أبي هو وراء هذه العادة؛ لأنه يرفض كل من يتقدم لي؛ حتى أنه لا يخبرني أحيانًا .. في الآونة الأخيرة فقط أصبح يسألني ولكن لا يترك لي حرية القبول أو الرفض؛ فيرفض دون أن يعلمني؛ علمًا بأن عمري 26 سنة وحسنة الخلق والخلق.. مشكلتي أيضًا أنني لا أستطيع فهم نفسي، ماذا أريد وما لا أريد. أتمنى أن تساعديني بنصائحك.(منى).


رد الخبير

1 آسفة يا حبيبتي أنك تعيشين هذه الحالة، لكن رأيي الصريح يقول، إن سبب مشكلتك ليس والدك فحسب؛ بل أنت أيضًا واسأليني كيف ولماذا؟
2 لو لم تذكري أنك لا تستطيعين فهم نفسك وأنك لا تعرفين ماذا تريدين؛ لقلنا إنه لا يحق لوالدك وقد بلغت 26 عامًا أن يقرر عنك؛ خاصة ما يتعلق بزواجك ومستقبلك!
3 لكنني أخمن أن والدك أخذ على عاتقه هذه المهمة؛ لأنه يراك مترددة وضعيفة ولا تستطيعين التمييز، ولهذا فهو يحرص عليك أكثر من اللازم، وربما بسبب زيادة هذا الحرص؛ فهو قد يرفض العريس خوفًا وحذرًا، لا عن قناعة أو معرفة مؤكدة بأنه لا يصلح لك!
4 هكذا يا حبيبتي وقعت أنت ووالدك في فخ هذه المشكلة، أنت بضعفك وترددك، وهو بخوفه وحرصه عليك.. فما الحل؟
5 الحل يسبقه سؤال يقول: أين باقي أفراد عائلتك؟ فأنت لم تذكري شيئًا عن والدتك أو إخوتك؛ فهم أيضًا يجب أن يكونوا لك عونًا في موضوع اختيار العريس المناسب؛ لهذا فكري بهذه النقطة وأدخليهم إلى حياتك عن قرب ليكونوا لك سندًا ومعينًا.
6 لكن الأهم من هذا، عليك أن تعاودي النظر إلى نفسك؛ فحين تقولين إنك لا تعرفين ماذا تريدين وماذا لا تريدين، يبدو الأمر لي أنه هروب من مواجهة النفس، وهذا ليس في صالحك وأنت في هذا العمر، وفي هذا المنعطف المهم من حياتك.
7 عمرك يعني أنك أنهيت دراستك ولك عمل أو وظيفة؛ فأنت تلتقين بأشخاص يطلبون يدك، أي أنك تلتقين بالناس ونصيحتي هنا أن تبتعدي عن كسلك واتكاليتك التي تجعلين تحيلين كل أمورك إلى والدك؛ فهذا أكبر خطأ ترتكبينه وعليك أن تتوقفي عنه تمامًا!
8 ابدأي برصد تصرفاتك وعاداتك، ومنها ستعرفين وتحددين ماذا تريدين وماذا ترفضين، وأنا من رسالتك فهمت أنك تريدين الزواج، وتريدين عريسًا قوي الشخصية يساعدك على بلورة شخصيتك؛ لأن خجلك يمنعك من إظهارها.
9 على هذا الأساس ابدأي برصد نفسك من خلال مفكرة صغيرة، تسجلين فيها الأمور التي تعتقدين أنك تريدينها (حتى لو كنت غير متأكدة)، وكذلك الأمور التي تكرهينها وضعي محاور: ماذا تحبين أن تكون شخصيتك بينك وبين نفسك؟ وبينك وبين عائلتك، ثم الأقارب والأصدقاء؟ وما هو العمل الذي تظنين أنك تحبين القيام به، ومن هم الأناس الذين ترتاحين بصحبتهم. 
10 ثم ضعي قائمة بما لا تحبينه من الأمور، سواء في ذوقك الشخصي أو في العلاقات أو الأمور الاجتماعية العامة.
11 بعد ذلك نصيحتي أن تسجلي كل ليلة وقبل أن تنامي، ما هي الأمور التي أسعدتك خلال اليوم والتي أزعجتك (حتى لو كانت أمورًا صغيرة أو تافهة)، وفي نهاية الأسبوع قارني بين قائمة مفكرتك اليومية والقائمة العامة التي وضعتها؛ فتكتشفين حقيقة ما تحبين حقًا وما ترفضين؛ لأن العبرة يا حبيبتي هي دائمًا في التنفيذ لا في التنظير.. وفقك الله.