إعترافات زوج: لا أرغب في زوجتي ولا أستطيع طلاقها

2 صور

السؤال

مشكلتي اختصارًا هي «عدم رغبتي في زوجتي» إذا سألتِني: لماذا؟ الجواب لأن زوجتي لا أراها في الشكل والمظهر الذي كنت أحب أن تكون فيه امرأتي، وهذا يشمل وجهها وبقية بدنها. لماذا أصلًا تزوجت بها؟ الجواب: لما قررت الزواج كنت بين طريقين اثنين؛ إما الزواج بفتاة محافظة، أو الزواج بالتي أحب... لكن بعد تفكير ونصح بعد الأصدقاء؛ قررت الزواج بالمحافظة، ودلوني على محافظة، وكانت قريبة من بلدتي.
ذهبت إلى بيتها وأعجبت بالأسرة وببيتهم وكل شيء، بل حتى والدها أبدى رغبته في زواجي بها قبل حتى أن أطلبها منهم. لكن مع أن كل شيء كان على ما يرام، إلا شيئًا وحيدًا؛ وهو تلك البنت بالذات التي كنت أود الزواج بها، فلم تكن كما أحب، ولا أجد في نفسي رغبة إليها. ولما رجعت إلى بيتي تشوشت؛ هل أُقدم على الزواج بها أم أتراجع؟!
سألت أحد الثقاة، فكان جوابه: تزوج بها. من ترك لله شيئًا عوضه خيرًا منه. وعلى هذا تزوجتها، وحدث الذي كنت أخافه وأخشاه، ووجدت أن نفسي غير مُقبلة عليها، مع أني أجد في نفسي رغبة تجاه النساء الأخريات. صارحتها، ليسقط عليها الخبر كالصاعقة، وبدأت تبكي. ومع الأيام حاولت إرضاءها، ولكن.. أرى نفسي أكثر الأحيان أتباعد عنها. هذا حدث معي منذ 5 سنوات، لكن زوجتي حملت في الشهر الأول، ومنذ بداية الزواج وهي تعيش حالة نفسية مكتئبة، أنا أيضًا أعيش نفس الحالة، وأحيانًا نتخاصم على أتفه الأسباب، فهي لا تريد أداء واجباتها المنزلية، بحكم أنني أنا أيضًا لا أقوم بواجبي في الفراش، نتخاصم وأقول لها أحيانًا: إذا لم تقبلي ذلك؛ فليس هناك داع لتبقي معي، فتجيبني: إذا طلقتني فأنت رجل؛ ستتزوج بأخرى.. لكن أنا إن طلقتني؛ فمن يتزوجني ومعي بنت؟ لا أريد أن أحرمها من أبيها، وهنا أجد أنه لا يمكنني أن أطلقها بدون رغبة منها. استشرت طبيبًا مختصًا، فقال لي: حاول رفع المستوى الجمالي لزوجتك حتى ترغب فيها، حاولت العمل بنصيحة الطبيب، عرضت الفكرة عليها بطريقة غير مباشرة؛ يعني تتجمل، لكن هي أصلًا لم تقبل الفكرة، وإن حاولت بعض الشيء، إلا أنني لا أشعر بأي رغبة نحوها. نحن نعيش كزوجين لكن في الحقيقة لسنا كذلك. أنتظر نصائحك خالة حنان، وأسأل الله أن يصلح من حالنا

رد الخبير

بصراحة يا ولدي لست الزوج الوحيد الذي يعيش مع زوجة لا يرغب بها
 الفارق بينك وبين الآخرين أنك بُحت بما يكنّه قلبك، بينما قد يمضي زوج آخر أو زوجة عمرهما من دون أن يعترفا بهذه المشكلة
 نشرت رسالتك وهي طويلة (رغم الاختصار) لأنك ذكرت بها محاور وتفاصيل قد تساعد الكثير من الأزواج، ولأني من فئة الأشخاص الذين اختاروا التفاؤل رؤية أساسية في الحياة، أقول لك: «تفاءل بالخير تجده»، واسألني: كيف؟!
 أولًا أنت أنجبت من زوجتك، رغم عدم رغبتك بها، وهذا يؤكد أن الله سبحانه رزقك ذرية، فيما يتمنى الملايين أن ينعم الله عليهم بهذا الرزق
 ثانيًا، اعترفت بأنك لا تستطيع طلاق زوجتك من دون رغبتها، وهي اعترفت لك بأنها لا تريد أن تربي ابنة بعيدًا عن والدها، وكلاكما في هذا الموقف على صواب
 الحل إذن أن تجد مخرجًا، والمخرج أن تقسّم حياتك معها في عملية حسابية تعتمد النسبية، فهناك أزواج تكون العلاقة الحميمة تشكل النسبة الأكبر من توافقهما، وهناك آخرون يكون اللطف والتدبير، أو الانسجام الاجتماعي والعائلي هو الطاغي، وهناك من يكون فارق المزاج السبب الأكبر في توازن حياتهما، فماذا عن حالتك؟
 نصيحة خالتك حنان أن تضع لائحة التوافق: (علاقة، صداقة، تفاهم، مراعاة، حنان، طيبة، حكمة، وغيرها)، وتضع نسبة معينة أمام كل بند، وتبدأ بتقوية البنود الضعيفة بشكل ما، فيما تتمتع بالبنود الأخرى، وتشكر الله على أنواع الرزق التي منحها لك
 أخيرًا أنت بحاجة إلى أن تجعل من زوجتك صديقتك، وهذا يعني أن تشجعا نفسيكما لتمارسا هوايات مشتركة وتتبادلا النقاش، وتُكثرا من تنشيط حياتكما العائلية (أهل وأقارب)، والاجتماعية (أصدقاء ومعارف)، وسوف تجد أن المركب سيمضي بهدوء وعافية، كما ستجد أن العمر أقصر مما نتصور، فسارع إلى بناء حياة قادمة تعتمد الصداقة والتعاون والتسامح، فهي الزاد الأكبر والأهم في كل العلاقات؛ من العلاقة الزوجية إلى العلاقات الدولية.