خمسة ونص فيديو كليب بممثلين أكثر وفضاء غير واقعي

قصي خولي من المسلسل
نادين نجيم ورفيق علي أحمد
قصي خولي ورفيق علي احمد
معتصم النهار من المسلسل
رولا حمادة من المسلسل
قصي خولي ورولا حمادة
6 صور

هكذا يعود غمار الغانم (قصي خولي) من دمشق ليتربع على زعامة حزب سياسي لبناني، ومن ثم يتوّج نائبًا في البرلمان اللبناني وهو لا يجيد حتى اللهجة اللبنانية . من هذه النقطة يمكن الحكم على واقعية المسلسل . بأيّ طريقة يمكن أن يقوم مسلسل على فكرة غير واقعية ولا يمكن أن تحدث. بصراحة السؤال ليس محيّرًا إطلاقًا .

يبدو نجوم "خمسة ونص" تائهين في استعراض قدراتهم

قصي خولي ورولا حمادة
قصي خولي ورولا حمادة

ببساطة في هذا النوع من المسلسلات الواقع آخر ما يمكن التفكير به، فالكلام هنا للاستعراض والقصور والسيارات، والمشاهد التي تملأ عين المشاهد بالجمال، ولكنها تُبعد عقله عن الواقع الحقيقي، هذه باختصار حكاية مسلسل "خمسة ونص" (إيمان السعيد ، وفيليب أسمر ، والصبّاح إخوان) القائم على تفاصيل تقترب لتكون حكاية فيديو كليب ممتد على ثلاثين حلقة، أكثر منها حكاية مسلسل درامي حقيقي، فالبداية من كاميرا المخرج التي اختارت القطعات السريعة والمتتالية، وحتى الاعتماد على الارتجاف المتكرر لحركة الكاميرا، وهي مشاهد لا تُستخدم في الدراما بكثرة، لأنّ لها وقتها المناسب والمتناسب مع طبيعة الحدث الدرامي، الذي يقوم على قاعدة اتخاذ قرار، ولحظة انفعال أو خوف أو نقاش يفضي إلى حكاية، ولا يمكن أن تتكرر بين لحظة وأخرى وفي كل مشهد، وكأنها أصبحت لازمة يجب تكرارها للتفرد بطريقة إخراجية جديدة، وإن كان قد حدث ذلك، فهذه الطريقة سلطت الضوء على الصورة وابتعدت عن فن أداء الممثل، فتحول العمل إلى فيديو كليب بالكثير من الممثلين .

قصي خولي من المسلسل
قصي خولي من المسلسل


بهذه البساطة يبدو نجوم "خمسة ونص" تائهين في استعراض قدراتهم، من دون أرضية حقيقية لتكوين أو لبناء مقومات أساسية للشخصية الدرامية، فلا قصي خولي هو ابن مدرسة المسرح والأداء، ولا معتصم النهار هو الذي صعد سلّم النجومية بتعب كبير، والذي استطاع خلال السنوات الماضية أن يحقق حضورًا لافتًا، ربما هو استعراض الوسامة والصورة من قضى على جمالية النقطة الأهم في العمل الدرامي، وهي فن الأداء، فالشخصيات لا تُبنى بالاستعراض وإنما بجملة من القواعد، ولعلّ أهمها التركيبة النفسية والفكرية للشخصية، بالتزامن مع حياكة مفردات تمثيلية تعكس قيمة الشخصية ودورها، والمكان الذي انطلقت منه وتمر به وتصل إليه .. ولا يختلف الأمر بالنسبة للممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم، فلغاية اليوم لم تركز نجيم على تفاصيل الاختلاف فبدت متشابهة بكل أدوارها، وحتى بردات فعلها وتعاطيها مع الحدث الدرامي في شخصيتها، فحتى في ظل ذروة خوفها ومطباتها، بدت رومانسية أكثر منها واقعية . فلماذا الإصرار على وضعها في نمط واحد من الشخصيات دون غيره، ولِمَ لا يتم البحث عن أدوار مختلفة لتقدمها النجمة اللبنانية .

رفيق علي أحمد ورولا حمادة الأكثر قربًا من مدرسة الأداء

قصي خولي ورفيق علي احمد
قصي خولي ورفيق علي احمد

في العام الماضي خرجت نجيم قليلًا من قوقعة الرتابة من خلال "طريق"، ولكنها سرعان ما عادت إلى ذلك، فلا مفردات أداء واضحة ولا هوية للشخصية، في ظل إدارة إخراجية عاجزة عن صنع هوية أداء لممثلين بدأوا يؤدون ما يرونه أكثر إثارة للجمهور، بعيدًا عن الواقعية التي لا ينتمي إليها العمل، باستثناء عدد من المشاهد التي قُدّمت في المسلسل، فيما يبدو رفيق علي أحمد ورولا حمادة الأكثر قربًا من مدرسة الأداء، فالممثلان يريدان التمثيل ولا يبحثان عن عدد التغريدات أو أرقام الترند، أو نسب متابعة لا تُعرف مدى صدقيتها، أو انحيازها لهذا المسلسل أو ذاك .