أحجار «القمر» أثمن موارد البشر على الأرض.. لماذا؟

كل حجر له ميزته ورقمه التسلسلي ومحفوظ في خزانات مخصصة له
أحجار ثمينة نادرة جداً علمياً وجمالياً
ممكن بعد مرور نصف قرن على إحضارها اكتشاف أشياء جديدة عبر تحليلها
رغم خلو القمر من الحياة فهو لا يفتقر للمياه.. وقد يعود رواد الفضاء إليه
الرئيس الأميركي نيكسون أهدى بعضاً منها لدول العالم
هيكلية وقشرة القمر مماثلة تماماً للأرض لكنها خالية من الحياة
تحفظ أحجار القمر هذه في خزانة آمنة ضد الكوارث الطبيعية والأعاصير
عينات أحضرت من القمر قبل 50 سنة غيرت معرفة العلماء للكون
احتفاء بمرور 50 عاماً على أول خطوة بالقمر وزع بعض عيناتها للعلماء
9 صور

الفضول العلمي والبشري الأكبر اليوم، يدور معظمه حول أسرار الكون والفضاء الخارجي، الإنسان يريد أن يتيقن من وجود حياة على الكواكب الأخرى، وسر اختلافها عن كوكب الأرض بالبيئة والكائنات الحية، والتأكد من قدرة البشر العيش فيها أو الاستفادة منها في أعمال مستقبلية جديدة. ورواد الفضاء وحدهم منبع هذه الأخبار والأسرار الثمينة، فما بالكم، حين يجلبون معهم أحجاراً نادرة من القمر أو المريخ؟

حمل الرواد الأمريكيون إلى الأرض 400 كيلوغرام تقريباً من صخور القمر الذي يشكل «حجر رشيد النظام الشمسي»؛ ما أحدث تحولاً كبيراً في معرفة البشر للكون.

هي أشبه بأحجار رمادية اللون لا قيمة كبيرة لها، غير أن الكيلوغرامات الـ382 «أثمن الموارد على الأرض»، بحسب ما يقول سامويل لورنس المتخصص في الكواكب في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا). وهو يؤكّد في تصريحات لوكالة فرانس برس أن «القمر هو بمنزلة حجر الزاوية لعلم الكواكب».

وقد نقل رواد الفضاء هذه الصخور إلى الأرض في خلال ست مهمات أمريكية على القمر بين 1969 و1972.

ويقول لورنس: «لا يدرك الناس أهمية العيّنات التي جلبتها مهمات أبولو في فهم مجموعتنا الشمسية والكون المحيط بنا، ليس فحسب للقمر، بل أيضاً للمريخ وعطارد وبعض الكويكبات»، حسب موقع «العرب».

وتمكّن العلماء خصوصاً من فهم كيفية تشكّل قمر الأرض، في الفترة عينها التي تشكّل فيها كوكبنا الأزرق، أي ما بين 4.3 إلى 4.4 مليار سنة، نتيجة حدث ضخم ضرب سلف كوكبنا. واستغرق الأمر مئات الملايين من السنين كي تتكدّس الشظايا في مدار أرضي وتشكّل القمر.

ويقول العالم: «اكتشفنا أن الهيكلية الداخلية للقمر هي مثل تلك التي تتحلّى بها الأرض، مع قشرة وغطاء ونواة، لكن لا حياة فيها ولا متحجّرات أصلية أو أصناف عضوية».

بعض الأحجار القمرية معروضة في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (تكساس). وقدّم الرئيس ريتشارد نيكسون أجزاءً صغيرة منها هدايا لدول العالم التي كانت وقتها 135 دولة، كعربون لـ«حسن النوايا» الأميركية، غير أن الجزء الأكبر منها محفوظ في مختبر «لونر سامبل لابوراتوري» التابع للناسا في هيوستن «داخل أوعية مختومة موضوعة في خزانة آمنة من شأنها أن تصمد في وجه الأعاصير وكوارث طبيعية عدّة». ونقل جزء من الأحجار أيضاً إلى وايت ساندز (نيو مكسيكو) على سبيل الاحتياط.

واحتفاءً بمرور 50 عاماً على قيام الإنسان بأول خطوة على القمر في العشرين من يوليو، وُزِّعت بعض العيّنات بحذر شديد لعلماء هذه السنة. ويقول لورنس: «نحن شديدو الحذر، والعلماء يخضعون لإجراءات صارمة للحصول على عيّنة».

ولا يزال من الممكن بعد خمسة عقود إجراء اكتشافات بفضل تحليل هذه العيّنات. وبحسب ما يقول لورنس الذي لا يخفي حماسته لفكرة عودة رواد الفضاء إلى هذا الجرم الفلكي؛ فقد خلص علماء حديثاً إلى أن القمر لم يكن «يفتقر بالكامل إلى مياه».