لماذا فسخ الخطوبة عار؟

2 صور

السؤال

 

عمري 21 سنة. وأنا مخطوبة لابن عمي منذ أن كان عمري 16 سنة. الخطبة تمت بدون حضور خطيبي بسبب ظروف الحرب حيث كان كل واحد منا يعيش في بلد. بعدها أصبحت مع أهلي في بلد أوروبي وتابعت دراستي وأسست لنفسي حياة جديدة مع أهلي. آخر مرة رأيت فيها خطيبي كانت في أول المراهقة ولا أذكر منها إلا أموراً بسيطة جداً. ومنذ خمس سنين ونحن نتحادث أحياناً على الموبايل. لكن لم أشعر ولو مرة واحدة أن كلامه يشدني. بصراحة ليس كيمياء. اهتماماتنا مختلفة تماماً. مثلاً: أنا أحب قراءة الروايات وكتابة قصص، أهتم بالدين بينما هو لا يعرف الكتابة ولا القراءة ولا يصلي ولا يصوم.

المهم أنه وجد وسيلة أوصلته إلينا، أنا خائفة جداً واكتشفت أنى لا أطيق الجلوس معه، لكن أمي تعتبر رفضي له عاراً علينا وعلى العائلة وتصر أن أتزوجه. أخشى ألا أستطيع أن أحبه مدى الحياة فكيف أعيش معه؟ وماذا أفعل؟ ليس لي إلا الله وأنت خالة. أنقذيني وانصحيني.

(ندى

رد الخبير

 

1 صارحي أمك يا حبيبتي وأكدي لها مشاعرك، واستعيني أيضا بأحد آخر من أفراد العائلة، أو من عقلاء الأقارب إن وجدوا، واشرحي لهم حالتك واطلبي المشورة والنصيحة.

2 في الوقت نفسه يا بنتي حاولي أن تكتشفي جوانب إيجابية من شخصية ابن عمك. هل هو شخص سوي؟ طيب القلب؟ هل يقبل النصيحة ويستطيع أن يطور من نفسه وشخصيته ومستواه الدراسي إذا ما وجد عونا ومساندة؟

3 واضح أن الفوارق بينكما شاسعة، ولكن واضح أيضاً أن فسخ الخطوبة يمكن أن تؤدي إلى شرخ عائلي، ولذلك فالتصرف بحكمة وروية مفيد في مثل هذه الحالات، لكن القرار الأخير لا ينبغي بأي حال أن يكون على حساب سعادتك!

4 هناك فرق آخر يا بنتي بين القبول والحب، وبين الكراهية والنفور، فصارحي نفسك جيداً، هل تنفرين عاطفياً وجسدياً من هذا الخطيب؟ هل تشعرين بنفور تام وأنت تفترضين أن يجمعكما بيت مشترك؟

5 إذا وضعت لائحة بإيجابياته وسلبياته، وبدا لك أنك تستطيعين ترويضه ومساعدته ليطور نفسه فسوف تكسبين ثواباً بزواجك منه، خاصة إذا ما التزم بالعبادة وقوي إيمانه، وكانت الإيجابيات لديه تفوق السلبيات. أما إذا كان نفورك أقوى من كل ما ذكرت، فاتكلي على الله وصارحي أهلك كي يساعدوك في إيجاد مخرج لا يؤذي العائلة ويجرحه، كأن يخبروه أنك تريدين إكمال دراستك. وأعتقد أنه سيفهم ذلك ويقدر ضمنيا عدم جرحك مشاعره.

6 لكن إذا لم يتحقق لك ذلك فالإصرار على الرفض من حقك ولا أحد سيعيش عنك حياتك، فلا ترضخي إذا كنت واثقة من رفضك له، ولك أسبابك القوية، خاصة أنك تعيشين في بلد أجنبي ولست محكومة بعادات وتقاليد قد تبدو مهيمنة في بلدك، وحاولي بكل جهدك أن تنتهي الحكاية بهدوء وبعيداً عن أي توتر أو غضب. وفقك الله