لأن صغارنا يكبرون قبل الآوان، وجدنا أنفسنا نقدم لهم ما كان يقدم للكبار قبل عقود من الزمان، هناك حواديت شعبية سمعناها من زمن ونحن نلتف حول الجدة في ليالي الشتاء، أخذها المخرج والمؤلف المسرحي الفلسطيني كامل الباشا وطبعها بطابع جديد وقدمها في قوالب مسرحية ساخرة فأصبحت عروضاً مناسبة لكل الأعمار. انها باختصار رسائل لشعوب القهر التي تقبل بالظلم والعار، فقديماً قالت الجدة مثلاً «الكلام للصغار وافهموا يا كبار».
لماذا البساط؟
عرف البساط كأحد أشكال الممارسة المسرحية في المغرب العربي منذ قرون، حيث تقدم مجموعة من العروض على «بساط يتم وضعه على أرضية المسرح»، ويتم تغيير الملابس والأقنعة بسرعة خرافية، حيث يتم تبديل الأدوار وعرض مجموعة حكايات ممزوجة بالأغاني والرقصات، وذلك باستخدام الأداء المفخم الذي كان يعتمد قديماً في أداء الحكواتي الذي يجلس على المقاهي.
أربعة قصص
مسرحية «البساط»، التي تعرض حالياً في فلسطين من تنفيذ مؤسسة «قدس آرت الفنية»، تعرض لنا أربع قصص أو حواديت من التراث الشعبي الفلسطيني والعربي أيضاً، وهي حدوتة ثلاث الأخوات اللواتي يدخرن ديناراً، وينفقن على أنفسهن ديناراً، وينفقن على والديهن ديناراً ثالثاً؛ تسديداً للدين.
أما الحدوتة الثانية فهي بعنوان «الدعاء»، وتحكي عن الاتكال على الله، والفرق بين الشحاذ الذي يدعو الله، والشحاذ الذي يدعو للملك.
والحدوتة الثالثة هي عن العروس الفقيرة التي ترضى بمتسول يدق بابها وتعيش سعيدة معه، ولا تقبل ابن عمها الثري المغرور؛ لتكتشف أن زوجها هو الملك نفسه متخفياً.
والحدوتة الرابعة هي القصة التي أضحكتنا كثيراً عن غباء الحمار، وحنكة الثعلب الذي قدم الحمار للأسد وجبة شهية؛ لأن الحمار صدق نفسه أنه سيكون يوماً ملك الغابة.
المؤلف والمخرج
مؤلف ومخرج العرض الفنان المقدسي كامل الباشا يقول عن هذا العمل الذي لقي إقبالاً في المحافل الثقافية داخل فلسطين: البساط عبارة عن رسائل للشعوب العربية، كل قصة تحكي عن حالة تحمل هم شعب، فهناك الظلم والاستبداد في حالة الملك الذي يمنع الإنارة ليلاً، وهناك التزلف والتملق للحكام من الشعوب المغلوبة في قصة الدعاء، وهناك أيضاً الثورة على القهر في حال العروس التي ترفض الشاب الغني الممتد النفوذ، وطبعاً هناك حالة الاحتلال الذي يتملق للشعوب، ويوقع بينها حتى يستولي عليها كما في حالة الأسد والحمار، وبمساعدة أعوان الاستعمار من المتآمرين والجبناء والمنتفعين.
بساط وأقمشة وأقنعة
هذه هي أدوات المسرحية أو ديكوراتها مع دفوف وطبول، المسرحية بديكوراتها البسيطة لا تخلو من الأغاني والأناشيد المستوحاة من التراث؛ لتخرج في النهاية قالباً ساخراً كوميدياً، ومضحكاً لدرجة البكاء.
فريق العمل
يتكون فريق عمل البساط من الممثلين: داوود طوطح، ياسمين همار، غدير محمود، محمد مشعل، وعماد مرعي. وقامت بالتدريب الصوتي للمغنين الفنانة ريم تلحمي، وهي بالمناسبة زوجة المؤلف والمخرج كامل الباشا. أما الأقنعة والإكسسوارات فهي من تنفيذ الفنان عبد السلام عبده.
من أغاني مقدمة العرض
جینا وجینا وجینا
وف أرض الخیر ربینا
عينيكم علينا واسمعوا حكاوينا
جينا وجينا وجينا
مع طبلة ودف وزينة
أهلاً وسهلاً فيكم نورتو حوالينا
جينا وجينا وجينا
تنسلي أهالينا.......
البساط الفلسطيني يعري الواقع العربي
- ثقافة وفنون
- سيدتي - نت
- 06 ديسمبر 2013