العنوان ليس إعلاناً لفيلم رومانسي، وإنما حادثة وقعت في دبي، بطلتها خادمة آسيوية أقدمت على طعن زميلتها في العمل، بعد أن تنامى إلى مسامعها أن الأخيرة خطفت حبيبها وعلى علاقة معه، تفاصيل الواقعة تابعتها «سيدتي نت» من المتهمة نفسها، وقسم الشرطة
«مالي» هي شابة في الـ28 من العمر، استعانت بصديقة لها لقتل «ناروما»؛ وهي عاملة تنظيف آسيوية من بلد آخر، تبلغ من العمر 32 عاماً.
علمت «مالي» بالعلاقة بين الاثنين، فقررت الانتقام، وأعدت لذلك سكيناً كبيراً، فيما أخفت صديقتها بودرة الفلفل، وتربصتا بالشابة، التي ما إن وصلت إلى مدخل البناية التي تعيش فيها مع أسرة مخدومها، حتى قامت الخادمتان برش المسحوق على وجهها، وشدها من شعرها، وصولاً إلى المصعد الكهربائي، والصعود بها إلى الدور الثامن، وهناك قامت «مالي» بطعنها بالسكين في رأسها، ومواقع أخرى من جسدها، بينما نزعت الأخرى من الضحية كتلاً من الشعر جراء سحبها منه، وشدها بطريقة همجية.
لم تمت!
وجهت النيابة العامة للخادمة الآسيوية تهمة الشروع في القتل مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بأن بيتت النية، وعقدت العزم على قتل الخادمة الأخرى، إثر ادعائها بقيام المجني عليها بأخذ عشيقها منها، والمدعو «آصف»، فحملت الضغينة في قلبها، وقادتها النفس الشريرة للتخطيط للتخلص منها وقتلها، فقامت بالتربص بها عند مدخل البناية، وسحبها إلى المصعد، بمساعدة زميلة لها، وما إن ظفرتا وانفردتا بالمجني عليها، قامت بطعنها في أماكن متفرقة من جسدها بقصد إزهاق روحها، وفقاً لما جاء في تقرير الطب الشرعي، والذي أكد أن إصابات المجني عليها جاءت في مقتل، إلا أن العناية الإلهية لم تُمكّن القاتلة من إتمام جريمتها؛ إذ هربت الضحية وطلبت الإسعاف، وتم نقلها إلى مستشفى حكومي بدبي، حيث أجريت لها عملية جراحية.
أعطيني هاتفك
أظهر التقرير الطبي أن القاتلة كانت في حالة سُكر؛ إذ نفذت جريمتها بعد تعاطي المشروبات الكحولية.. هنا سردت الضحية «ناروما» ما حصل معها، وأصعب اللحظات في حياتها، تذكرت ما حصل وتابعت: «عند عودتي إلى البناية، وفي الساحة الخارجية أمام المدخل فوجئت بوجود «نيورشا» وهي خادمة من نفس جنسية القاتلة، وتربطها بها علاقة صداقة، استوقفتني، وطلبت مني استخدام هاتفي فرفضت، وبعدها باغتتني وقامت برش بودرة الفلفل الأحمر على وجهي، وعندما فقدت قدرتي على الرؤية تقريباً، قامت بسحبي من شعري هي و«مالي»، وتم إدخالي إلى المصعد عنوة إلى الطابق الثامن، وأثناء الصعود قامتا بالاعتداء عليَّ بالأيدي، وشدّ الشعر، وبعد توقف المصعد تم أخذي إلى مخرج السلالم المخصص للطوارئ، وقامت «مالي» بإخراج سكين كبير الحجم، وطعنتني في رأسي، وساعدي الأيمن، ومن ثم في بطني».
قامت «ناروما» بالصراخ ومحاولة الاستنجاد، لكن لم يسمعها أحد، وبعدها دفعت «مالي»، وهربت عبر السلالم إلى الطابق السابع، وطرقت باب أول شقة قابلتها، لكن لم يفتح لها أحد، وركضت إلى الشقة التي تقطن بها، وأغلقت على نفسها الباب، واتصلت بكفيلها وأخبرته بالواقعة، وهو بدوره اتصل بالشرطة.. تعلّق «ناروما»: «بعد الاتصال نزفت كثيراً فأغمي عليَّ، ولم أجد نفسي إلا في المستشفى».
شهود
عريف أول في شرطة دبي، في تحقيقات النيابة، ذكر أنه ورده بلاغ عن وجود حالة طعن في إحدى البنايات بدبي، فتم الانتقال إلى موقع الحادث، وتابع: «شاهدت آثار دماء على أرضية مدخل الشقة، وقطعاً من الشعر». وشهد زميل له أنه قد أمسك بالخادمة القاتلة وبحوزتها السكين الذي نفذت به جريمتها، فيما تم إمساك شريكتها في أسفل البناية.
وتنظر الدوائر القضائية بالمحاكم يومياً في عدد كبير من قضايا الخدم وعمال المنازل، والتي تتداول في الجلسات، ولأسباب مالية وقانونية واجتماعية، التي تنجم عن مشكلات يتسبب فيها خدم وعاملو المنازل.
وتأتي مشكلات هروب الخدم والخادمات، والعمل لدى الغير، ومخالفة قانون العمل، والسرقة، وارتكاب الأفعال المنافية للأخلاق على رأس الدعاوى المرفوعة من أصحاب العمل، وكفلاء وأسر متضررة من مشكلات العمالة المنزلية.
تعتبر الإمارات، وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، من أكبر مستهلكي العمالة المنزلية على المستوى العالمي قياساً إلى عدد السكان. ويرجع العديد من الباحثين، بل ومن النساء أيضاً، انتشار الخدم إلى المرأة العاملة نفسها التي تمسكت بعملها، وتركت منزلها لأيدي الخادمات.
ليس ذنبهن!
إن السلوك السلبي لدى أبناء وبنات الجيل الجديد يعود بشكل أو بآخر إلى تأثير العمالة المنزلية، والمربيات الأجنبيات على الأفراد، برأي الدكتور حسين طه أستاذ أصول التربية في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، والحل ببساطة هو عودة الأم إلى تربية أبنائها، والتخلي عن العمالة المنزلية، أو تقليص دورها، واقتصارها على التنظيف والخدمة. يتابع طه: «جرائم الخدم تعددت وتنوعت، حيث يأتي القتل على رأس القائمة، وتعذيب الأطفال؛ من الضرب إلى الصراخ، والتهديد، والتحرش، وقسوة المعاملة، والعنف، والسحر، ثم الجرائم الأخرى الأقل وطأة؛ كالسرقة، وخيانة الأمانة، والإهمال، والإتلاف، والهروب، واستغلال المنزل، وإدخال الغرباء بدافع الزنا. فتتصاعد جرائم الخدم وترتفع نسبها يوماً بعد يوم، صارخة بأن نبحث لها عن حلول ناجعة».
أسباب عنفهن
يدرج العقيد سلطان عبدالله الخيال، مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بشرطة الشارقة، أسباب تزايد مشاكل الخادمات في عدة نقاط، أهمها:
- زيادة أعداد هذه الفئات بصورة كبيرة، وقدومهن من شتى بقاع العالم.
- تعدد جنسيات وثقافات وعادات الخادمات، وانعكاس ذلك على واقع الأسرة والأبناء.
- حاجة بعض الأسر المقيمة إلى تشغيل الخادمات، دون أن يكون بإمكانها استيفاء الشروط القانونية المتعلقة بذلك.
- مغالاة بعض مكاتب جلب العمالة في رفع تكاليف جلب الخادمات، مما أدى لظهور سوق سوداء للخادمات تتيح للهاربات منهن فرص العمل بنظام الساعات لدى بعض الأسر مقابل أجور مرتفعة، ما يشجعهن على الهرب والعمل لدى غير الكفيل.
- ظهور أشخاص يستغلون الخادمات في جرائم الاتجار بالبشر؛ من خلال إغرائهن، وتحريضهن على الهروب، وإيوائهن فيما يشبه الجريمة المنظمة.