الحارثي في قمة التسامح: نشر قيم التسامح من أولى مسؤولياتنا

محمد فهد الحارثي ودالين حسن وأنيليسا بورجيس، ود. راميش كومار فانكواني. ومحمد خيري
الحارثي خلال الجلسة
جانب من المؤتمر
الحارثي خلال التكريم
4 صور

في أول جلسة من جلسات الدورة الثانية من القمة العالمية للتسامح 2019 التي بدأت اليوم الأربعاء 13 نوفمبر في مدينة الجميرا. تناول اللقاء الحواري المفتوح أهمية الإعلام ودوره البارز في الترويج للتسامح والسلام، وضرورة تعزيز وترويج المواد إلاعلامية التي تحمل رسائل التسامح في كافة المنصات الإعلامية.

محمد فهد الحارثي، رئيس تحرير مجلات سيدتي والرجل والجميلة، أكد خلال مشاركته بالجلسة على أن الإعلام مسؤول ويضطلع بدور فاعل في توعية المجتمع، وقال: "نعتبر أنفسنا مؤثرين فيه، ولدينا شبكة كبيرة من المتابعين ونتعاون مع المؤثرين والنجوم في كافة منصاتنا وقد شجعنا الناس لأن يكونوا أكثر وعياً، عبر تعزيز محتوانا بالرسائل التوعوية والحملات المجتمعية التي نطلقها لجعل المجتمع أكثر وعياً ولتخفيف المعاناة عن الناس، لذا أطلقنا حملة لا لزواج القاصرات واستطعنا حماية كثير من الفتيات الصغيرات من أن يكن ضحايا لهذه الزيجات، وكان ما يزيد حماسنا رؤية الناس جزءاً من حملتنا إذ انضمت الينا كثير من الهيئات المجتمعية وأكثر من عشرة آلاف من الشخصيات المهمة والمثقفين والمؤثرين والمهتمين وقد استطعنا التأثير لإصدار قانون لمنع زواج القاصرات. وأضاف: "تلاقي حملات سيدتي صدى كبير على مواقع التواصل الاجتماعي وتصل لـ 40 مليون شخص حيث نستطيع أن ننقل رسالتنا بسهولة ونؤثر بالآخرين بما يخدم المجتمع.
وحول الأخبار المضللة التي تنتشر في وسائل الإعلام قال الحارثي: ثمة من يختلق الأخبار الكاذبة ويجب أن نواجه الأمر منى خلال معرفة أن لا إعلام يستطيع المواصلة من دون مواقع التواصل الاجتماعي
 

المحتوى أولاً

 

ورأى الحارثي أن المحتوى هو الملك بصرف النظر عن المنصة التي تقدمه، "لدينا محتوى مهم وقوي وأصلي ونبحث عن القصص الحقيقية، ولدينا الحماسة والقدرة على التعبير عن القصة والتفاعل مع الآخرين وننشر قصصاً عن العائلات التي تفككت بسبب الحروب وعلينا عندما يكون الإعلام في الميدان نقل القصة كما هي لنستطيع التغيير ونعترف أن الطريق مازال طويلاً وعلينا أن نعلم أننا لا نستطيع أن ننفصل عن المجتمع.
وفي رد على سؤال حول كيفية التصرف حيال القصص المضللة قال الحارثي: "هناك بعض الوكالات التي لديها برامج لمعرفة مصدر القصة وساعدتنا على معرفة الاخبار الصحيحة وكيف بدأت القصة الحقيقية وكيف تم تخريبها"، وتابع: "من الصعب السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي ولكن مع المثابرة والتوعية والتدقيق والاهتمام فأن جودة المحتوى تتحسن ونكسب مزيد من القراء لان الناس يتطلعون للاخبار الموثوقة.
ونوه الحارثي بأن المشاكل المنتشرة في المجتمعات مؤخراً سببها غياب التسامح وترسيخ ثقافة التسامح في بناء مجتمع سوي ومعتدل ومتسامح مع نفسه ومع الآخر.


مقتطفات من المشاركين في الجلسة


وكان قد شارك في الجلسة الإعلامية مع الحارثي كل من دالين حسن رئيسة مكتب يورونيوز في الإمارات وأنيليسا بورجيس، مراسلة يورونيوز في باريس، د. راميش كومار فانكواني مؤسس شبكة وسائل الإعلام الباكستانية للتسامح. ومحمد خيري، المخرج والمنتج في شركة سانت فيلمز – مصر.


عدم اساءة استخدام الدين

أكد راميش كومار فانكواني مؤسس شبكة وسائل الإعلام الباكستانية للتسامح، على ضرورة زيادة الوعي حول الدين وكيف يجب أن لا يساء استخدامه، وتابع: "في الباكستان نرى الكثير من الكراهية سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو الإعلام التقليدي والجميع يتحدث عن التسامج في الدين، ونلحظ ذلك من خلال بروز موضوع الأقليات في كل دولة، وثمة خروق للحقوق الأساسية، وقد استطاعت الامارات أن تحقق معادلة التسامح وأن تجمع بين احترام الأديان وخلق مجتمع متسامح". ونوه إلى مشكلة انتشار الأخبار الكاذبة في الباكستان وحول سبل الحد منها قال: "وللمعلمين دور في تطوير المجتمع والتعليم يبدأ منذ الطفولة فعلينا أن نتعلم الأخلاق من والدينا بالدرجة الأولى ومن ثم من معلمينا في المدارس، وأخيراً من قادتنا وبهذا لا يعود للكراهية سلطة وينمو وعي المجتمع، ونحن بحاجة لتطوير المجتمع واتخذنا الكثير من الاجراءات وناقشنا المسائل في البرلمان ومنها كيفية احتواء مواقع التواصل الاجتماعي".


حماية الناس من التضليل

أما مراسلة يورونيوز في باريس، أنيليسا بورجيس، التي عملت بحثا عن أعداد من غرق من اللاجئين في البحر المتوسط واحصاءات أخرى عنهم فقد قالت: للاعلام الاجتماعي دور هام وقد جعلنا أقرب إلى الناس كما جعلنا بذات الوقت نمنح مساحة من الحرية للآخرين الذين يقولون أنهم صحفيين ويكتبون محتوى فيه كثير من المعلومات الكاذبة ودون فلترة ومن هنا تنبع الخطورة، وأنا مقتنعة أن علينا حماية الناس من التضليل وأن نخبرهم بالقصص الحقيقية، ومن اين حصلنا على معلوماتنا وكيف استخدمناها، وهذا يستغرق زمناً.


بين السينما والتلفزيون

قال المخرج والمنتج محمد خيري، من شركة سانت فيلمز في مصر: أنتجت فيلما وثائقياً يتحدث عن المجتمع المسيحي ونجحت بتقديم عدد كبير من الأعمال التي تعكس الدراما الحقيقية واعطاء فكرة بارزة عما يحدث حولنا،خاصة منذ بدء الثورات في مصر، ونعمل على رواية القصة كما حدثت في وقتها مع خوف كثير مما قد يحدث مستقبلاً، وقدمنا قصة المسيح المصري لتكون لدينا القصة التي تعكس الدراما الممتدة عبر الزمن منذ المسيح حتى الان، وعلينا بذل جهدا أكثر في البحث والتحقق من المعلومات وان يكون لدينا مراجع موثوقة.

 

تكريم المشاركين



وفي ختام الجلسة تم تكريم محمد الحارثي رئيس تحرير مجلات سيدتي والرجل والجميلة والمحاورين الآخرين في الجلسة هم كل من دالين حسن وأنيليسا بورجيس، ود. راميش كومار فانكواني مؤسس شبكة وسائل الإعلام الباكستانية للتسامح. ومحمد خيري، وذلك على خلفية المشاركة في القمة.

هذا وكانت الدورة الثانية لقمة التسامح قد عقدت تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اليوم الإربعاء تحت شعار"التسامح في ظل الثقافات المتعددة: تحقيق المنافع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية وصولاً إلى عالم متسامح في قاعات مدينة جميرا دبي، بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من دولة الإمارات وخارجها، واستقطبت القمة هذا العام حوالى 3000 مشارك من القادة العالميين والخبراء الدوليين ومسؤولين حكوميين ومتخصصين من أكثر من 100 دولة حول العالم، لبحث سبل نشر قيم التسامح عالمياً ودعم الحوار البناء بين مختلف الحضارات والثقافات والأديان، والتأكيد على احترام المبادئ الأساسية للعدالة وحقوق الإنسان، وكيفية تدريب وتمكين الشباب من ممارسة وتبني نهج التسامح.

كما يقدمون نماذج من تجارب الدول في التسامح، ودور وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في بث الرسائل الاجتماعية بما يكفل احترام التعددية الثقافية والدينية، والالتزام المشترك بقيم الحوار واحترام الآخر و وإذكاء الوعي بالحاجة الملحة إليهما، ودور المناهج في تعزيز قيم التسامح والسلام،