36 ضحية حصيلة انفجار بركان في نيوزيلندا

التوجه إلى إنقاذ الضحايا
لحظة انفجار البركان وتصاعد دخانه
بسبب الدخان لم تستطع الطائرة التحليق لإنقاذ المصابين
صورة التقطت من داخل مركب الإنقاذ
4 صور

تعد الزلازل والبراكين من أكثر الكوارث الطبيعية التي تحصد الأرواح، وتدمر الأرض، ومؤخرًا تسبب بركان جزيرة وايت أيلاند بقتل خمسة أشخاص وإصابة 31 آخرين.

وقد كشفت صورة مرعبة عن وجود حوالى 12 شخصًا داخل فوهة البركان قبل ثورانه بدقائق، كما أظهرت عدة فيديوهات لحظات الرعب التي عاشها حوالى مئة سائح كانوا على الجزيرة أو في محيطها في تلك اللحظة.

وبحسب وسائل إعلام أسترالية ففي الساعة الثانية بعد ظهر الاثنين بالتوقيت المحلي ثار بركان جزيرة وايت أيلاند في صورة عدة انفجارات متوالية، مرسلة عمودًا من الرماد البركاني الكثيف، ووصل ارتفاعه إلى مسافة 12 ألف قدم.

بدورها أوضحت صحيفة "نيوزيلند هيرالد" أنّ خمسة سياح لقوا مصرعهم، فيما أصيب 31 آخرون، وتعرض البعض لحروق شديدة، ومازال ثمانية أشخاص في عداد المفقودين.

وبحسب وكالة "رويترز" فإن شرطة نيوزيلندا قالت في ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء: إنها لا تتوقع العثور على أي ناجين بخلاف من أنقذتهم أو غادروا جزيرة وايت، ويخشى من أنّ 50 شخصًا من نيوزيلندا ودول أخرى كانوا على مقربة من البركان وقت ثورانه، وشوهد عدد منهم قرب حافة فوهة البركان قبل ثورانه بدقائق.

وأضافت في بيان لها بعد أن نفذت طائرات هليكوبتر وطائرات أخرى عدة طلعات استطلاعية فوق الجزيرة بعد ثوران البركان بعد ظهر يوم الاثنين:" لم يتم رصد أي أثر للحياة في أي مكان".

ولم يكن بإمكان الشرطة الوصول إلى وايت أيلاند لخطورة ذلك.

ونقلت شركات سياحية بعض الناس من الجزيرة قبل الإعلان عن أنها لم تعد آمنة. وكانت الشرطة قد ذكرت أنها أنقذت 23 شخصًا يوم الاثنين؛ مضيفة أنّ آخرين ظلوا على الجزيرة بعد ذلك.

وقال بيان:" الشرطة تعتقد أنّ كل من كان يمكن انتشاله حيًّا قد أُنقذ بالفعل وقت البركان". وأضاف البيان:" الشرطة تعمل بشكل عاجل لتأكيد عدد من لقوا حتفهم".
كما أوضحت وكالة "رويترز" أنّ سائحًا أمريكيًّا يُدعى "مايكل شايد"، وهو مدير هندسي من سان فرانسيسكو قد نشر مجموعة من التغريدات ولقطات الفيديو تُظهر وجوده عند فوهة بركان وايت أيلاند قبل دقائق من ثوران البركان يوم الاثنين.

وفي أحد مقاطع الفيديو التي نشرها "شايد" على "تويتر" وهو يغادر سريعًا في قارب للابتعاد عن الجزيرة، يظهر عمود ضخم من الرماد الأبيض وهو يتصاعد في السماء؛ فيما احتشدت مجموعة من السائحين المذعورين عند الشاطئ في انتظار المغادرة، وعلى المركب صوت يصرخ على السائحين "اسرعوا إلى الداخل"؛ بينما يواصل الرماد البركاني زحفه نحو البحر.

وقال "شايد" في تغريدة:" يصعب تصديق هذا، كانت مجموعتنا السياحية تقف على حافة الفوهة الرئيسية قبل (الثوران) بما يقل عن 30 دقيقة".

وتُظهر كاميرا متصلة بالإنترنت وُضعت عند بركان وايت أيلاند في نيوزيلندا أنّ مجموعة واحدة على الأقل من السياح كانت داخل فوهة البركان قبل دقائق من ثورانه وتغطيته للمنطقة بسحابة ضخمة من الرماد.

يذكر أنّ الكاميرا المثبتة على حافة الفوهة والتي تشغلها وكالة "جيونت" لرصد المخاطر الجيولوجية في البلاد أظهرت مجموعة من الأشخاص يسيرون قرب الحافة داخل الفوهة التي كان يصدر عنها بشكل مستمر دخان أبيض بكثافة منخفضة خلال الساعة التي سبقت ثوران البركان الساعة 2:11 بعد الظهر.

وتلتقط تلك الكاميرا هي وثلاث كاميرات أخرى مثبتة في نقاط حيوية مختلفة صورًا للبركان وترسلها عبر الإنترنت كل عشر دقائق.

وفي الثانية بعد الظهر، تلتقط الكاميرا المثبتة على حافة الفوهة صورة لمجموعة من الناس على الحافة، ويبدو حجمهم بالغ الصغر مقارنة بالبركان الهائل.

وفي الثانية وعشر دقائق أي قبل دقيقة واحدة من ثوران البركان ابتعدت المجموعة عن الحافة وسلكت مسارًا معتادًا عبر الفوهة.

ولم يتضح إن كانت المجموعة التي بدا أنها مكونة من حوالي 12 شخصًا قد غادرت المكان، لأنها تَلَقّت تحذيرًا بوجوب الفرار، أم أنها ببساطة كانت تكمل جولتها دون إدراك للخطر المحدق.

تجدر الإشارة إلى أنّ جزيرة وايت أيلاند تبعد نحو 50 كيلومترًا عن الساحل الشرقي لنورث أيلاند، وأمكن رؤية أعمدة ضخمة من الرماد من على البر الرئيسي. وقال علماء براكين: إنّ عمود الرماد ارتفع مسافة 12 ألف قدم في الهواء.

وكانت رئيسة وزراء نيوزيلندا "جاسيندا أرديرن" قد قالت في مؤتمر صحفي بعد وصولها إلى واكاتان: "أعلم أنّ هناك قدرًا كبيرًا من المخاوف والقلق على مَن كان أقاربهم على الجزيرة أو في المنطقة المحيطة بها في ذلك الوقت. يمكنني التأكيد لهم أن الشرطة تفعل كل ما بوسعها".