ياسمين باقر رياضية اليوغا الهوائية: كبرنا ونحن نشاهد دبي تنمو وتتطور

ياسمين باقر رياضية اليوغا الهوائية
ياسمين باقر رياضية اليوغا الهوائية

شابة إماراتية تفعل ما تحبه، ونشأت عليه، من عشق للرياضة والمغامرة منذ الصغر، عاشت طفولة، وكانت محظوظة، كما تقول بوالدين أتاحا لها فرصة اختبار تجارب وأنشطة متعددة ولقاء أناس مختلفين، وهذا ما صقل شخصيتها، ووضعها في طريق التعلم والتطور إلى اليوم، كانت طفلة محبة للحركة، وجربت كل شي من التنس إلى الباليه إلى ركوب الخيل الذي كان أول شغف لها، إضافة إلى دروس البيانو والجمباز التي أحبّتها جداً. طفلة كبرت وهي تسافر مع والديها في الهواء الطلق، وحولها الكثير من الناس، وهو أمر جميل عزز الثقة والاستقلالية لديها هي وإخوتها الأربعة، التي كانت أكبرهم، لعبوا معاً وارتادوا المدرسة نفسها، هي ياسمين باقر، لاعبة الحركات الهوائية Aerial Silk، التي بدت ممتنة لطفولة شكلت ما هي عليه اليوم، التقيناها في حوار خاص، في صالة رياضية تمارس فيها حركاتها الإبداعية، لتبوح لنا بالكثير عن التفوق في رياضاتها، التي وصلت إليها في اليوم الوطني الإماراتي الـ 52.

 

حوار | لينا الحوراني Lina Alhorani
المدير الإبداعي | كوا حسنبور Kawa Hassanpour
من استديو فاكتوري للفن Art Factory Studio
تصوير | ديزي دياز Dizy Diaz
خبيرة الشعر والمكياج | لينا دالباك Lina Dahlbäck


ياسمين باقر

بدلة من تويلف ستوريز 12 Storeez


في الفترة الثانوية تحولت ياسمين إلى فتاة خجولة، أحبّت الدراسة، ولكنها كرهت التواجد في المدرسة؛ ما أثر في أدائها الدراسي، لكن علّمتها هذه الفترة التعاطف مع الآخرين. تستدرك قائلة: «من ناحية الشخصية أنا أشبه والدي كثيراً، دائماً مستعدة ومندفعة، أجد من الصعب البقاء في مكان واحد، أجرب أشياء مختلفة وأحب السفر، وعادة أمازحه كونه يقضي وقتاً أطول في الطائرة منه على الأرض؛ لأنه كثير السفر، لعمله وأنشطته ومغامراته، حتى إننا نحب بعض الأنشطة المشتركة كالمشي والغوص، إلا أن استقلاليتي ومبادئي مستلهمة من والدتي التي كبرت وترعرعت بشكل محب للثقافة، وخاضت الكثير من التجارب بالنسبة إلى جيلها؛ حيث درست في الجامعات الأجنبية، فقد علمتنا أن نستقل، وألا نقلق من رأي الآخرين».
يمكنك متابعة اللقاء على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط ياسمين باقر رياضية اليوغا الهوائية

لطالما كنت مرتاحة في الماء وبقربي من البحر في طفولتي


ركوب الخيل، واليوغا الهوائية Aerial silks، والغوص، إلى جانب الكيك بوكسنغ، والرقص، والبيلاتيس، والركض، وركوب الدراجات الهوائية؛ كلها رياضات شكلت جزءاً من حياة ياسمين. نفس تواقة للحرية دائماً، اختارت شغفها لتكون، وفي الحركات الهوائية Aerial silk، راقبناها وهي تتشقلب وتتسلق وتلتفت، ثم نزلت من شريطها الحريري، وقالت: «رأيت مؤدي العروض الهوائية Aerial silk في سيرك دو سوليه عندما كنت أصغر عمراً، فانجذبت إلى هذه الرياضة، في وقت كنت فيه أركب الخيل وملتزمة بالجمباز، وفي الجامعة أردت القيام بمشروع حول حرية الحركة في الألعاب الهوائية، وقد كانت زوجة المحاضر بالمصادفة مدربة في هذه الرياضة، وأخذت أول حصة معها واستمررت مدة 15 سنة بعدها حتى الآن، في رياضة تتطلب الصبر والتكرار حتى الشعور بالثقة والأمان والتوازن والمرونة وبناء القوة للتمكن من التطبيق، وكان هذا أكبر تحد لي، إلى أن بلغت الشعور بالإنجاز، وعندما بلغت 17 سنة، كنت أعمل في أكواريوم، ورغبت في التمكن من الغوص فيه؛ ما حفزني للمضي في الأمر ونيل شهادة رسمية. قبل ذلك كنت أحب الماء كثيراً، وقضيت الكثير من الوقت على الشاطئ وفي السباحة، كما أن والدي وجدي من محبي صيد السمك، وكنا نخرج في رحلات صيد بالقارب، لطالما كنت مرتاحة في الماء وبقربي من البحر في طفولتي».
اكتسبت ياسمين من تجربة الغوص الحر، الهدوء والتركيز وعيش الحاضر، مستمتعة بالتواجد مع نفسها، وهو أمر لم تختبره في أي رياضة أخرى، كما تقول، وتتابع: «في الماء عند الغوص، أشعر بالسكينة.. هي رياضة تشبه التأمل نوعاً ما، أعيش فيها اللحظة، من دون أن تسيطر عليّ الأفكار، كما أن هذه الرياضة أتاحت لي فرصة التعرف إلى أناس مميزين».
تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع دانة الفـهـيم سيدة الأعمال الإماراتية


الفضول يقلص الفجوة

قميص بياقة عالية من ماريلا Marella
سترة بلا أكمام: قاسمي Qasimi


توصلت ياسمين إلى هدف لكل رياضة، نظرت إليه من بعيد، فاليوغا والغوص يمدانها بالراحة والسكينة، والجري وركوب الدراجات الهوائية يحفزانها للتحدي والمرونة النفسية، أما رياضة Aerial silks كما تقول، «تحدد لي من أنا، هي رياضة غير تقليدية، ومدعاة لفخر كل إماراتية، لكنها غريبة على المجتمع الإماراتي، وأنا أتلقى الكثير من الأسئلة حولها، التي تؤدي في النهاية إلى حوارات مميزة لإلهام الناس للتفكير بشكل مختلف، حتى أن فضول الطرف الآخر يقلص الفجوة بيني وبينه».
النشاط الرياضي الذي تتمتع فيه ياسمين يقودها إلى حب الشعر والقراءة والرسم من دون أن تتقيد بنمط معين، تعلّق: «أنا لست رياضية محترفة، كل ما في الأمر أنني أتمتع بها وبالتجربة جسدياً ونفسياً، فالرياضات وسيلة لإيجاد نفسي، حتى الناس أراهم من خلال رياضاتي بأنماط مختلفة، ولا أحاول ضمهم جميعاً في خانة واحدة».
مع التقدم والتطور والتعلم، تؤمن ياسمين أن بعض الأمور لا تأتي بتلقائية، ويجب التركيز خلالها على التكنيك وموضوع السلامة، وفي الوقت نفسه لا بد من الصبر للتعامل مع هذه المخاطر، وتجنبها، وإيجاد التوازن للتقدم بأمان، وهذا الحل الأمثل، تستدرك: «لست إنسانة محبة للمنافسة بطبيعتي، لذا فالألقاب والإنجازات أقل أهمية بالنسبة إلي من مجرد التجربة، لنأخذ الغوص الحر مثلاً، فأنا افتخر بكوني من أوائل النساء فيه، وآمل بمشاركاتي في المسابقات أن أعزز تواجد النساء فيه، وأحثهن على التجربة، ودخول هذه الرياضة، التي ما زالت محتكرة من الرجال».

"آمل أن أعزز وجود النساء في الرياضة وأحثهن على التجربة"


شهدنا كسرالمرأة الإماراتية للقوالب النمطية في مجالات كثيرة 

قميص من إليزابيتا فرانكي Elisabetta Franchi
تنورة من نون باي نور Noon By Noor


تذكر ياسمين في صغرها قلة المرافق والأندية الرياضية، في مجتمع لا يزال في طور النمو في مجالات متعددة، منها الفنون والرياضة والعلوم وغيرها، كانت دبي، كما تصفها أشبه بطفل كبرنا معه، تعلق: «لم تكن هناك مرافق مخصصة للرياضات الهوائية مثلاً، ولم نكن نسمع الكثير عن مجتمع الغوص، كان العثور على مكان مناسب لتجربة شيء جديد أمراً صعباً جداً، ولكن مع الوقت برز دعم القيادات العليا جلياً، ونشأت مبادرات مثل تحدي دبي للياقة البدنية لتشجيع الناس على الحركة، وبشكل مشابه ظهرت مهرجانات الفنون. لقد رأيت التطور والتقدم وكبرت مع البلد. فمثلاً قبل سنوات عدة كانت الزومبا جديدة، لكن اليوم برز الكروس فيت، وتعرف الناس إلى البادل، وأصبحوا خلاقين في مجال الحركة الفردية أو اللعب ضمن فرق، خاصة النساء اللواتي دخلن مجالات وينافسن بها الآن، ومع حلول اليوم الوطني الإماراتي الـ 52، لا أصدق كل ما أنجزناه بصفتنا أمة منذ نشأة البلاد، ولا أتخيل كيف اختبر أجدادي كل ذلك، فأنا لم أشهد إلا آخر 32 عاماً، والفرق خيالي من ناحية عدد الشعب وعدد المقيمين والبنية التحتية والإنجازات، أشعر بفخر وسعادة لتلقي المرأة الإماراتية الدعم في مجالات مختلفة، وشهدنا كسرها للقوالب النمطية في مجالات كثيرة؛ ما أسفر بدوره عن مجتمع نسائي يحتفي بإنجازاته وتقدمه، وأنا ممتنة جداً لذلك».
بدت ياسمين معجبة بالأسطورة ناتالي أمالتشانوفا، في مجال الغوص الحر، التي توفيت للأسف خلال حادثة غوص قبل سنوات عديدة، تعلّق: «عندما أشاهد فيديوهاتها وأقرأ عنها أشعر بالإلهام، فقد كانت متواضعة، وكرست وقتها لتعليم الآخرين، ولم تهمها المنافسة، بل إن إنجازاتها كانت في فترة متأخرة من حياتها، والآخر هو الفرنسي غويامي نيري، وكان من ضمن أفضل 3 غواصين على مستوى العالم، ولكن بعد تجربة سيئة في المنافسة تخلى عن ذلك بشكل تام، ومارس الرياضة بهدف التمتع، ولتجنب الخطورة على حياته وصحته».
نفترح عليك متابعة هذا الحوار مع شفيى الخييلي سيدة الأعمال الإماراتية


يوميات أنثى

 

فستان من نون باي نور Noon By Noor
سترة من فندي Fendi


برأيك ما أفضل الطرق لكي يحافظ الناس على الرشاقة البدنية، في وقت أصبحت فيه أغلب الأعمال مكتبية؟


لست رياضية محترفة، فأنا أحب عملي على مكتب غالبية نهاري، ولكنه يتطلب الجلوس كثيراً، وليس من السهل التغلب على ذلك، إلا مع تحديد وقت مناسب للتمرن، خصوصاً في الصباح، قبل الشعور بالتعب خلال اليوم، هكذا يحافظ الناس على رشاقتهم، والأمر الآخر هو العثور على رياضة تحبونها كدافع تحفيزي، وإيجاد طرق بسيطة لدمج الحركة في يومكم حين تتعذر أحياناً ممارسة الرياضة، اضبطوا منبهكم للقيام بحركة كل ساعة، ولو كانت لخمس دقائق، وبهذا تقضون ساعة نهارية في الحركة.


كيف تدبرين أمور منزلك؟ وهل تجدين وقتاً لإعداد الأطباق؟


أنا منظمة جداً، ولدي جدول لنفسي ولزوجي، ألتزم فيه، لكنني أحظى بمساعدة في المنزل، وأسكن قريباً من عائلتي؛ ما ساعدني جداً على تنظيم حياتي، لا أطبخ، أحاول لكن الأمر فشل وأنا صدقاً لا أستمتع به، فألغيت تلك المسؤولية من نشاطاتي.


هل تحبين طبقاً وتتجنبيه خوفاً من زيادة الوزن؟ ما هو؟


أحاول ألا أتجنب أي أكل معين، ولا أفكر كثيراً بفقد أو كسب الوزن، لذلك أدعو النساء ألا يفكرن كثيراً بفقدان الوزن، الذي أثبت ضرره على الناحية النفسية. لست من محبي الأكل ولا أزور المطاعم بشكل كبير، كل ما في الأمر أنني أهتم بالصحة العامة وأركز على ممارسة الرياضة لتحقيق أهدافي.


كيف تعتنين بالحيوانات الأليفة في حياتك من خيول وكلاب؟ وما الوقت الذي تخصصينه لها من وقتك؟


أحببت هذا السؤال؛ لأنني كبرت وحولي الكثير من الحيوانات في طفولتي، كان لوالدي كلب وكان أول صديق لي، لدي الآن كلبان ولدى أهلي قطط وكلاب وعصافير، أرى أنها مصدر للطاقة الإيجابية في المنزل، وهي كائنات تحثنا لنكون بشراً أفضل، وتمدنا بالسلام، فأنا أقضي وقتي معها من دون الحاجة إلى الكلام، إلا أن مسؤوليتها كبيرة، جربتها حين امتلكت كلاباً في منزلي.


هل تتابعين البرامج التلفزيونية، وماذا تفضلين؟


أحب متابعتها، وأستمتع بها على الرغم من أنني لا أملك الكثير من الوقت أحياناً، أحاول ألا أتابع برامج أراها مسببة للإدمان، مثل صراع العروش وPrison Break، أحب متابعة البرامج أو المسلسلات الوثائقية. أنهيت أخيراً مسلسل The Crown وكان رائعاً، كما أحب البرامج التي تمزج بين الجدية والخفة، مثل The Good Doctor الطبي، كما استمتعت بمتابعة This is us.


ما الذي يجذبك للسفر؟


أنا أفضل الرحلات القصيرة بين 5 و10 أيام، وأحب التحضير للذهاب إلى مكان جديد وملاقاة أناس ذوي خلفية مغايرة، واستكشاف الطبيعة والأماكن، كما أن سفر العمل وفر لي فرصة رؤية مشاريع رائعة، والاطلاع على آفاق واسعة، لكنني أبقى دائماً متشوقة للعودة إلى عملي ومنزلي وحيواناتي الأليفة.


جمالك


ما المنتجات الطبيعية التي تستخدمينها للحفاظ على جمالك؟


أحب كل ما هو طبيعي، وقد استعنت بفلتر للماء للاستحمام لبشرة وشعر صحي أكثر، وأتوق لرؤية النتيجة. ويومياً استخدم رذاذ ماء الورد لوجهي وأحبه كثيراً، واستخدم زيت فيتامين E وكريم بفيتامين C وواقياً من الشمس، خاصة للأنشطة الخارجية، وأتناول مكملات غذائية عدة للشعر والبشرة والأظافر.


ما الموضة التي تميلين إليها، وما طريقتك في اختيار ستايل ملابسك للتعبير عن شخصيتك؟


ذوقي في الملابس يميل إلى الراحة والعملية، وكل ما تسهل الحركة فيه، وكثيراً ما تكون ملابس الرياضة هي الخيار الأخير، ولكن في المناسبات أو لعشاء لطيف أحب أن أتأنق.
ما برأيك بمتابعة اللقاء مع نورة المريخي رئيسة مجلس إدارة جمعية «همّة»