الحرف اليدوية.. جهود لصون الإرث والعين على المستقبل

الحرف اليدوية.. جهود لصون الإرث والعين على المستقبل
الحرف اليدوية.. جهود لصون الإرث والعين على المستقبل

تُمثّل الحرف اليدوية تاريخ الشعوب وجغرافيتها وهوياتها. هي الماضي والحاضر، وربما المستقبل، مع الجهود الحكومية والدولية في مناطق عدة للحفظ والتطوير، وذلك في عالم تتآكله العولمة والتكنولوجيا. يتشعب الحديث عن الحرف التي تندرج تحت مسمى التراث الثقافي غير المادي حسب اليونسكو، فقد عقدت المنظمة الدولية اتفاقية عام 2003 من أجل الاعتراف بهذا التراث على الصعيد العالمي وأهميته وصونه. في ملف «سيدتي» الأسبوعي، إضاءة على واقع الحرف في كل من السعودية والمغرب ولبنان، والجهود المتعلقة والتحديات.

أشرفت على التحقيق وشاركت فيه | نسرين حمود Nisrine Hammoud
بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine وماغي شمّا Maguy Chamma
تصوير | محمد رحمة Mohamad Rahme
الرباط | سميرة مغداد Samira Maghdad
الرياض | زكية البلوشي Zakiah Albalushi

 

(المصدر: حساب هيئة التراث في تويتر)


في منازل بعض الناس قطع يدوية الصنع لا يتخلصون منها، مهما مر الزمن عليها؛ قطع تعني الكثير لمقتنيها؛ لأنها تُمثّل الماضي، هذا الخزان الذي لا تنضب قصصه. في هذه القطع، صغيرة كانت أو كبيرة، آثار لجهود عمال يطمحون إلى مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم ووقائع تاريخية ومميزات... هي إبداعات أيد لم يجف عرقها، ومقومات لصمود بعض الناس في الأرياف أو الأحياء في المدن.
من جهة أخرى، الحرف هي من رموز الأوطان، من ينس صورة اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، في بطولة كأس العالم 2022، متوشحاً بالبشت، فيما كاميرات «الميديا» العالمية مُسلّطة عليه؟ البشت، رداء ضاربة جذوره في تاريخ دول الخليج العربي، وكان يحيكه حرفيون في منطقة الأحساء (شرقي السعودية)، ثم ما لبث أن انتشر هؤلاء في المناطق المجاورة والشام والعراق.


دعوة إلى مواكبة الحرف التطورات

محمد أيوب


للحرف دور مهم في تمثيل ثقافة وتقاليد أي بلد أو منطقة، فهي نموذج للمهارات الفردية والإبداع، علماً أن «هناك نوعين من الحرف: التقليدية ذات القيمة التراثية، ومنها: الحياكة والنحاسيات ونفخ الزجاج والتطريز، إضافة إلى الحرف المهنية كالنجارة وغيرها»، بحسب شرح محمد أيوب، رئيس جمعية «نحن» في لبنان، لـ «سيدتي».
يُعلي رئيس «نحن» والناشط المدني من قيمة الحرف الثقافية غير المادية ومسؤوليتها في عكس هوية الشعوب وتراثها، وكيف كان أجدادنا يستخدمون كل المواد في الأراضي ويحولونها إلى منتجات إبداعية للاستخدام في حياتنا اليومية. بالتالي، تروي الحرف الكثير عن حياتنا، بحسب تعابير أيوب، الذي يُشير إلى أن هناك الكثير من العائلات التي حصّلت هوياتها من الحرف التي كانت تشتغل بها، كما أن الأمثال الشعبية المتداولة يوميّاً مرتبطة بالحرف اليدوية. ويدعو الحكومات التي لم تعترف بالحرف بشكل عام إلى فعل ذلك، لغرض التأكيد على وجود الحرفي، وضمان حقوقه؛ لينعم بحماية اقتصادية وثقافية واجتماعية، وليتمكن من التصدير إلى الخارج، ويحمي نفسه من البضائع المنافسة.
كما يدعو إلى أن يندرج تعليم الحرف ضمن البرامج المدرسية؛ الأمر الذي يساهم في نقل هذه الثقافة إلى الجيل الجديد، وكذلك أن تُنظّم دورات لنقل الحرف إلى جيل الشباب ودعمها، من خلال التوثيق والأرشيف والتسويق، وإنشاء مساحات تجمع الحرفيين بالمصممين، فضلاً عن دعم الحرفيين بالمعدات حتّى ينتجوا في ظروف أفضل.
ويُثير أيوب نقطة مهمة في إطار الحرف وحمايتها، تتمثّل في أن الأخيرة لا يجب أن تقتصر على جذب السائحين لاقتنائها خلال رحلاتهم، بل أن تتطور لتستخدم في حياة السكان اليومية، لافتاً إلى أن الاقتصاد الوطني لبعض الدول يقوم على الحرف، التي تتوافر مصنوعات منها في كل منزل، مع النجاح في تطويرها لتصبح مستخدمة يوميّاً، وليس مجرّد تذكارات من أجدادنا.


حرف نسائية ورجالية في السعودية


ترى بدرية محسن المطيري (أم راكان)، باحثة في مجال التراث وحرفية ومدربة معتمدة، أن الحرف في السعودية كثيرة، البعض منها يخصّ أهل البادية، مثل: السدو، وحلب الغنم، وخض اللبن لاستخلاص الزبدة، وعمل السمن، والطحن على الرحى، وخرز جلود الغنم، وصنع القِربات منها.
تقول الباحثة لـ «سيدتي»: «لكل منطقة من المناطق السعودية حرف يدوية معينة؛ ففي الجنوب، هناك الفضة وتطريز الملابس الجنوبية والقط العسيري والسعف وعمل أطواق من الفل ونقش الحناء. وفي الشرقية، تبرز حرف النحت على الخشب وصناعة السفن وتطريز البشوت وعمل شباك الصيد. وفي المنطقة الغربية، يتصدّر الفخار، والسبح، والإكسسوارات، والكروشيه. وفي الشمالية، حرف السدو وصناعة المباخر وعمل بيوت الشعر والسجاد اليدوي وصنع الصابون من زيت الزيتون. وفي الوسطى، نشاط الحرفيين يتركّز على التطريز والخياطة والبخور والعطور والطحن على الرحى والسدو والحناء».
وتضيف أن «هناك حرفاً نسائية وأخرى رجالية، فمن النسائية تبرز السدو والتطريز والطحن على الرحى والخياطة وخرز الجلود وعمل السعف. ومن الرجالية، هناك رب الدلال؛ أي تلميعها وتنظيفها وصيانتها، ورعي الغنم، وخياطة البشوت، وعمل بيوت الطين والفخار».
يمكنك الاطلاع على رأي شابات اليوم: هذه الحرف التقليدية التي نهواها

 

صون الحرف اليدوية

لصون الحرف اليدوية، يُفيد العمل على خطوط عدة، حسب رئيس جمعية «نحن»:

  • الاعتراف بالحرف بالقانون وحمايتها.
  • تطوير الحرف من خلال ربطها بجيل الشباب وبالفنانين (المصممين خصوصاً) وبالتكنولوجيا، لكن بطريقة لا تفقد القيمة الحرفية، بل لتصبح عملية.

أصالة وتاريخ عريق

سلطان صالح المرشود

سلطان المرشود: الحرف اليدوية تقوم بدور جيد في تنمية الاقتصاد

من جانب سلطان صالح المرشود، مدرب فن النحت على الخشب في «هيئة التراث» الحكومية السعودية، فإن الاهتمام الكبير بالحرف مدعاة للثناء؛ تمسّك الحرفيون بما يقومون به، على الرغم من التطور الحضاري المتسارع في كل النواحي. يقول المرشود إن «الحرف اليدوية لا تزال مطلوبة بقوة لما تُمثّله من أصالة وتاريخ عريق»، مُضيفاً أن «الحرفيين يُحافظون على مهنهم اليدوية التي توارثوها من آبائهم وأجدادهم، إضافة إلى أن الحرف تشكِّل لهم مصدر رزق أيضاً؛ أي لا يتعاملون معها بوصفها هوايات».
في مقدمة الحرف التي تنتشر في السعودية: النحت والخوص والسدو والخرازة والأحذية التقليدية والسبح والفخاريات، إضافةً إلى الحياكة والنجارة والخياطة وصناعة التنك والنحاس وشباك الصيد والمنسوجات والحلي وصناعة السفن والمباخر والدلال والجنبية والسيوف بأشكالٍ مختلفة، فضلاً عن فن القط العسيري. ويلفت الرشود إلى دور الحرف اليدوية في تنمية الاقتصاد، وإلى التجدّد في كل عصرٍ، مثل حرفة النحت؛ إذ تتصل بالإنسان منذ الأزل، مُشيداً بالاهتمام الذي تلقاه الحرف اليدوية من وزارة الثقافة، وخصوصاً «هيئة التراث»، مع الحرص على تنمية المواهب، وتأهيل الشباب، ونشر الحرف، وتعزيز الابتكار والإبداع فيها وتطويرها.

 

الحرف.. وجهة نظر مغربية

إلهام بن عمي
   إلهام بن عمي

إلهام بن عمي، مُصمّمة أزياء شابة تترأس جمعية «إبداع» للتنمية الاجتماعية وإحياء التراث اللامادي، لا سيّما النسيج والخزف وتصميم الأزياء، في أحد أحياء مدينة سلا (مجاورة للعاصمة المغربية الرباط).عاشت المصممة وسط عائلة من الحرفيين تمتهن حياكة الزرابي (السجاد) وصناعة الخزف، وهي من عشاق الحرف المغربية الأصيلة التي تجود بتاريخ عريق مليء بالإبداع، الذي يظهر في العمارة والبناء المغربي، من خلال الزليج والخزف والزرابي والبلاغي (الأحذية) واللباس التقليدي من جلاليب وقفاطين تحتفي بالصنعة التقليدية.
عن واقع الحرف في المغرب راهناً، تقول لـ «سيدتي»: إن «بلدها يتميّز بتنوع كبير، لناحية الصناعات التي تشتهر بها مدن عدة، مثل: فاس وآسفي ومراكش، ففاس معروفة بالزليج المُستخدم في البناء والخزف الأزرق العائد إلى الأواني وأدوات الديكور. كما لا يُعلى على خزف آسفي المعروف بألوانه الزاهية وجودته.. حتى تكاد كل مدينة مغربية تتميز بحرفها اليدوية التي تشمل كل تفاصيل العيش، فقد كانت بالمدن القديمة أحياء بكاملها مُتخصّصة في حرف محددة، مثل: حي الصفارين والحدادين والنجارين والدباغين».
وتزيد أن «فاس» تُقاوم «زحف» العصرنة إلى قلب المدينة العتيقة من خلال الحرف التقليدية، مثل: نسج بعض الأقمشة (البروكار خصوصاً) وصناعة الأمشاط التقليدية وسروج الخيول والنقش على الخشب وصياغة الذهب»، لافتةً إلى أن «الصناعات اليدوية عرفت أخيراً اهتماماً خاصّاً من الدولة، في مواكبة الصناع التقليديين وإعادة إدماجهم بالاقتصاد».
وترى المُصممة أن الحرف جزء لا يتجزأ من البيوت المغربيّة، التي لا يكاد يخلو الواحد منها، من الزرابي المغربية التي يتم الاشتغال عليها بتقنيات عريقة (العقدة، مثلاً، والجراي)، مع الإشارة إلى تنوع الزرابي تبعاً للمنطقة التي تحيكها، فهناك الفاسية والمراكشية والخمسيسية والزمورية، علاوة على الملابس التقليدية، كالجلابة وشربيل الصم (نوع من الأحذية التقليدية التي ألهمت مصممين عالميين) الذي تقتنيه المغربيات بعناية، وكذا الأثواب المصنوعة محليّاً، مثل: البروكار الفاسي، والمطرزة يدويّا بأنواع مختلفة تتبع مناطق عدة، فهناك التطريز الفاسي والمكناسي والرباطي والزموري. كما أن للمجوهرات والحلي المغربية صيت أيضاً، فقد تزينت بها المغربيات عبر التاريخ، وهي مصنوعة من الذهب الخالص أو الفضة، مع رواج لها في عدد من مدن الجنوب المغربي (كلميم ومراكش وتزنيت وأكادير والصويرة).
تتحدّث المصممة والناشطة في حماية الحرف عن إقبال الأجانب على اقتناء أدوات الزينة والديكور من الصناعات المغربيّة. وينسحب الأمر على دول الخليج؛ حيث يُستلهم في بناء القصور والفنادق الفخمة من فن العمارة المغربية، وحتى في الديكور الداخلي. وتوضّح أن «الحرف التقليدية جزء لا يتجزأ من التاريخ والهوية المغربيين، وهذه الأخيرة انفتحت على حضارات وثقافات مختلفة أندلسية وأمازيغية ويهودية، من دون الإغفال عن أواني الفخار الطبيعية التي تحمل حكايات حضارات غابرة من عهد الفينيقيين والرومان، علماً أن نقوش الأواني المذكورة وتصاميمها مُتغيرة من الشمال إلى الجنوب، لكن تلتقي في وظيفتها اليومية في إطار تسهيل حياة الإنسان، وتدبير تفاصيلها بين البيت والعمل ومجالات مختلفة».
إقرئي المزيد عن الحرفيون يتألقون في الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية بمشاركة عربية وعالمية..

 

اهتمام سعودي

تُسلّط بدرية محسن المطيري، الباحثة في مجال التراث، الضوء على اهتمام المملكة العربية السعودية بالحرف اليدوية والحرفيين، وتقديم عديد من المبادرات لتطوير هذه المهن، عبر إطلاق المعارض، وتعريف الناس بالموروث، وتنظيم برامج تدريبية لدعم الحرف وتدريب الجيل الناشئ عليها، لافتة إلى دور الحرف في تنمية الاقتصاد، وتوفير مداخيل إضافية للعمال والعاملات.

حكاية آخر مصنع للزجاج في لبنان

نسرين خليفة

نسرين خليفة: من جيل إلى جيل توارثنا حرفة صناعة الزجاج التقليدية

على غرار حرف لبنانية أخرى، تتجه صناعة الزجاج المتوارثة من عهد الفينيقيين إلى الانقراض، نتيجة عوامل كثيرة، أهمّها غياب الدعم الحكومي، وتراجع اهتمام الجمعيات بها.
عن آخر مصنع للزجاج في لبنان (معمل الزجاج اليدوي خليفة إخوان الكائن في الصرفند بجنوبي لبنان) والإرث الحِرفي العائلي، تتحدث نسرين خليفة، عن عمل الآباء والأعمام وأولادهم يداً بيد ليبقى المصنع على قيد الحياة، على الرغم من صعوبة الأمر والظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة في لبنان.
تقول خليفة إن «حرفة صنع الزجاج في الوطن العربي ولبنان تراجعت كثيراً، علماً أن تشغيل الفرن لصنع الزجاج مكلف ولا يتم سوى عند توافر طلبيات كبيرة في حالة عائلة خليفة».
وعن طبيعة العمل، تُشير إلى أن «ساعات طويلة يمضيها الحرفيون بجوار الفرن المصنوع من الحجر القرميدي لتصل حرارته إلى 1400 درجة مئوية، حتّى يصبح الزجاج ليّناً ومطواعاً».
وتعتب خليفة على الدولة التي لم تلحظ الحِرف اليدوية على خريطتها السياحية؛ تقول: «نحن آخر الحرفيين وأقدمهم، ومع ذلك لم يُقدّم لنا أي دعم». وتضيف أن «العائلة تعمل على إعادة التدوير منذ أكثر من 100 عام، فأجدادنا كانوا يفعلون ذلك، ثمّ اتبعنا بدورنا هذا التقليد، كما لا نزال نتّبع الطرق التقليدية نفسها في صناعة الزجاج الذي يُقدّر البعض المصنوعات المتعلقة ويعدونها تذكارات من التراث يفاخرون بها، بفضل الجهد الذي تقوم به عائلتي وحدها التي تملك الباع الطويل والخبرة الكافية».
في معلومات عن حرفة الزجاج في العالم العربي، تقول إنها انطلقت كما اشتهرت في بلدة الصرفند الجنوبية في عهد الفينيقيين الذين اكتشفوا هذه المادة عن طريق الصدفة؛ إذ كان بعضهم يسهر على شاطئ البحر ويوقد النار. في صباح اليوم التالي، هم وجدوا الرمال قد تحوّلت إلى زجاج بفضل حرارة النار. وتلفت إلى أن كل فرد من عائلتها يمارس الحرفة في المصنع بالطريقة اليدوية التقليدية. ولكل واحد منهم لمساته الخاصة في عملية التصنيع.
تقول: «أفراد عائلتي مولعون بالحرفة منذ الطفولة، فهم بعد الفراغ من الدراسة يحضرون إلى المعمل لتعلّمها، علماً أنه يلزم نحو 5 أعوام على الأقل لاكتساب خبرة فيها، فالحرفة تتطلب صبراً طويلاً وتأنياً وفنّاً وذوقاً ومهارة لصناعة أي زجاجة أو وعاء مهما كان نوعه، أو تلبية لطلبات الزبائن الذين يأتون المصنع برسومات وأشكال هندسية لتنفيذها لهم».
بخلاف تقنيات كبس الزجاج أو تصنيعه بوساطة آلات صناعية، تقوم حرفة عائلة خليفة على إعادة تدوير الزجاج المكسور والتالف، الذي تُحصله من مصادر عدة، وهناك الزجاج الخام الذي يستخرج مباشرة من رمل البحر والمميز بلونه الصافي. يتحقق الصنع بوساطة عدّة عبارة عن ملاقط ومقصات والفرن الذي تُشغّله مادة المازوت، مع لزوم يومين من الاشتعال على درجة حرارة عالية».
وتوضح خليفة أن الصعوبات التي تواجه الحِرفة هي التعب الفكري والجسدي لكل عامل؛ لأن عملية التصنيع تتم بصورة يدوية، فكل قطعة تعد بمفردها وليس في إطار قوالب. أمّا إذا توقف عمل الفرن لدقائق يجفّ الزجاج داخله، لذا يُعاد إشعاله من جديد لمدة 22 ساعة دوران ليصبح جاهزاً. ولمجرد توقفه لدقائق يجمد الزجاج داخله، تعاد الكرّة مرة أخرى؛ الأمر الذي يجعلنا نتكبّد تكلفة مادية إضافية.
يمكنك الاطلاع أيضاً على حرفيون من 11 دولة يشاركون في الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان"