هل تعلمين؟

هل تعلمين سيدتي أنّ نجاحكِ كمستثمرة لا يعتمد بحال من الأحوال على كونكِ الأذكى، ولا على دراستكِ في أعرق كليات الإدارة المالية، فلا يمكنكِ النجاح بسماع آراء الخبراء المتضاربة، أو بمتابعة كل وسائل الإعلام، بل بالعمل الجاد المبني على أساس علمي دقيق، وعلى أوضاع السوق، بالإضافة لتوفير كافة متطلبات أي استثمار ناجح.

وهل تعلمين أيضًا أنّ من أهم عناصر الإدارة الواجب عليكِ إتقانها كمستثمرة هو إدارة التكاليف، فهي ليست اختيارًا بين النمو وبين تقليص النفقات. فإذا كنتِ مديرًة مالية أو مسؤولة يقع على عاتقكِ ضبط التكاليف، فسيكون لديكِ بالنتيجة هامش للمناورة والتفوق على منافسيكِ في الأسعار، وستملكين أيضًا سيولة للاستثمار.

هل سمعتِ أنّ بعض الشركات ستخرج من الأزمة الاقتصادية الحالية أقوى من قبل، ولكن بعضها الآخر سيندثر. وسيعتمد هذا بكل تأكيد على الاختيارات والقرارات التي تتخذها هذه الشركات في خضم الأزمة، وعلى إدراك أنّ للكساد جانبًا مشرقًا أيضًا؛ فالقائد القدير يعرف أنّ التفكير التقليدي لن يجدي في الأوقات العصيبة، وأنّ عليه اتخاذ خطوات عملية وذكية تقويه وتميزه عن المنافسين. وهو أيضًا يستغل الأزمة، فلا يقلل الرواتب أو مصاريف الإنتاج ولا يُسِّرح الموظفين بل يرى في الكساد فرصة سانحة لإعادة اكتشاف واختراع مؤسسة.

هل تعلمين أنّ الذهب عيار 24 قيراطًا ليس ذهبًا خالصًا بنسبة 100 في المئة بل يحتوي على نسبة ضئيلة من النحاس؛ وذلك لأنّ الذهب الخالص مئة في المئة يكون لينًا كالصلصال لدرجة أنه يصبح من الممكن تشكيله باليدين.

وهل هو معلوم كذلك أنّ الذهب يوزن بالجرام، والألماس بالقيراط، وأنّ الزمرد له اسم ثانٍ هو الزبرجد، وأنّ التبر هو تراب الذهب.

وأنّ إسبانيا، وهي دولة أوروبية تعتبر صغيرة من ناحية المساحة تملك اقتصادًا قد يفوق ويتجاوز في وضعه الطبيعي وبعيدًا عن الأزمات اقتصاد الكثير من دول المنطقة مجتمعة.

وكذلك الحال بالنسبة لبلجيكا وهي الدولة الأوروبية الصغيرة نسبيًا أيضًا من حيث المساحة فإنّ إنتاجها من السلع منفردة يفوق إنتاج -أيضًا- الكثير من دول منطقتنا مجتمعة.

هل تعلمين أنّ دراسة علمية صدرت مؤخرًا عن أحد المراكز البحثية المعنية بالسلع الإستراتيجية في العالم تؤكد أنّ الاحتياطي العالمي من البترول معرض للنفاد بشكل أسرع من الذهب، وعلى الرغم من إقبال المستهلكين على السلعتين باعتبارهما سلعتين إستراتيجيتين إلا أنّ الدراسة أوضحت أنّ الإقبال الشديد على شراء الذهب والتجارة فيه لا يؤثر على المخزون العالمي منه، وأنّ كميات الذهب الموجودة بباطن الأرض تكفي لسنوات طويلة بما يزيد على العمر الافتراضي لمخزون البترول.

هل تعلمين أيضًا أنه في عالم المال والأعمال هناك الكثير من السلوكيات والتقاليد والخرافات التي تصيب تفكيرنا بالخلل فيما يتعلق بالمال والثروة والنجاح والرفاهية والرخاء خاصة بشكل سريع، وأنّ هذه الخرافات في كل مكان تقريبًا، وتكتسب -يومًا بعد يوم- مشروعية ومصداقية بسبب ترديد الناس لها وتبنيها من قبل المؤسسات والبنوك والإعلام الاقتصادي، وبسبب انتشار هذه الخرافات ورسوخها في الوعي الجماعي للمستثمرين فإنها نادرًا ما توضع تحت المجهر، أو يتساءل أحد عن مدى صحتها، وبالتالي تظل حية رغم آثارها المدمرة.

هل سمعتِ يومًا أنّ المصطلح العلمي «المالية العامة» هو العلم الذي تهرول خلفه أغلب دول العالم باعتباره العلم الاقتصادي الذي يعنى بحساب الإيرادات العامة للدولة، وكذلك النفقات العامة، وتوزيع العبء الناتج بعد ذلك على أفراد المجتمع.