أقلام ونجوم

قل لي ماذا تأكل أقل لك من أنت

أثار فضولي عندما أفصح لي صديق مقرب كان يعيش في جنوب أفريقيا منذ زمن بأنه كان يستطعم لحم التماسيح في مطعم مشهور، والمثير للفضول هو ليس الطعم أو النكهة، بل التغيرات التي حدثت في سلوكياته فيما بعد؛ فالرجل كان حسن العشرة، هادئ الطبع، لكنه أصبح شرسًا بشهادة أصدقائه.

فالملاحظ أن الشعوب الأسيوية منظمة، مثابرة، محترمة، محافظة على تقاليدها. ويرجع السبب بشكل كبير إلى أن أكلتهم المفضلة هي ما يستخرج من البحر، خصوصًا الأسماك. والهنود حارون؛ لأكلهم الأطعمة الحراقة. والأميركان والأوروبيون معروف عنهم عدم الغيرة، ومشهورون بالتخمة، وهي من صفات الخنزير الذي يأكلون لحمه.

والعرب يأكلون الجمل، ومعروف عن الجمل الغيرة الشديدة، والصلابة كموطنه، كما يأكلون وبكثرة الدجاج والخرفان، وجميعنا نعرف أن من صفاتها «أكل ومرعى وقلة صنعة» وهو فعلاً ما يتميز به بعض العرب.

أما إخوتنا المصريون فوجبتهم المفضلة الملوخية والفول، وهو ما نجده في صفاتهم الجسدية القوية، الناتجة من أكل الخضار والفول. الشامي يحب التبولة والمشاوي بجميع مكونات الأحشاء الداخلية للخروف، ويحبون «المازة» بأنواعها، وهم أصلاً «مزز»، ونعومون ومبدعون بأنواعهم وأشكالهم.

خالد الصبان

 

 إلى أمي

من بين كل الكلمات والحروف

سأختار واحدة فقط أهديها إليكِ

أحبكِ أمي

طفلتكِ أنا

ما مرت الأعوام وطوت عمري السنوات

كنتُ وسأبقى

أشتاق لبسمتكِ الصافية، لحضنكِ الدافئ، لصوتكِ الهادئ

لنظرات عينيك تشجعني، تعنفني، تطوقني

وقلبك الحنون يدعو الله لي.

أمي يا أحلى ما نطق به لساني

أحتاج إليكِ وسأبقى

في يومي وفي سفري

في فرحي وأيام تعبي.

معكِ لن أكون وحدي

حفظكِ الله لي، حبيبتي أمي

شاكرين السامرائي- بغداد

 

 

 هكذا تكون الدنيا

بداية جميلة وأيام يعلوها الفرح

ضجيج وأصوات تنادي باسمك

بهجة تسكن قلبك وهناء يغطي ملامح وجهك

ولا وقت ولا مكان غير السعادة في عالمك

هكذا تغني الدنيا لنا وفجأة يتوقف الغناء

ويصمت صوت الفرح ويختفي حب البشر

وتبقى أنت تسمع صدى الماضي وحنين الذكريات

العالم يختلف والأماكن تختلف والأيام تذهب بنا لطريق آخر يختلف

ننظر.. ولكن بخوف. نتكلم.. ولكن بهمس. ونصرخ لا نريد ولكن نرضى بصمت

تتكسر بداخلنا أشياء حلمنا وجودها نمضي حيثُ أتينا من البداية

ولكن بأحزان وهزيمة كل شي مات. الحلم... الأمل... الحياة... الضجيج... الفرح

ونحن بقينا نواجه القدر ونغني أغنية الصبر بشيء لم نختره ولم يكن في الحسبان

هكذا تكون الدنيا من يعيش لابد أن ينال نصيبا

ومن يموت يكون قد رحل بهناء

هكذا تكون الدنيا فلم البكاء... لم البكاء؟

هدى كريم – السعودية

 

 «أنا»

هناك، من زمن بعيد رياح عصفت فأحدثت بعض التغيرات، اقتلعت هنا شجرة، وهناك نحتت صخرًا... أما أنا فإنها تتلاعب بي... تقذفني هنا وهناك... تشكلني كما تريد.. تبعثرني وتجمعني. حاولت مقاومتها أكثر من مرة ولكنها أقوى مني... فجذبتني نحو الأسفل ولقنتني درسًا لن أنساه.. تكبرت عليّ وجعلتني أنظر لها وأنا مطأطئة رأسي؛ خوفًا منها، ومنكسرة أجبرتني أن أتذكر دائمًا قوتها وجبروتها وسيطرتها..

أتذكر حينها أنها أسقطت جميع أوراقي... وجعلتني كالشجرة في فصل الخريف

عندما أتذكر ضعفي أبكي بحرقة... أريد فك قيدي... أريد تحطيم قوتها... ولكنها عندما صقلتني صنعت مني شخصًا أقوى لا أعرفه أحيانًا... ولكني مازلت أقاومها فازددت قوة وإرادة.

لن أتعب نفسي بعد الآن للتخلص منها؛ فأنا بالفعل أنهكت جميع قواي... سوف أسخر هذه الطاقة لبناء نفسي من جديد؛ لأبدأ حياة جديدة عنوانها الرئيس... أنــا.

فاطمة السراء- الرياض

 

 تغريبة

لستُ أول من أحبك... فيا فرحة عمري: أحبابك كُثر.. والمجانين بك أكثر

ولا أكثرهم عشقًا.. لكني أكثرهم حيلة عليك..

لستُ ممن صنعوا لك تماثيل الذهب..

لكني خلدت بك حروفًا حتى أصبحت أسطورة

تقرأ.. تلمس.. ويدوخ على وقعها الشحاذون..

ولست أوسعهم جيبًا فنقودي أبعثرها على الهوى ومزاجاتي.

لم أجلب لك نجوم السماء أو تراب القمر..

بل راقصتك بين دخان النراجيل حتى أصبحت في أعينهم جنية.. حورية.. ندية.. تعددت الأسماء وكلها في أرضك سواء..

وسلبتُ.. تشردتُ

وتم ترحيلي عن أحضان هي أوطاني... هِمْت بكل العقل... ولكم تمنيت الجنون

ها أنا أبحثُ عنك في كل صبية ألقاها؛ علِّي أتخلص من غربتي..

ولاء بن فاضل – السعودية

 

 قرارات فاشلة

يا إلهي! كم أحتاج لهواء أتنفسه، هواء خالٍ من الإزعاج، أشعر باختناق يمزق صدري رغم الهدوء من حولي، إحساسي بالإزعاج الذي داخلي يخيفني، كم قاهر هذا الشعور، أرغب بالبكاء طويلاً، أحتاج لعقل آخر يتحمل تلك الأفكار، أريد شخصًا غريبًا يقرر عني ويحلل تلك الأفكار، يحمل الصدمات عني، لمَ الأشياء تهرب مني؟ وكلما وضعت قرارًا يتزعزع مرة أخرى. ما الحل بفرضيات فاشلة وما لدي غير صبر طويل لعل بفرج يأتي قريبًا.

 

نانو

 

 محطة موحشة

كل شيء من حولي أصبح مزعجًا حتى أفكاري نفسها أصبحت تزعجني

إلى أي حالة وصلت، وإلى أي محطة وقفت!! فلا البكاء قادر على أن يجعلني أشعر بالراحة ولا الصراخ قادر على أن يشفي غليلي. أتمنى أن تذهب هذه المرحلة سريعًا؛ لأني أشعر بأنها ستقتلني رويدًا رويدًا، أريد أن أنتقل إلى المحطة الأخرى؛ فربما سأصبح سعيدة حينها.

آلاء سعد- الرياض

 

 سأهــديك حبي

حبيب القلب.. ماذا أهديك؟؟ سأحرص على ما تتمناه، قارورة عطر؟ كلا.. فأنت رشة عطر بالقلب يكمن سرها، باقة ورد؟ كيف؟ وكل وردة استمدت منك سحرها

لقد احترت ماذا أهديك؟ عمري.. ليته يهدى؛ لأتحول روحًا دون بدن، قلبي؟ لا أستطيع.. فأنت قد اتخذته سكنًا، فكري؟ مستحيل؛ لأنك تشغله منذ زمن.

أيعقل هذا! لا أجد ما أقدمه لك.. سأعلن الاستسلام.. وأبدأ الانسحاب.. فالقلب والعقل ينبئــاني بحدوث انقلاب.. قلبي الذي يريد أن يهديك كل شيء وعقلي الذي يرى أنك أكبر من كل شيء، لكنني قبل الهــروب سأحسم الأمر، وسأهديك ما قد أهديته لك منذ عرفتك.. وسأظل أهديك إياه... إلى أن يشاء الله سأهــديك حبي.

فوزية محمد العبيدي