mena-gmtdmp

هل نطبق معايير الموضة المستدامة فعلياً في عام 2025؟

جيرمانييه Germanier- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
جيرمانييه Germanier- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©

في عام 2025، أصبحت الموضة المستدامة أكثر من مجرد توجه عصري أو حركة بيئية. إنها اليوم مفهوم شامل يعكس تغيراً جذرياً في طريقة تصميم الملابس، إنتاجها، واستهلاكها. بعد عقود من الصناعة التي اعتمدت بشكل كبير على الاستهلاك المفرط والموارد غير المتجددة، تشهد صناعة الأزياء تحولاً ملحوظاً نحو ممارسات أكثر وعياً ومسؤولية. ولكن، ما الذي تعنيه الموضة المستدامة فعلياً في عام 2025؟

جيرمانييه Germanier- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
جيرمانييه Germanier- الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
 

من أبرز ملامح الموضة المستدامة في 2025 هو الاعتماد على مواد مستدامة، مثل القطن العضوي، الكتان، الخيزران، والأنسجة المعاد تدويرها. كما ظهرت تقنيات جديدة لتطوير أقمشة مصنوعة من الفطريات "مثل المايكليوم"، أو من نفايات الطعام والزراعة. هذه المواد لا تقلل من الأثر البيئي فحسب، بل تقدم أيضاً بدائل مبتكرة تضاهي الأقمشة التقليدية من حيث الجودة والمتانة.
قد يهمك أيضاً: استعيني بموضة الشراريب لتنسيق إطلالة عصرية في صيف 2025

 

عدالة اجتماعية وسلاسل توريد شفافة

مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©
رونالد فان ديركامب Van Der Kamp-الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©

 

في الماضي، كثيراً ما كانت صناعة الأزياء ترتبط بانتهاكات حقوق العمال وسوء ظروف العمل. أما اليوم؛ فالعلامات التجارية التي تدعي الاستدامة تُطالَب بمستوًى عالٍ من الشفافية. أصبح المستهلكون في 2025 أكثر وعياً، ويبحثون عن معلومات دقيقة حول مَن صنع ملابسهم، وأين، وتحت أي ظروف. وتُعتبر العدالة الاجتماعية جزءاً لا يتجزأ من مفهوم الاستدامة، وليس عنصراً منفصلاً.

الابتكار في التكنولوجيا والرقمنة

رونالد فان ديركامب Van Der Kamp-الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©
رونالد فان ديركامب Van Der Kamp-الصورة من Launchmetrics/Spotlight ©

لعبت التكنولوجيا دوراً محورياً في تعزيز الاستدامة في قطاع الأزياء. تُستخدم تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي لتحسين سلاسل الإمداد وتقليل الفاقد، بينما تُسهم الطباعة ثلاثية الأبعاد في تقليل الهدر خلال عمليات الإنتاج. علاوة على ذلك، انتشرت تجربة الملابس عبر الواقع المعزز قبل الشراء؛ ما يساعد على تقليل المشتريات غير الضرورية والإرجاع المفرط. وبتنا نرى الموضة الراقية في أسابيع الهوت كوتور في باريس تعتمد الأقمشة المعادة التدوير ومنها المصمم رونالد فان دير كامب Van Der Kamp.
هناك طرق أخرى مستدامة لإنتاج الأقمشة عن طريق الأصباغ النباتية كبديل للمنتجات الكيماوية، حيث يمكن لصناعة النسيج استخراج صباغ التلوين من النبات، وهي طريقة صديقة للبيئة. ويأتي عامل التعبئة والتغليف، فمعظم ملصقات الأزياء تستخدم البلاستيك كوسيلة للتعبئة ولكن البدائل المستدامة المصنوعة من البوليمرات تقلل من انبعاث الغازات السامة وإنتاج النفايات.
 

إعادة التدوير والاقتصاد الدائري

ستيلا مكارتني Stella Mccartney- مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©
ستيلا مكارتني Stella Mccartney- مصدر الصورة Launchmetrics/Spotlight ©
 

في 2025، لم تَعُد الموضة تعتمد فقط على "الإنتاج ثم الاستهلاك ثم الإتلاف"، بل أصبحت جزءاً من اقتصاد دائري يحفز إعادة التدوير، إعادة الاستخدام، والتجديد. شركات كبرى تقدم اليوم خدمات إصلاح الملابس أو استرجاعها بعد انتهاء صلاحيتها لاستخدام موادها من جديد. كما ظهرت منصات إلكترونية متخصصة في تبادل أو تأجير الملابس؛ ما يساعد في تقليل حجم النفايات الناتجة عن الملابس الموسمية أو ذات الاستخدام الواحد.

دور المستهلك في دعم الاستدامة

غابرييلا هيرست Gabriela Hearst -الصورة من © Launchmetrics/Spotlight

بات للمستهلك دور محوري في دفع عجلة الموضة المستدامة. فبدلاً من الانجراف خلف "الموضة السريعة"، يُشجع المستهلكون في 2025 على اتباع مبدأ "اشترِ أقل، واختر الأفضل". تظهر حركة متنامية نحو اقتناء قطع قليلة لكنها عالية الجودة وطويلة العمر، إضافة إلى دعم العلامات المحلية والصغيرة التي تلتزم بمبادئ الاستدامة.

تحديات لا تزال قائمة

ستيلا ماكارتني Stella McCartney -الصورة من © Launchmetrics/Spotlight

على الرغم من التقدم؛ فإن الموضة المستدامة لا تزال تواجه تحديات كبيرة، من بينها ارتفاع أسعار المنتجات المستدامة، وصعوبة تغيير العادات الاستهلاكية الراسخة لدى الكثيرين، إضافة إلى محاولات بعض الشركات تقديم صورة "خضراء" مزيفة تُعرف باسم "التمويه البيئي" أو Greenwashing؛ ما يتطلب مزيداً من التدقيق والوعي من المستهلكين.

الموضة المستدامة في عام 2025 لم تَعُدْ مجرد بديل مثالي، بل خيار ضروري لمواجهة التغير المناخي، وتقليل استنزاف الموارد، وحماية حقوق الإنسان. إنها تعكس تحولاً في الوعي الجمعي حول دور الموضة في العالم، وتدعونا جميعاً، منتجين ومستهلكين، إلى إعادة النظر في علاقتنا بالملابس.
تابعي أيضاً: العالم يشاهد والمملكة تتألق: كل ما تريدون معرفته عن الفائزين بجوائز الأزياء السعودية 2025