ألكسندر وانغ المصمم الذي ارتقى بأزياء الشارع إلى الموضة الراقية

لا يمكن إنكار تأثير ألكسندر وانغ على الموضة المعاصرة، فلو كان لأسلوب الدمج بين أزياء الشارع وعناصر الموضة الراقية أستاذ، فحتماً سيكون المصمم الأمريكي الشهير، لقد وضع بصمته الخاصة على كل قطعة قدمها واشتهر بالتصاميم المينيمالية، معادلة مدروسة ضمن بها وفاء الشابات عبر تصاميمه المبدعة المرتكزة على اللون الواحد والأسود، لقد قدم وانغ نموذجاً يحتذى به لمصمم يعرف قيمة استخراج الجماليات والفخامة من أكثر القطع بساطة، هي موهبة فطرية رافقته منذ نعومة أظافره، دفعتنا لتسليط الضوء على مشواره، وذلك لمناسبة يوم ميلاده الموافق 26 ديسمبر، تابعي القراءة لتكتشفي أبرز محطاته وأكثر ما ميز مجموعاته.

حكاية ألكسندر وانغ.. بدأت بتجارة عائلته في النسيج

نادراً ما نصادف في بحثنا مصمماً موهوباً لم يترعرع في عائلة تربطها بشكل ما علاقة بعالم الأزياء، لذا لم نستغرب أن ألكسندر وانغ قد نشأ في عائلة تعمل في تجارة النسيج، فالأمر لا يتعلق بالموهبة فقط، بل ببيئة ساهمت بشكل مباشر في إنمائها، ولأن اهتمام المصمم صيني الأصل بالموضة كان واضحاً منذ الصغر كان القرار بالتحاقه بمدرسة بارسونز للتصميم في نيويورك والتي أصقلت موهبته، أما الخطوة الاحترافية الحقيقية فكانت في عام 2005 عندما أطلق وانغ ماركته والتي حصدت إعجاب الجميع بفضل رؤيته المعاصرة وإبداعه في الدمج بين عالمين متضادين، فهو من الموهوبين القلائل الذين مزجوا أزياء الشارع البسيطة بمرادفات الأزياء الفاخرة من أقمشة وقصات نظيفة وتطريزات فائقة الدقة، مما ساهم في بزوغ نجمه سريعاً بفضل رؤيته المستقبلية وجرأة أفكاره.
والآن نغوص في عالم ألكسندر وانغ ونسترجع أبرز ملامح مجموعاته لنتعرف إلى إبداعات واحد من رواد صناعة الأزياء المعاصرة، والتي لطالما كانت نواة لموضة الشارع المدموجة بأرقى فنون الكوتور.

الإطلالات موحدة اللون السمة الغالبة على عروض وانغ

على الرغم من جرأة أفكاره، إلا أن الطابع المينيمالي ظل مرافقاً لكل مجموعات ألكسندر وانغ عبر مشواره متجسداً في الإطلالات المونوكروم المرتكزة على اللون الواحد، ويبدو لنا أن هذا الهدوء المتعمد في انتقاء الألوان لم يشمل بالضرورة القصات، ففي الكثير من عروضه كنا نقف منبهرات أمام تصاميمه المبتكرة والبعيدة كل البعد عن الرتابة، هي خلطة مدروسة يتقنها المصمم الأمريكي بشكل مذهل وتفرد بها عبر مشواره.
في الصورة التي اخترناها لك من مجموعة ربيع وصيف 2020 تظهر كيندال جينر بطاقم كاجوال أبيض يتميز بطابعه الرياضي، أكثر ما ميزه قصته الواسعة والشورت الطويل مرتفع الخصر واسم ألكسندر وانغ الذي زين التوب من الأمام، من المتوقع هنا أن يكون الحذاء الرياضي هو المكمل لهذه الطلة، ولكن المبدع الأمريكي قرر اختيار البوت ذي الرقبة المتوسطة والضيقة.

الأسود لاعب أساسي في مجموعات ألكسندر وانغ

يعتبر الأسود من أبرز الملامح التي تميز عروض ألكسندر وانغ، اللون الذي لا يستغني عنه المصمم الأمريكي حتى في إطلالاته الشخصية لا يمكن أن يغيب عن مجموعاته، بل إنه قد يحظى بنصيب الأسد في الكثير من العروض، وهو يعكس رؤيته الخاصة تماماً لكونه يميل إلى الستريت ستايل في تصاميمه، ولأنه ملك المونوكروم يقدمه بإطلالات كاملة من دون أن يشعرنا بالملل، وذلك بفضل القصات المبتكرة والتباين الرائع في استخدام الخامات، هو أسلوب يتقنه وانغ وحده وضعه بين لائحة كبار هذه الصناعة.
أبسط مثال على ذلك الإطلالة التي جلبناها لك من مجموعة خريف 2015 والمؤلفة من بنطلون برمودا واسع وسترة جلد زوّدا بمعطف ميدي مطرز على الحواف، هي حرفياً صورة تجسد مهارة ألكسندر وانغ في دمج تضادين، أزياء يومية مع تفاصيل من عالم الأزياء الفاخرة.

عروض ألكسندر وانغ النواة الحقيقية لستايل الشارع

تتميز مجموعات ألكسندر وانغ بالتنسيقات التي تميل إلى الجرأة والغرابة أحياناً متأثراً بأسلوب أزياء الشارع القائم على جمع المتناقضات سواء من حيث الخامات والألوان وحتى النقشات، هو ستايل تعرفه جيداً كل امرأة جريئة محبة للتجديد ولا تخشى التجريب، وهو السبب الرئيسي لتتويجه ملكاً لهذه المدرسة، فهو يملك رؤية ثاقبة مكنته من منافسة الكبار بأسلوبه الخاص وابتكاراته التي لا تنضب.
يتجلى كل ما سبق في الإطلالة التي اخترناها من مجموعة خريف 2019، فقد ظهرت إحدى العارضات بقميص بولو مزخرف منسق مع تنورة ميدي مستقيمة القصة مطبعة بنقشة الأفعى، والكنزة البنية الطويلة جاءت لتخفف من جرأة اللوك خاصة مع البوت الأسود والحقيبة البيضاء، الستريت ستايل كما يجب أن يكون.

في عالم ألكسندر وانغ.. الجلد يدمج بكل الخامات

لكل مصمم ناجح أدواته الخاصة التي يبرع بها ويبرز كل مهاراته، وبتناول مسيرة ألكسندر وانغ نستطيع أن نقول إنه ملك دمج الخامات المختلفة، تحديداً الجلد الذي وضعه جنباً إلى جنب مع التويد والصوف والدنيم لينتج لنا قطعاً Masterpieces لا تشبه غيرها، هو ليس Patchwork بمفهومه التقليدي، وإنما ترجمة لأسلوب مبدع كبير أعاد صياغة مفاهيم الأناقة العصرية بأزياء Wearable راقية معجونة بالفن ولكن ضمن حدود المعقول المسموح بارتدائه في إطلالاتنا اليومية.
من عرض خريف 2017 انتقينا لك هذا اللوك العصري المرتكز على فخامة الأسود الملكي والجاكيت المطعم بالجلد اللامع مع تفاصيل معدنية ضاعفت من جماله، كل هذا منسقاً مع بنطلون Leggings أسود وبوت متوسط الطول بسحاب أمامي وحقيبة هندسية الشكل مزودة بسلسال طويل يمكن تعديل طوله، صورة تلخص المدرسة الأمريكية القائمة على الأسلوب الرياضي المدموج بالقطع اليومية.
اكتشفي أزياء جريئة وألوان غنية رسمت مشوار توم فورد

إطلالات يومية بمعايير الكوتور الفاخرة

قد يتصور البعض أن لصق تصاميم مبدع ما بأزياء الشارع، هو تقليل من إبداعه، وقد يكون ذلك حقيقياً إذا ما تم تطبيقه على أسماء كثيرة، ولكن في عالم ألكسندر وانغ المعادلة تختلف تماماً، والسر في قدرته العجيبة على رفع قيمة الأزياء الغارقة في البساطة بتفاصيل الكوتور الفاخرة، قد تبدو الفكرة غريبة، ولكن بعمل جولة سريعة على عروضه على مدار السنين ستلاحظين أنه أستاذ في تطبيق هذه النظرية على أرض الواقع وبشكل مقبول بعيد عن البهرجة.
ليس هناك مثال أفضل من هذه الإطلالة التي وجدناها في عرض خريف 2016، والتي تألفت من فستان قصير باللون الأبيض والأسود منفذ بتوب جلد وتنورة تويد مزدان عند الخصر والحافة بزخارف معدنية هندسية الشكل، والجاكيت الفرو القصير جاء كمتمم رائع للطلة المناسبة لكل الأوقات والتي اكتملت ملامحها بالبوت القصير وحقيبة الدلو البرغندية المرصعة.

الأزياء المهدبة جزء أصيل من عروض ألكسندر وانغ

بما أن ألكسندر وانغ هو أستاذ أزياء الشارع، كان طبيعياً أن يكون الطابع البوهيمي حاضراً في مجموعاته، والتي تعد الأهداب أحد عناصره، لذا نجدها تزين الفساتين الجلد والتنانير السويد، وحتى الدنيم والأكسسوارات، لقد غازل بها المبدع الأمريكي أذواق الشابات المتطلعات إلى الإطلالات الفريدة والمؤثرة.
في الصورة تظهر إحدى عارضاته بفستان أسود طويل منفذ من الجلد المزخرف والساتان والأهداب تزينه على الجهتين من الكتفين إلى الحافة لتؤطره بلمسة بوهيمية مميزة وتحوله إلى قطعة يمكن التأنق بها في كل الأوقات.
لا يفوتك التعرف إلى أشهر تصاميم مايكل كورس خلال مشواره