اتسمت عروض اليوم الثاني من أسبوع لندن للموضة لموسم ربيع وصيف 2026 بطابع حرفي، فالمصممون تفننوا بتصاميم مستوحاة من حقبة الستينيات ومن بداية القرن العشرين، وسيطرت الأقمشة المحبوكة من الجاكارد والدانتيل الفرنسي والغيبور المنفذ باليد والتكسيرات العامودية من قماش التول لتضفي طابعاً رومانسياً غلب على العروض. وقد اخترنا لكِ سيدتي باقة مما أحببناه واسترعى اهتمامنا على منصة العروض أمس واختصرناها بما يلي..
الجاكارد لدى ميتريدات بأسلوب الثمانينيات
أطلقت دار ميتريدات Mithridate فساتين منفذة من قماش الجاكارد المحبوك على شكل ورود ونباتات تستوحي من الحدائق رسومها البديعة التي بدت كتابلوهات فنية حية تهادت بها العارضات، فأسبوع لندن للموضة بدورته الجديدة يركز على قوة الموضة البريطانية ورغب بتوجيه تحية إلى الحضارتين الصينية والبريطانية ليبرهن وجود قواسم مشتركة بين الشعوب على اختلاف الثقافات ورغم بعد المسافات وامتدادها بين قارتين. لقد حرص المصمم دانيال فلتشر في عرض نظمه في قاعة الأوبرا الملكية في لندن لموسم ربيع وصيف 2026 وأطلق عليها شعار "الحافة السابعة عشر"، على مزج التراث الرياضي البريطاني مع متعة حياة المدن في ثمانينيات القرن الماضي. لفتنا تداخل قواعد اللباس المتناقضة؛ من قمصان رياضة الرغبي وقمصان العمل، وإدخال الترتر مع الخطوط، والأقمشة المحبوكة على خيوط الحرير. كما تُشكّل ألوان الأخضر الرياضي، والشوكولاتة، والأزرق الفاتح، واللافندر أساس المجموعة، بينما تحملها زخارف الشعارات، والفساتين المصنوعة من قماش البافبول، والأكسسوارات الجريئة من مزارع الريف إلى ليالي المدينة.
وميض الستينيات لدى بول كوستيلو
كما كشف صباح أمس المصمم بول كوستيلو Paul Costelloe عن مجموعته لربيع وصيف2026 في أسبوع الموضة في لندن تحت شعار "شارع الأحلام" ووجه من خلالها تحيةٌ للتراث، والأجواء الجريئة، والشوارع النابضة بالحياة، واعتبرها في منشوره على إنستغرامه الرسمي رحلة في عالم الموضة. وهي ترمز إلى استكشاف شاعري للأناقة والألوان والحرفية الخالدة بأسلوب الستينيات من الشينيون والمكياج إلى تاييرات التويد والفساتين الترابيز الهندسية الطراز والتي تتسم بألوان السكاكر، وتأتي بعد إطلاق المصمم مجموعته العرائسية التي سيحتفل بها ضمن أسبوع إيرلندا للعروس.
انطلقي في أسبوع لندن بإطلالة جذابة من الدار، حيث جسّد الفريق العامل في جلسة التصوير سحر الستينيات الأنثوي من خلال تصاميم جريئة وتيجان مرتفعة، مستوحاة من الفنانة الشهيرة شارون تيت وأتاحت الدار للنساء خصماً بنسبة 20% عند اختيار باقة أزيائهن من خلال التسوق الإنترنت في فترة العرض.
بورا أكسو وعرض من وحي الدمى
أطلقت المصممة بورا أكسو Bora Aksu مجموعتها المبدعة من وحي الدمى في حقبة الستينيات، وارتدت العارضات فساتين مزينة بطبقات وتطريز وزخارف دانتيل غنية بالتفاصيل الحرفية التي تعكس جمال العمل اليدوي. أضفت أكسو كشاكش على الأكمام، وطرزتها بالترتر اللامع على التنانير، ونسقتها مع قفازات شفافة، تزدان بنقشات من الزهور المتناغمة برسوم مماثلة على الفساتين. سيطر طابع Layering على الإطلالات متعددة الطبقات من فساتين أو سترات فوق بلوزات طويلة تتدلى فوق التنانير. كما ارتدت العارضات قبعات قلنسوة مربوطة تحت الرقبة ومزينة بفيونكات أو بالترتر. وقالت أكسو لوكالة رويترز: "أشعر وكأننا مثل الدمى.. قلوبنا مكسورة أو نمر بظروف صعبة. لكننا ما زلنا ننجو، ليصبح هذا جزءاً منا". وتتابع المصممة: "مع الدمى، بكل هذه العيوب والتشققات، كنت أفكر: أريد الحفاظ على هذا وإعادته إلى الحياة. لذا، الأمر لا يتعلق بتغطية عيوبها، بل باحتضانها".
زخرفت الدار الفساتين الرقيقة بالدانتيل؛ وطُرِّزت فراشات وأزهار يدوياً على صديرياتها؛ وتحولت المربعات إلى طبقات شفافة، واستعانت بجوارب شفافة بنقشة المربعات بأسلوب أكسو الفيكتوري المميز.
دي بيتسا وإيحاءات من زمن الإغريق
تتسم عروض دي بيتسا Di Petsa في أسابيع الموضة العالمية بالطابع الفنتدج والجاذبية. في هذا الموسم من أسبوع لندن للموضة قدّم المصمم عرضه لربيع/صيف 2026 أزياء منفذة بتقنيات تفريغ متشحة بالطين وحملت عنوان "آثار الذات"، سعى هذا العرض المتسامي إلى استكشاف دواخلنا بنفس الطريقة التي ننظر بها إلى الحضارات القديمة. وبتركيزه على الطريقة التي ينبش بها علماء الآثار "قروناً من الماضي مدفونة تحت الأرض" للكشف عن ما يكمن تحتها، نفذ عرض دي بيتسا لهذا الموسم الشيء نفسه، ولكن فقط من خلال عارضات أزياء ملطخات بالطين أو مكتسيات بفساتين من الأورغنزا بتكسيرات منمقة وألوان نيود تذكر بالتراب وهي تصاميم مستوحاة من الحضارة اليونانية.
تشوبوفا لوينا تستوحي من الدمى مجموعتها
تأسست علامة تشوبوفا لوينا Chopova Lowenaعلى يد كل من المصممتين يما تشوبوفا ولورا لوينا-آيرونز واليوم وبعد افتتاح بيت دمى بطابعٍ غوطي أطلقت الدار مجموعتها الفنية لموسم ربيع وصيف 2025، ضمن أسبوع لندن للموضة في لندن بعرض أسمته "تشييرلور". ملأت ألحان البانك الراقصة المكان مُرحّبةً بالإطلالات الأولى، وصنعت السترات ذات القلنسوة المكشكشة من أقمشة متنوعة الملمس، مُنسقة بعناية مع تنانير مثقوبة وحقائب يد متناسقة. تألقت الفساتين القصيرة المزودة بقلائد وسلاسل متقاطعة، ولا ننسى معاطف الفرو الاصطناعي الضخمة بزخارف من جلد الثعبان. وتداخلت الطبعات والأنماط على منصة العرض، مزينة سترات متنوعة رائعة، وكنزات بقلنسوة تجسد أذني قطة، وبلوزات بياقة دائرية مطبوعة بشعارات إلى التنانير ذات السلاسل المعدنية، ولا ننسى أحذية ماري جين التي تشبه الباليرينا مع الجوارب القطنية البيضاء المزدانة بالعبارات والرسوم الحيوية.
تابعي المزيد من أسبوع لندن للموضة ينطلق اليوم مع زيادة عدد المصممين وشراكة الذكاء الاصطناعي
هاريس ريد يعيد للكورسيه اعتباره
أطلق هاريس ريد Harris Reed، المدير الإبداعي الحالي لدى نينا ريتشيNina Ricci، على مجموعته لربيع وصيف 2026 اسم "الطير" (The Aviary)، بطابع سريالي، يستعيد حقبة الباروك بأسلوب معاصر.
كان المشهد خافت الإضاءة مع فرقة "سيوكسي آند ذا بانشيز" (Siouxsie and the Banshees) التي تُرشد العارضات وهن يسرن ببطء بأحذية "روكر أتيلييه" ذات الكعب العالي. وقد اتسمت مجموعته بالجريئة والفاخرة مُقدّمة لوحة ألوان فاخرة من البنفسجي الفاتح والكوبالت، والأصفر الزعفراني، والوردي البودرة، والبرغندي، والذهبي. واستعان المصمم بالكورسيه المعدني مع تنورة من الحرير والمخمل، وفي بعض الأحيان مع طبعات برية ونفحات من الريش. كانت الأشكال مشدودة، منحوتة، وفي بعض الأحيان سريالية، فالعارضات يتحركن في هياكل قفصية لكن التفاصيل كانت أكثر بهجة. واصل ريد تعاونه مع دار ورق الجدران الإنجليزية "فرومنتال"، حيث ظهرت ألواح من ورق الجدران المرسوم والمطرز يدويًا (بنقش من صنع المصمم نفسه) على الصديريات والتنانير، وهي تفاصيل تُثير الحنين إلى الماضي.
تحية إلى الحضارة الصينية مع فاشون إيست
وكرم عرض فاشون إيست Fashion East عراقة الحضارة الصينية فاستعان بموديلات اخترنا منها الدنيم الأزرق السكيني الذي برز في أسبوع نيويورك وهو يكمل بروزه على منصات العروض في لندن وتم تنسيقه مع بلوزات وسترات منفذة بطابع الترقيع أو بطابع باتشوورك حرفي يضفي خصوصية وتميزاً على الإطلالة. وقد أطلقت الدار احتفاء بمرور ربع قرن على إنشائها فيلم أزياء بعنوان: لغة الحركة، يستكشف كيف يُضفي الرقص والحركة حيويةً على الموضة، كاشفاً عن انسيابية الأقمشة، وإيقاع التصميم، وهو من إخراج كامبل آدي، وروث هوغبين، وهارلي وير، وإف إكس جوبي.
تابعي المزيد عن أسبوع لندن للموضة في يومه الأول: عصر جديد من الأناقة البريطانية
