افتتح أسبوع لندن للموضة فعالياته لموسم ربيع وصيف 2026، قبل انطلاق أسبوع ميلانو مباشرة وسط تغييرات جذرية وتحت قيادة جديدة، تهدف إلى تدشين "عصر جديد للموضة البريطانية"، ولفتنا عرض سبراي غراوند Sprayground الذي جرى بملابس معادة التدوير وسط ديكور منفذ ببخاخات الألوان، التي تم تنفيذها بطريقة إبداعية لتُحاكي العرض.
يستمر هذا الأسبوع حتى 22 سبتمبر، ويتميز بكونه حاضنةً للمواهب الجديدة ونافذة على اتجاهات الموضة الشبابية، التي تُحاكي الجيل زد. فما الذي لفتنا في عروض اليوم الأول؟
افتتح المصمم الشاب ماكسيميليان راينورMaximilian Rainor اليوم الأول من العروض، تلته دار هاريس ريد، المديرة الإبداعية لدار نينا ريتشي أيضاً والمعروفة بطابعها المسرحي في التصميم؛ حيث قدمت في فندق رينيسانس بمحطة سانت بانكراس، تصاميم ذات طراز فيكتوري، وبعضهنّ يرتدين مشدات مخملية صلبة.

تحوّلت العارضات إلى فراشات بأجنحة حريرية مطبوعة بنقوش زهرية، أو مراوح بشرية مزينة بالريش، يتحركن ببطء، وأحياناً تُعيق حلقات فساتينهنّ كعوبهنّ الضخمة ذات الكعب العالي.
وبدورها صرحت لورا وير، المديرة الجديدة لمجلس الأزياء البريطاني (BFC)، الجهة المنظمة للحدث، لوكالة فرانس برس: "يُمثل هذا الموسم بداية عهد جديد للأزياء البريطانية، وهدفها الرئيسي هو ضمان بقاء أسبوع لندن للموضة المنصة المثالية لعرض أفضل ما في الإبداع البريطاني والاحتفاء به، ومواصلة دعم المصممين".
ويُعبر هذا الحدث بموسمه الجديد عن مخاوف مُلحّة: فبعد غياب مصممين بارزين بشكل متكرر عنه خاصة خلال النسخة السابقة في فبراير، يبدو أن أسبوع لندن بدأ يفقد تأثيره، بدليل أنه وفي يونيو الماضي، استُبدلت عروض المجموعات الرجالية في لندن بمجرد تقديم للمجموعات ضمن صالة تجارية بسيطة في باريس.
عودة قوية نحو الأنوثة

مما لا شك فيه أن لندن تعتبر حاضنة لمواهب الجيل الجديد، الذي يركز على معايير الاستدامة وإعادة التدوير، ويحاول ترسيخ طابع مستقبلي للموضة، يتعدى كون الملابس مجرد أكسسوار للقوام بل إثبات هوية وأسلوب حياة، ولكن هذه المبادئ لا تمنع كون الملابس قطع زينة لتجميل القوام؛ ولذا لاحظنا عودة قوية لمفهوم الأنوثة من خلال التركيز على الدانتيل والأسود والأحمر في الملابس، ولا سيما عرضي ماكسيميليان راينور Maximilian Rainor وعرض HeM 180 الذي عرض للدبلات ذات القصات الرجالية بطابع أنثوي راقٍ مع ربطات عنق فنتدج تُحاكي الستينيات بأسلوب الواقع.
انخفاض التكاليف

بعد غيابها عن منصات العرض في فبراير، قررت جيه دبليو أندرسون، العلامة التجارية البريطانية لجوناثان أندرسون، التخلي عن عرض الأزياء على منصات العرض مُفضلةً عرضاً بسيطاً. مصممها، الذي يُعتبر من رواد الموضة المعاصرة، يتولى الآن مسؤولية الإدارة الفنية لجميع مجموعات ديور Dior الرجالية والنسائية والراقية.
بعد تنحيه عن منصبه كمدير فني لدار الأزياء الإسبانية لويفيLoewe في وقت سابق من هذا العام، أعاد المصمم توجيه علامته التجارية نحو مفهوم "أسلوب حياة"، يقدم الأثاث وأدوات المائدة والتحف الفنية، وحتى إنتاج العسل، إلى جانب الملابس الجاهزة.

ولتخفيف العبء المالي على المصممين، أوضحت الرئيسة الجديدة لمركز لندن للأزياء (BFC) قائلةً: "لقد تنازلنا عن رسوم العضوية"؛ لجعل أسبوع الموضة في متناول الجميع. وتم تصميم برنامج يعكس الأهمية الثقافية للندن. وتمت مضاعفة الاستثمارات لضمان حضور نخبة من المشترين ووسائل الإعلام والشخصيات الثقافية في لندن.
كما يواصل مركز لندن للأزياء (BFC) برنامجه "الجيل الجديد" (NewGen)، الذي يستهدف المصممين الناشئين. وقد برز العديد من المصممين الذين استفادوا من هذا البرنامج منذ ذلك الحين، مثل سيمون روشا Simone Rocha من أيرلندا، المعروفة بفساتينها ذات الطراز الفيكتوري المزينة بالدانتيل والكرينولين، أو ريتشارد كوينRichard Quinn من لندن، الذي يجسد الأناقة الراقية.

سيقدم هؤلاء المصممون مجموعاتهم لربيع وصيف 2026 إلى جانب مشاهير الموضة البريطانيين، من بول كوستيلو إلى بربري، التي عانت من عام صعب وسط أزمة صناعة السلع الفاخرة والحرب التجارية، وسيسجل الحدث توافد أبرز عارضات الأزياء في لندن للمشاركة في عروض مثل روكساندا Roksanda، وستبرهن لنا الأيام المقبلة فعالية الخطة الجديدة التي تبناها أسبوع لندن، لمواكبة العصر والارتقاء بالحدث إلى جانب عواصم الموضة نيويورك وباريس وميلانو.
تابعي المزيد من أسبوع لندن للموضة ينطلق اليوم مع زيادة عدد المصممين وشراكة الذكاء الاصطناعي