mena-gmtdmp

هل يؤدي التوتر المزمن إلى الإصابة بمرض السكري؟ إجابة صادمة من اختصاصية

مرض السكري والتوتر.. علاقة وثيقة -المصدر: pexels-n-voitkevich
مرض السكري والتوتر.. علاقة وثيقة -المصدر: pexels-n-voitkevich

التوتر القصير قد يكون مفيداً في بعض المواقف، لكن التوتر المزمن يشكل عبئاً كبيراً على صحة الجسم والعقل، ويُعَدُّ عاملاً أساسياً في ظهور العديد من الأمراض الحديثة. حيث يؤثر في صحة القلب والشرايين، وفي هرمونات الجسم كافة؛ فيؤدي إلى اختلالها وزيادة تخزين الدهون، خصوصاً في منطقة البطن وارتفاع خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
"هل يؤدي التوتر إلى الإصابة بمرض السكري؟". "سيدتي" حملت هذا السؤال إلى اختصاصية التغذية العلاجية ريهام فخر الدين، وعادت بمعلومات مهمة حول الموضوع.

اختصاصية التغذية العلاجية ريهام فخر الدين

ما العلاقة الطبية بين التوتر المزمن وارتفاع مستوى السكر في الدم؟

عند التعرض للتوتر، يفعل الجسم ما يُعرف باستجابة "الكر أو الفر" (fight or flight)، فيُفرز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، وهذه الهرمونات تؤدي إلى رفع مستوى الجلوكوز في الدم بهدف توفير طاقة سريعة للعضلات والدماغ.
المشكلة تبدأ عندما يصبح التوتر مزمناً أو مستمراً؛ إذ يتكرر ارتفاع السكر بشكل متواصل، ما يرهق آلية تنظيم السكر في الجسم ويؤدي مع الوقت إلى خلل في التوازن الأيضي وارتفاع دائم في مستويات السكر في الدم، حتى لدى أشخاص لم يكونوا يعانون سابقاً من اضطرابات في سكر الدم.

كيف يؤثر هرمون الكورتيزول في مقاومة الأنسولين؟

الكورتيزول يلعب دوراً أساسياً في تنظيم الطاقة، لكن عند ارتفاعه بشكل متكرر يقلل من استجابة الخلايا للأنسولين. هذا يعني أن الأنسولين يصبح أقل قدرة على إدخال السكر إلى الخلايا لاستخدامه مصدراً للطاقة، فيبقى الجلوكوز مرتفعاً في الدم. مع مرور الوقت، يؤدي هذا الخلل إلى زيادة مقاومة الأنسولين، وهي المرحلة التي تسبق السكري من النوع الثاني وترتبط أيضاً بزيادة الدهون الحشوية واضطرابات التمثيل الغذائي.

هل يمكن أن يؤدي التوتر المتكرر إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني على المدى الطويل؟

التوتر قد يسبب ارتفاعاً مفاجئاً في السكر


التوتر المتكرر لا يُعَدُّ سبباً مباشراً للسكري، لكنه يشكل عامل خطر مهماً عند تكراره فترات طويلة. التعرض المستمر لنوبات التوتر يؤدي إلى ارتفاعات متكررة في هرمونات التوتر؛ ما يعزز مقاومة الأنسولين ويؤثر سلباً في تنظيم السكر في الدم. وعند وجود عوامل إضافية مثل زيادة الوزن، قلة النشاط البدني، أو الاستعداد الوراثي، يمكن أن يساهم التوتر المتكرر في تسريع تطور السكري من النوع الثاني.

هل يمكن أن يسبب التوتر ارتفاعاً حاداً في السكر لدى مريض السكري حتى مع الالتزام بالعلاج؟

نعم، التوتر سواء كان نفسياً أو جسدياً قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى السكر في الدم حتى لدى مرضى السكري الملتزمين بالعلاج الدوائي أو بالأنسولين.
يعود ذلك إلى إفراز هرمونات التوتر التي تحفز الكبد على إطلاق المزيد من الجلوكوز في الدم، إضافة إلى تقليل فعالية الأنسولين مؤقتاً؛ ما يفسر الارتفاعات غير المتوقعة في قراءات السكر.

ما نصائحكم للتخفيف من حدة التوتر والوقاية من اضطرابات سكر الدم؟

الوقاية لا تقتصر على الغذاء فقط، بل تشمل نمط الحياة كله، ولعل أهم النصائح هي التالية:

  • اعتماد أساليب يومية لإدارة التوتر مثل تمارين التنفس، التأمل، أو المشي في الطبيعة.
  • الحفاظ على نوم كافٍ ومنتظم لدعم التوازن الهرموني.
  • ممارسة النشاط البدني بانتظام؛ لما له من دور مباشر في تحسين حساسية الأنسولين.
  • اتباع نظام غذائي متوازن يحد من السكريات المكررة ويعزز استقرار سكر الدم.
  • إدراك أن التحكم بالتوتر عنصر أساسي في الوقاية من السكري وليس عاملاً ثانوياً أو نفسياً فقط.

* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.