mena-gmtdmp

كيف تحمين طفلك من القلق والخوف؟ وأسئلة اطرحيها عليه

صورة طفل يشعر بالخوف
كيف تحمين طفلك من القلق والخوف؟  وأسئلة اطرحيها عليه

مخاوف الأطفال طبيعية وتتطور مع العمر (غرباء، ظلام، وحوش، مدرسة، فشل)، وتظهر كقلق أو سلوكيات مثل البكاء، صعوبات النوم، الغثيان، أو الانفعال، وقد تتطلب مساعدة متخصصين إذا كانت مفرطة وتعيق حياتهم اليومية، ويكون التعامل معها بالدعم الأسري، استخدام الخيال في القصص، مع مراقبة المحتوى الإعلامي والبحث عن مساعدة طبية عند الحاجة. لكن عندما يعاني الأطفال من قلق مزمن، حتى الآباء الأكثر حرصًا، والذين لا يرغبون في معاناة أطفالهم، قد يزيدون من قلقهم. يحدث هذا عندما يحاول الآباء حماية أطفالهم من مخاوفهم.
إليكم بعض النصائح لمساعدة الأطفال على الخروج من دوامة القلق.

1. ساعدي طفلك على إدارة القلق وليس القضاء عليه

ساعدي طفلك على إدارة القلق وليس القضاء عليه


لا أحد منا يرغب برؤية طفل حزين، لكن أفضل طريقة لمساعدة الأطفال على التغلب على القلق ليست محاولة إزالة مسبباته، بل مساعدتهم على تعلم تقبّل قلقهم والتعامل معه بأفضل شكل ممكن، حتى في أوقات القلق. ونتيجةً لذلك، سيخفّ القلق تدريجيًا.
لذلك استمعي بإنصات، إلى طفلك وامنحيه مساحة آمنة للتحدث عن مخاوفه دون لوم، وأظهري تعاطفاً، وشجعيه على التعبير عن أفكاره ومشاعره بحرية. وعلميه كيف يتعرف على علامات القلق في جسده (مثل تسارع ضربات القلب).
بالمقابل حافظي على روتين ثابت (وجبات، نوم، واجبات) لخلق شعور بالأمان، لدى طفلك، وناقشي معه أي تغييرات قادمة مسبقاً لمساعدته على التكيف.

2. لا تتجنبي الأشياء لمجرد أنها تسبب القلق للطفل

إن مساعدة الأطفال على تجنب ما يخيفهم ستجعلهم يشعرون بتحسن مؤقت، لكنها ستزيد من قلقهم على المدى البعيد. لنفترض أن طفلاً في موقف غير مريح انزعج وبدأ بالبكاء - ليس بقصد التلاعب، بل لمجرد شعوره بذلك. إذا أخرجه والداه من ذلك الموقف، أو أزالا الشيء الذي يخيفه، يكون الطفل قد تعلم آلية التأقلم هذه. وقد تتكرر هذه الدورة.
لكن عليك أن تدركي متى تفعلين ذلك، لتتخذي خطوات صغيرة. تحددين من خلالها خيارات التأقلم الفعّالة، من هنا عليك البحث عن طرق جديدة لتخفيف التوتر عند الطفل .. استخدمي أساليب التأقلم العاطفي، وعلمي مهارات التواصل لطفلك.

3. عبّري عن توقعات إيجابية - ولكن واقعية

لا يمكنكِ أن تعدي الطفل بأن مخاوفه غير واقعية - كأن تعديه بأنه لن يرسب في الاختبار، أو بأنه سيستمتع بالتزلج على الجليد، أو بأن طفلاً آخر لن يسخر منه أثناء عرض أعماله. لكن يمكنكِ أن تُظهري له ثقتكِ بأنه سيكون بخير، وأنه سيتمكن من التغلب على مخاوفه. ويمكنكِ إخباره بأنه مع مواجهته لتلك المخاوف، سينخفض مستوى قلقه تدريجياً. هذا يمنحه الثقة بأن توقعاتكِ واقعية، وأنكِ لن تطلبي منه القيام بشيء لا يستطيع تحمله.
خذي نفساً عميقاً، ولا تتوقعي أكثر مما يمكن لطفلك تحمله.
هل نربي أطفالاً واثقين أم خائفين؟.. رحلة الطفولة بين الحماية، القلق، والعالم الرقمي!

4. احترمي مشاعر طفلك لكن لا تمنحيه سلطة مطلقة

احترمي مشاعر طفلك لكن لا تمنحيه سلطة مطلقة


من المهم أن نفهم أن التعاطف لا يعني بالضرورة الموافقة. فإذا كان الطفل خائفًا من الذهاب إلى الطبيب لأنه بحاجة إلى تطعيم، فلا يجب التقليل من شأن مخاوفه، ولكن في الوقت نفسه لا يجب تضخيمها. بل يجب الاستماع إليه والتعاطف مع الطفل ، ومساعدته على فهم سبب قلقه، وتشجيعه على الشعور بأنه قادر على مواجهة مخاوفه. الرسالة التي يجب إيصالها هي: "أعلم أنك خائف، وهذا طبيعي، وأنا هنا، وسأساعدك على تجاوز هذا الأمر".
احترام مشاعر الطفل يعني الاستماع إليه، تسمية عواطفه، عدم التقليل منها، وتوفير بيئة آمنة للتعبير عنها، حتى السلبية منها، مع تقديم الدعم والقدوة الحسنة، مما يعزز ثقة الطفل بنفسه وقدرته على فهم مشاعره والتواصل بفاعلية.

5. لا تطرحي أسئلة مباشرة

شجّعي طفلك على التحدث عن مشاعره، لكن حاولي ألا تطرحي أسئلة موجهة مثل: "هل أنت قلق بشأن الاختبار المهم؟ هل أنت قلق بشأن معرض العلوم؟" لتجنب تغذية دوامة القلق، اطرحي أسئلة مفتوحة مثل: "كيف تشعر حيال معرض العلوم؟"

6. لا تعززي مخاوف الطفل

ما لا ترغبين بفعله هو أن تقولي، بنبرة صوتك أو لغة جسدك: "ربما هذا شيء يجب أن تخاف منه". لنفترض أن طفلاً مرّ بتجربة سلبية مع كلب. في المرة القادمة التي يكون فيها بالقرب من كلب، قد تشعرين بالقلق حيال ردة فعله، وقد ترسلين دون قصد رسالة مفادها أنه يجب عليه بالفعل أن يقلق.
لا تخلقي بيئة متوترة مليئة بالصراخ والتهديد، واستمعي لطفلك ولا تجبريه على مواجهة مخاوفه دفعة واحدة، وفري روتينًا آمناً لطفلك؛ حتى لا تزرعي القلق وتجعلي الطفل يشعر بعدم الأمان، ويفاقم مخاوفه بدلاً من حلها، ويؤثر على سلوكه الصحي.

7. شجعي الطفل على تحمل قلقه

أخبري طفلك أنك تُقدّرين الجهد الذي يبذله لتحمّل القلق من أجل القيام بما يُريد أو يحتاج إليه. هذا يُشجّعه حقًا على الانخراط في الحياة والسماح للقلق بأن يأخذ مساره الطبيعي. نسمي هذا "منحنى التعود". وهذا يعني أنه سيخفّ تدريجيًا مع مرور الوقت كلما استمرّ في التعرّض لمصدر التوتر. قد لا يختفي تمامًا، وقد لا يخفّ بالسرعة التي تتمنينها، ولكن هكذا نتغلّب على مخاوفنا.

8. حاولي أن تجعلي فترة الترقب قصيرة

عندما نخاف من شيء ما، فإن أصعب وقت هو قبل القيام به. لذا، من القواعد الأساسية للآباء محاولة تقليل فترة الترقب أو القضاء عليها تمامًا. فإذا كان الطفل متوترًا بشأن موعد الطبيب، فلا داعي لفتح نقاش حول الموضوع قبل ساعتين من الموعد، لأن ذلك قد يزيد من توتره. لذا، حاولي تقصير هذه الفترة قدر الإمكان.
كيف تساعدين طفلك على مواجهة الإجراءات الطبية من دون خوف؟

9. فكّري في الأمور مع الطفل

من المفيد التحدث مع الطفل


أحيانًا يكون من المفيد التحدث مع الطفل حول ما سيحدث إذا تحققت مخاوفه، وكيف سيتعامل معها. فالطفل الذي يشعر بالقلق من الانفصال عن والديه قد يتساءل عما سيحدث إذا لم يأتِ أحد والديه لاصطحابه. لذلك نتحدث عن هذا الأمر. ماذا ستفعل إذا لم تأتِ والدتك في نهاية تدريب كرة القدم؟ "حسنًا، سأخبر المدرب أن والدتي ليست هنا". وماذا تعتقد أن المدرب سيفعل؟ "حسنًا، سيتصل بوالدتي. أو سينتظر معي". أما الطفل الذي يخشى أن يُرسَل شخص غريب لاصطحابه، فيمكنه أن يتفق مع والديه على كلمة سرية يعرفها أي شخص يُرسله. بالنسبة لبعض الأطفال، يمكن أن يقلل وجود خطة من حالة عدم اليقين بطريقة صحية وفعالة.

10. حاول أن تكون قدوة في التعامل مع القلق بطرق صحية

هناك طرق عديدة يمكنك من خلالها مساعدة الأطفال على التعامل مع القلق، وذلك بجعلهم يرون كيف تتعاملين أنت معه. فالأطفال حساسون، وسيلحظون إن استمررت في الشكوى عبر الهاتف لصديق من عدم قدرتك على تحمل التوتر أو القلق. هذا لا يعني لأن تتظاهري بعدم وجود توتر أو قلق لديك، ولكن دعي الأطفال يسمعون أو يرون كيف تتعاملين معه بهدوء، وكيف تتحملينه، وكيف تشعرين بالرضا لتجاوزه.

أسئلة تساعدك في اكتشاف الخوف عند طفلك

"من البطل الخارق الذي تتمنى أن تكونه؟"

أسئلة عن الخيال والمواقف الافتراضية:

  • "ماذا تفعل عندما تشعر بالخوف؟".
  • "من البطل الخارق الذي تتمنى أن تكونه وما هي قواك؟".
  • "ما هو أكبر حيوان تخافه، وكيف تتغلب عليه؟".
  • "لو كنت تستطيع أن تكون في أي مكان الآن، أين ستكون؟ وماذا ستفعل؟".

أسئلة حول المشاعر والأحداث اليومية:

  • "ما هو الشيء الذي يشغل بالك مؤخرًا؟".
  • "هل حدث شيء اليوم جعلك تشعر بالقلق أو الانزعاج؟".
  • "ما هو الشيء الذي تود تغييره في نفسك أو في يومك؟".
  • ما الشيء الذي تتمنى أن تفعله يوميًا طوال الوقت؟

أسئلة تشجع على الحديث عن الذات:

  • "من هو قدوتك ولماذا؟".
  • "ما هو الشيء الذي يجعلك تشعر بالسعادة أو الشجاعة؟".
  • ما أول شيء تود فعله عند الاستيقاظ؟
  • ما الذي يجعلك تشعر بالسعادة؟

علامات جسدية وسلوكية تدل على الخوف:

  • اضطراب في النوم عند الطفل أو الاستيقاظ المتكرر ليلاً.
  • البكاء السريع أو الانفعال الشديد.
  • التهرب من التجارب الجديدة أو تحديات بسيطة.
  • صعوبة في التركيز.


أسئلة تساعدكِ على الاقتراب من عالم طفلك بعد يومه الدراسي
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص