mena-gmtdmp

في اليوم العالمي للتصميم.. المصممة السعودية لبنى فرهود: العباية موضة وتراث وهوية

لبنى فرهود، مصمِّمةٌ سعوديَّةٌ، جذبها عالمُ الأقمشةِ والألوانِ منذ طفولتها، وآمنت دوماً بأنها قادرةٌ على تقديمِ إضافةٍ فيه. خلال فترةِ جائحةِ كورونا عامَ 2020، اختارت أن تُطلِقَ علامتها التجاريَّة مستفيدةً من قوَّةِ «السوشال ميديا»، ونموِّ مجالِ التجارةِ الإلكترونيَّة بشكلٍ كبيرٍ، وقد شكَّل ذلك مغامرةً ذكيَّةً، آتت ثمارها. تمسَّكت لبنى بهويَّتها وثقافتها السعوديَّة، واعتمدت العبايةَ محوراً لإبداعها، إذ أدخلت عليها لمساتها المعاصرةَ دون أن تُفقِدها أصالتها. في حوارنا معها بمناسبة اليوم العالمي للتصميم، تتحدَّثُ المصمِّمة لـ «سيدتي» عن بداياتها، وأسرارِ تصميمِ العباية، وتتطرَّق إلى التوجُّه العالمي للموضةِ في هذا الموسم، كما تُقدِّم نصائحَ مهمَّةً لاختيارِ العبايةِ المناسبة.
 

حوار: عبير بو حمدان 
تصوير: عبدالعزيز النومان 
العارضة : ملاك منذر 


لبنى فرهود

لبنى فرهود


حدِّثينا عن لبنى الصغيرة، متى عرفتِ أنكِ ستصبحين مصمِّمةَ أزياءٍ؟

وأنا صغيرةٌ، كنت أملكُ ملاحظةً دقيقةً. تلفتني القطعُ المميَّزةُ بألوانها، سواء كانت فساتينَ، أو جلَّابياتٍ، أو عباءاتٍ. وكنت مثل أي فتاةٍ في ذلك الزمن، أتابعُ عروضَ الأزياءِ العالميَّة على الدوام.

هل واجهتِ صعوباتٍ، لحجز موقعكِ في هذا السوق؟

البداياتُ لم تكن سهلةً، والسببُ أنني أطلقتُ علامتي لبون ديزاينز Laboon Designs عامَ 2020 خلال فترةِ انتشارِ جائحةِ كورونا، كما كنت أعملُ على بناءِ اسمٍ وهويَّةٍ للعلامةِ في سوقٍ يزخرُ بالمواهب. مع ذلك، كنت مؤمنةً بالله، ثم برؤيتي في تقديمِ شيءٍ جديدٍ ومختلفٍ.

اليوم، تتعدَّد أنماطُ اللبسِ في السعوديَّة، لكنَّ العباية لا تزالُ تحافظُ على تميُّزها، لماذا؟

العبايةُ، ليست مجرَّد موضةٍ، إنها جزءٌ من تراثنا وهويَّتنا، المصمِّماتُ اليوم أبدعن في تطويرها، لتناسبَ العصرَ دون أن تفقدَ جوهرها، ما جعلها خياراً أنيقاً وعصرياً.

لماذا اخترتِ تصميمَ العباياتِ دون غيرها؟

كما قلتُ، العبايةُ هويَّتنا التي كبرنا عليها. هي ليست لباساً محتشماً فقط، إنها أيضاً أسلوبُ حياةٍ، يعكسُ ثقافتنا، وشخصيَّة المرأةِ السعوديَّة. أحببتُ أن أضيفَ بصمتي الخاصَّةَ إليها لجعلها أكثر حداثةً وتميُّزاً مع الحفاظِ في الوقتِ نفسه على أصالتها.

القماشُ، اللونُ، القَصَّةُ، أي العناصرِ منها هو الأهمُّ؟

هذه ثلاثةُ عناصرَ في غايةِ الأهميَّة لأي مصممٍ، وهناك عنصرٌ رابعٌ أيضاً لتميُّز التصميم، فالقماشُ، واللونُ، والقَصَّةُ، ونظافةُ الحياكة finishing كلُّها مترابطةٌ، وأي إخفاقٍ في أحدٍ من هذه العناصر، يُقلِّل من قيمةِ القطعة.

أنماطٌ، وتفاصيلُ، وقصَّاتٌ معاصرةٌ كثيرةٌ، دخلت على تصميمِ العباية، هل زادها ذلك جمالاً، أم أفقدها صورتها الأصليَّة؟

العبايةُ يجبُ أن تكون ساترةً لتحقيقِ الغرضِ الحقيقي من ارتدائها، لكنَّني أعتقدُ أن تطويرها إذا كان مدروساً، فسيزيدها جمالاً. لا مانع من إدخالِ لمساتٍ حديثةٍ إليها مع الحفاظِ على روحِ العبايةِ وهويَّتها الأساسيَّة.

ما الذي ستقدِّمونه لموسمِ ربيع وصيف 2025؟

عباياتنا الصيفيَّة دائماً ما تكون مريحةً، وعمليَّةً، وخفيفةً جداً، لتتناسبَ مع حياةِ المرأةِ العصريَّة من قيادةِ سياراتٍ، وانخراطٍ في نشاطاتٍ مختلفةٍ.

ما الألوانُ التي ستكون رائجةً في هذا؟

الألوانُ الترابيَّة مثل البيج، والبنِّي الفاتح، والرمادي، وألوانُ الباستيل، ستكون بارزةً هذا الموسم. نحن بالطبع نتابعُ توجُّهاتِ الموضةِ العالميَّة، لكنْ ليس بالضرورةِ أن تتناسبَ مع ذوقنا السعودي، لذا نحرصُ على اختيارِ ما يلائمنا منها.

من عالم التصميم والأزياء يمكنك التعرف على 6 مصممات سعوديات ملهمات في تصميم الأزياء

 

«القماش واللون والقَصّة ونظافة الحياكة عناصر مترابطة وأي إخفاق في أحد منها يقلل من قيمة العباية»

 

من تصميم لبنى فرهود

 

 

كيف تجدين اليوم الجهودَ التي تُبذَل في السعوديَّة لدعمِ هذا القطاعِ من تمكينٍ، وتسهيلاتٍ، وقوانينَ، وفعاليَّاتٍ ذات مستوى عالمي؟

بفضلِ جهودِ حكومتنا الرشيدة، تعدُّ هذه المرحلةُ ذهبيةً لأي مصمِّمةٍ في السعوديَّة. كثرةُ الفعاليَّاتِ السنويَّة، أتاحت الفرصةَ أمام المصمِّمين للتوسُّع والابتكار، فأصبحت لدينا علاماتٌ تجاريَّةٌ، تنافسُ عالمياً.

حالياً، بناءُ علامةٍ تجاريَّةٍ للأزياءِ في السعوديَّة، بات سهلاً بوجودِ الدعمِ من مختلف الجهات، لكنْ هل الاستمراريَّةُ سهلةٌ أيضاً، خاصَّةً مع كلِّ هذا التنافسِ في السوق؟

صحيحٌ، التأسيسُ أصبح سهلاً جداً حالياً، لكنَّ الاستمراريَّة، تتطلَّبُ الابتكارَ الدائم، والقدرةَ على تقديمِ شيءٍ مختلفٍ مع الحفاظِ في الوقت نفسه على الجودةِ، والهويَّة الخاصَّة بالعلامةِ التجاريَّة.

مواقعُ التواصلِ توأمُ النجاحِ للعلاماتِ التجاريَّة وأصحابِ المشروعاتِ الآن، كيف استفدتِ منها؟

بالتأكيد. لبون ديزاينز Laboon Designs متجرٌ إلكتروني، و«السوشال ميديا»، هي البابُ الذي انطلقتُ منه للعالمِ الخارجي، وتواصلتُ من خلاله مع العميلات، لذا تعدُّ هذه المنصَّاتُ في غايةِ الأهميَّة بالنسبةِ لعملي، ترويجاً وانتشاراً.

بالنسبةِ لعملكِ، ما الجانبُ السلبي لمواقعِ التواصل؟

في رأيي، التصويرُ غالباً ما يظلمُ القطعةَ، ولا يعطيها حقَّها! مهما اجتهدت العارضةُ خلال مهمَّتها، لن تستطيعَ العميلةُ معرفةَ القماشِ، والقَصَّة بوضوحٍ كما لو لمستها، ورأتها في الحقيقة.

ما أجملُ تعليقٍ، أو ردَّةِ فعلٍ، أو انطباعٍ، حصلت عليه من الناس؟

ردودُ الأفعال، هي على الأغلبِ إيجابيَّةٌ وداعمةٌ، مثلاً الدعاءُ لي بالبَرَكة، لكون العباية التي أصمِّمها مريحةٌ جداً.

هناك شخصيَّاتٌ عدة، اختارت في إطلالاتها عباياتٍ من تصميمكِ، ماذا يعني لكِ ذلك؟

هذا الأمرُ يسعدني كثيراً. عديدٌ من الشخصيَّاتِ المؤثِّرة، والنساءِ الملهمات، اخترن تصاميمي، وهذا يمنحني دافعاً أكبر للاستمرارِ في الابتكار.

كيف تجدين مستقبلَ العلامةِ بعد خمسةِ أعوامٍ من الآن؟

أطمحُ إلى توسيعِ العلامةِ دولياً، وإطلاقِ خطوطٍ جديدةٍ، تتماشى مع متطلَّباتِ المرأةِ العصريَّة، مع الاستمرارِ في الحفاظِ على أصالةِ العبايةِ بروحٍ متجدِّدةٍ.

ما النصيحةُ التي توجِّهينها عند اختيارِ عبايةٍ جديدةٍ؟

اختاري العبايةَ التي تناسبُ شخصيَّتكِ، وجسدكِ، وتجعلكِ تشعرين بالراحةِ والثقة، ولا تركضي فقط خلفَ الصيحاتِ، فالأناقةُ الحقيقيَّة، تأتي من اختيارِ القطعةِ التي تعكسُ هويَّتكِ.

أخيراً، ما النصيحةُ التي توجِّهينها لمصمِّماتِ الأزياءِ الصاعدات اللاتي يجتهدن لتأسيسِ علاماتٍ تجاريَّةٍ ناجحةٍ؟

كوني صبورةً، وركِّزي على هويَّتكِ الخاصَّة، ولا تحاولي تقليدَ الآخرين، بل قدِّمي شيئاً مميَّزاً، يعكسُ شخصيَّتكِ.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط