في عالمِ المجوهراتِ الراقيةِ حيث تلتقي الفخامةُ بالإبداع، تظهرُ أسماءٌ قليلةٌ، استطاعت أن تُعيدَ تعريفَ معنى الحِرفيَّةِ الحقيقيَّة. من بين هذه الأسماءِ، تبرزُ سيندي تشاو Cindy Chao، الفنَّانةُ والمصمِّمةُ التي قادت نخبةً من أمهرِ الحِرفيين الأوروبيين لأكثر من 15 عاماً، ودفعت حدودَ الحِرفة نحو آفاقٍ، لم تكن متخيَّلةً من قبل، ليس فقط في جمالِ التصاميم، بل وأيضاً في جوهرِ العمليَّةِ الإبداعيَّةِ التي تضعُ الحِرفيَّةَ في قلبِ الفن.
الحرفية في قلب الإبداع
تُؤمنُ سيندي تشاو Cindy Chao بأن كلَّ قطعةِ مجوهراتٍ، يجبُ أن تحملَ روحاً، وأن تكون نحتاً فنياً قبل أن تكون زينةً، لذا تعتمدُ نهجاً فريداً في تصاميمها، يبدأ من النحتِ بالشمع بدلاً من الرسمِ التقليدي. باستخدامِ تقنيَّةِ الشمعِ المفقود La Cire Perdue المستوحاةِ من القرنِ الـ 18، تُشكِّل سيندي نماذجَ بالحجمِ الطبيعي بيديها، تُجسِّد من خلالها القيمَ الجماليَّةَ التي تتمسَّكُ بها: العمقُ، والبنيةُ المعماريَّةُ، والتعبيرُ العضوي الطبيعي.
كلُّ حجرٍ كريمٍ في تصاميمها، يُوضَعُ في موقعه بدقَّةٍ متناهيةٍ على النموذجِ الشمعي، ما يُتيح رؤيةً واضحةً للحِرفيين دون الحاجةِ إلى الترجمةِ، أو التفسير.
التيتانيوم: من صلابة المعدن إلى ليونة الفن
على الرغمِ من صعوبةِ العملِ مع معدنِ التيتانيوم المعروفِ بقساوته، وارتفاعِ درجةِ انصهاره إلا أن سيندي تشاو Cindy Chao استطاعت أن تُحوِّله إلى منحنياتٍ ناعمةٍ، تُضاهي نعومةَ القماش. بقيادتها فريقاً من الحِرفيين المخضرمين، تمكَّنت من استكشافِ كلِّ إمكاناتِ هذا المعدن، بدءاً من التشكيلِ، مروراً بالتثبيتِ، وانتهاءً بالتلوينِ بالأنودة Anodization.
والنتيجةُ؟ تحفٌ فنيَّةٌ، لا مثيلَ لها، تستعرضُ قوَّةَ التقنيَّة، ورقَّةِ الإحساسِ في آنٍ واحدٍ.
يمكنك أيضًا الاطلاع على السترين.. حجر ذهبي يسطع في عالم المجوهرات الراقية
مواد غير تقليدية.. جمال غير متوقع
لم تتوقَّف سيندي Cindy عند المعادنِ التقليديَّة، بل وخاضت أيضاً مغامرةً فنيَّةً فريدةً بإدخالِ خاماتٍ عضويَّةٍ مثل خشبِ الأبنوس، وخشبِ القيقب، وخشبِ الصندل، وقرونِ الثيران، والسيراميك واللكر في تصاميمها. دمجُ هذه الموادِّ مع الذهبِ والتيتانيوم، يتطلَّبُ فهماً عميقاً لخواصِّ كلِّ مادةٍ، وإتقاناً في حسابِ زوايا الربطِ بينها بدقَّةٍ هندسيَّةٍ مذهلةٍ.
قيادة فنية تتجاوز حدود الزمان
تقفُ سيندي تشاو Cindy Chao اليوم بوصفها رمزاً للقيادةِ الفنيَّةِ الحقيقيَّةِ في عالمِ المجوهرات. هي لا تُصمِّم فقط، بل وتخلقُ أيضاً لغةً خاصَّةً، تنطقُ بها المعادنُ والأحجار، لتُعبِّر عن رؤيةٍ فنيَّةٍ، لا تعرفُ حدوداً. إنها حِرفيَّةٌ رائدةٌ، أعادت تعريفَ الجمالِ من خلال التقاءِ التقاليدِ بالإبداع، والتقنيَّةِ بالشغف.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
