في مركز بومبيدو في قلب عاصمة النور، كشفت المصممة ستيلا مكارتني عن مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2026 ضمن جدول اليوم الثاني من أسبوع باريس للموضة، افتتحت العرض النجمة هيلين ميرين Helen Mirren بكلمات ألقتها من أغنية "تعالوا معاً" لفرقة البيتلز "Come Together"، اختصرت فكرة المجموعة التي جاءت كدعوة للتكاتف بين جميع المخلوقات، في إشارة إلى المسؤولية الأخلاقية للمصممة الإنجليزية تجاه القضايا البيئية، لقد كان واحداً من العروض المنتظرة، وعكس ما شاهدناه في منصات أخرى اتسم بالبساطة، وابتعد عن الزخرفة المبالغة، في محاولة للتركيز على التصاميم المستوحاة من أناقة الثمانينيات، والتي تنوعت بين البدلات المرسومة بخطوط هندسية وفساتين الكوكتيل المفعمة بالأنوثة والجاذبية.
إطلالات تُعيد صياغة أناقة الثمانينيات
تجسدت ملامح أزياء الثمانينيات في الكثير من عروض أسبوع باريس للموضة التي تابعناها حتى الآن، ولكنها صيغت في مجموعة ستيلا مكارتني Stella Mccartney بأسلوب عكس الروح الأنثوية التي لطالما رسمت تصاميم المبدعة الإنجليزية، ففي عالم مكارتني تمتزج النعومة بالصرامة في مشهد فنى مدروس، فالبدلات حتى وإن كانت بخطوط هندسية حادة ستنجح مكارتني دائماً في تطعيمها بتفصيلة أنثوية؛ لتوازن بين الطابع العملي والأناقة الخالصة التي لا تُفارق عروضها، لقد كانت الإطلالة الافتتاحية للمجموعة تلخيصاً لكل ذلك، فقد ظهرت العارضة ببدلة رمادية مخططة عريضة الأكتاف ينتهي جاكيتها بقصة البيبلوم، والحزام الأسود العريض جاء ليحدد الخصر في محاولة لصنع انحناءات تعزز جمال الطلة الرصينة.
أزياء تُراعي الاستدامة
ليست هذه هى المرة الأولى التي تنتج فيها ستيلا مكارتني مجموعة بمواد صديقة للبيئة بنسبة تقترب من الـ 100%، فقد سبق وفعلتها في مجموعة ما قبل خريف 2025، والتي تعتبر الأكثر استدامة في تاريخها، فبالأمس تمايلت عارضاتها على المنصة بباقة رائعة من فساتين الكوكتيل القصيرة المغطاة بالريش المنفذ من مواد نباتية، كما برعت مكارتني في إبراز الشغل اليدوي عبر البناطيل المرقعة من بقايا الجينز بتدرجات لونية مختلفة من الفاتح إلى الداكن، والملفت أنه نسق في إحدى الإطلالات مع توب مسائي أشبه بكورسيه منحوت ازدان بترتر نباتي قابل للتحلل.
لوحة ألوان لخصت فكرة المجموعة
ركزت ستيلا مكارتني في مجموعة ربيع وصيف 2026 على لوحة ألوان محدودة ولكنها في الصميم، فقد ناسبت بشكل كبير فكرة التصاميم التي تنوعت بين الستايل الرسمي وأزياء السهرة الناطقة بالحياة، في إشارة إلى الفكرة الرئيسية التي تدعو لتكاتف جميع الأضداد، فاستهل العرض بالرمادي الرصين ثم أعقبه الحضور الهادئ والمؤثر للافندر بمختلف نغماته؛ لتفاجئنا بألوان أكثر حيوية مثل الأخضر النعناعي والأحمر الجرئ بحضور مميز في منتصف العرض، وتتسلم الراية النغمات الترابية المدموجة بالأبيض والأسود، وفي الختام يظهر اللافندر مجدداً على هيئة فستان أنيق ديكولتيه مستقيم القصة مغلف بالريش النباتي معلناً أنه اللون الرسمي للعرض.
اكتشفي أبرز ما جاء في عروض اليوم الأول من أسبوع باريس لربيع وصيف 2026
قصات تُراعي كل الأذواق
تتوجه ستيلا مكارتني بمجموعاتها إلى جميع أطياف النساء على اختلاف خلفياتهن الثقافية وأساليب حياتهن؛ لذا تراعي في كل موسم جديد أن يحتوي عرضها على الإطلالات الجريئة والمحتشمة، والتي تنتقل بينهما بسلاسة لا تُضاهى، تعكس المهارة الإبداعية للمصممة، وتشير إلى ذكائها في كسب عملاء مخلصين للعلامة، ولا ننكر الطابع الفني الحاضر في أغلب الإطلالات الموقعة باسمها، ولكنه من دون زخرفة واستعراض زائفين بعيداً عن الفكرة الرئيسية، فتتميز عروضها بالهدوء وتصاميمها دائماً تنجح أمام اختبار الزمن، فبالأمس لفتنا القميص البيبلوم المحتشم المزدان بالترتر النباتي المنسق مع الجينز الواسع، وهو ستايل تكرر لاحقاً في إطلالات أكثر نعومة؛ لتتناسب مع الإطلالات النهارية.
أكسسوارات أبرزت جمال الأزياء
لم تكن الأكسسوارات تفصيلاً يمكن فصله بسهولة عن العرض من دون أن يتأثر، بل جاء كتعبير عن هوية العلامة، فلم تغب حقائب فالابيلا Falabella الأيقونية المميزة بتصميمها الانسيابي عن المنصة، وقدمت بنسخ متطورة تدعم الاستدامة كما عهدناها منذ أن أطلقتها مكارتني لأول مرة في مجموعة شتاء 2009، وإلى جانبها رأينا الحقائب الـPouch الملونة والميتاليكية، وتشكيلة رائعة مهداة إلى المرأة العاملة من حقائب الـ Tote.
فيما يخص الأحذية، ركزت ستيلا مكارتني على الموديلات الكلاسيكية المصممة بجزء خلفي مفتوح Slingbacks ولكنها نفذتها من خامات شفافة وألوان ربيعية زاهية؛ لتحاكي أذواق الشابات، كما شقت الأحذية الـMules طريقها إلى منصة العرض بألوانها الحيادية المتمثلة في الأسود الملكي والزهري المبودر.
لا تفوتك مشاهدة إطلالات النجمات في عرض لوريال باريس
