في البيت قيادية وخارجه تابعة

 

ابنتي تبلغ من العمر سبع سنوات، وهي الأصغر بين أخواتها الست، ما يزعجني فيها هو شخصيتها أمام الآخرين، وأعني بذلك تعاملها مع الناس خارج المنزل، حيثُ تصبح ضعيفة الشخصية ينتابها الخوف الشديد، وتحاول إرضاء الآخرين مهما كلفها الأمر حتى يصل بها الحال للتخلي عن ممتلكاتها ولعبها الخاصة من أجل إرضائهم وكسب صداقات جديدة، وأجدها تابعة لهم حتى يصل بها الحال للقيام على خدمتهم، وبالرغم من ذلك لا تجد قبولاً ممن هم في سنها، وذلك ربما

 -ومن ملاحظتي- يرجع إلى طريقة أسلوبها وتنازلها المستمر عن حقوقها، وهذا حديث العهد عليها، فلم ألاحظ ذلك إلا منذ دخولها للمدرسة، فهي داخل المنزل تتسم بالعناد، والسيطرة، والقيادية حتى على منْ هم أكبر منها، وهي ذكية جدًّا، ومدللة من قِبل معلماتها، لكن بالرغم من ذلك تجد صعوبة في اكتساب الصداقات

أم فواز

عزيزتي السائلة  سلوك الأطفال داخل منازلهم، ومع أفراد أسرهم ليس معيارًا، لأنهم اعتادوا على إخوتهم ووالديْهم، فيختلف الأمر حين يتفاعلون مع الآخرين، وكثير من الأطفال في عمر ابنتكِ لا يلاحظ الوالدان افتقادهم للمهارات الاجتماعية، والتواصل مع أقرانهم إلا بعد أن يلتحقوا بالمدرسة التي تمثل خبرة واضحة، وكاشفة عما تعلمه الطفل، وتربى عليه من قِبل أسرته.            
فلا داعي لقلقكِ فخوفها الاجتماعي قابل للعلاج ما دامت ذكية، وما تحتاجه معرفة مخاوفها، والوقوف على ما يجعلها مترددة أو مُحجمة، أو ما يجعلها غير واثقة في تصرفاتها أو خنوعها لغيرها من قِبل مرشدتها الطلابية لتدربها على إكسابهـا مهارات التوكيدية، والتعبير عن مشاعرها الإيجابية، والسلبية بطريقة متدرجة وفقًا لمواقف تنجح فيها داخل فصلها الدراسي وتحت إشراف معلماتها القادرات على تنفيذ خطوات برنامج تعده مرشدتها، فكلما كانت واثقة في ذاتهـا، وشعرت بذلك ستجدينهـا طبيعية بل قيادية مع زميلاتها في المدرسة، وما دمتِ بهذا القلق عليها فأرى أنّ زيارتكِ لإ خصائية نفسية خطوة أساسية، وضرورية لم يكن في المدرسة مرشدة، أو فشلت في مساعدتها.

 

الاختصاصي سليمان القحطاني

حاصل على ماجستير في علم النفس العيادي يعمل حالياً بوحدة الخدمات الإرشادية لمشاكل الطلاب في وزارة التربية والتعليم في السعودية

 

ما مشكلتي؟

أنا شاب عمري 35 سنة سبق لي أن تزوجت، ثم ماتت زوجتي أثناء الوضع، وبعد حزن زوج على زوجته تزوجت الزوجة الثانية، والتي بدورها لم تشأ الأقدار أن تجمع بيننا، فكانت النتيجة طلاقًا قبل البناء، وبعد زواج ووفاة، وزواج وطلاق عشت وعانيت من مرض العجز الرجالي، فتوجهت إلى طبيب مختص في أمراض الكليتين، والجهاز البولي، والجهاز التناسلي، وبعد عدة فحوصات اتضح أنني مصاب بمرض نفسي، وليس عضويًّا، وبعد هذا المسلسل الدرامي أود منكم حلاً لهذا اللغز: هل تستدعي حالتي زيارة طبيب نفساني؟ ما سر مشكلة العجز؟ وكيف أبحث عن زوجة تحْصِنني؟

حزين

 

أخي الفاضل وفاة زوجتك وافتقادك لها سببا لك كآبة عايشتها ولم تتجاوزها وربما تسرعت في زواجك الثاني ظنا منك أن ذلك يساعد ولكن هذا التسرع اثر على رغبتك بزوجتك ما أدى لأعراض الكآبـة، وزواجك الآخر الذي لم توفق فيـه دعَّم من إحساسك بالفشل، والذي تجسد في مشكلة العجز، فقد تكون مشاعرك لمن افتقدتها ما زالت في داخلك قبل زواجك الثاني، والآن الفحوصات الطبية أكدت سلامتك عضويًّا، وهذا يعني أن ما تعانيه راجع لحالتك النفسية، ما تحتاجه زيارة للطبيب النفسي، وتقويم أعراضك النفسية، ومدى حاجتك للدواء النفسي؛ مع أهمية الاستمرار في جلسات نفسية لمناقشة أفكارك، ومشاعرك تجاه منْ افتقدتها، وعن الفشل في التجربـة الثانيـة، بعدها أنت منْ يقرر التفكير في الزواج حين ترى استقرار حالتك مع الطبيب المتابع لحالتك.