منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" عضوية شبكتها العالمية لمدن التعلّم (GNLC) لإمارة الفجيرة ضمن توسّعها الأخير، لتنضم الفجيرة بذلك إلى 72 مدينة من 46 دولة، اعتُرف بها لالتزامها بتحقيق الحق في التعليم لجميع الأفراد من الأعمار المختلفة على المستوى المحلي.
الشبكة العالمية لمدن التعلّم
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام" تضم الشبكة العالمية لمدن التعلّم، التي أُطلقت عام 2013، بهذا التحديث، ما مجموعه 425 مدينة من 91 دولة، تدعم مجتمعة فرص التعلّم مدى الحياة لما يقارب 500 مليون نسمة.
من جهته أكّد الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، أنّ انضمام إمارة الفجيرة إلى الشبكة العالمية لمدن التعلّم التابعة لليونسكو، يعكس التزام دولة الإمارات الراسخ بتطوير التعليم والثقافة وتنمية الإنسان، ويشكل دليلًا على رؤيتها الإستراتيجية في توسيع فرص التعلّم مدى الحياة وبناء اقتصاد معرفي مستدام، كما يبرز حرص القيادة في دولة الإمارات على تمكين المجتمعات من خلال الارتقاء بالتعليم، وتعزيز الابتكار، وترسيخ مبادئ الاستدامة.
وبين القاسمي أنّ وزارة الثقافة دعمت ملف ترشّح إمارة الفجيرة لعضوية الشبكة العالمية لمدن التعلّم عبر اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، بما يتوافق مع أولويات اليونسكو، ويعزّز دور دولة الإمارات كجهة فعالة في دعم التعلّم العالمي وتعزيز التبادل الثقافي.
وأضاف أنّ انضمام الفجيرة إلى الشبكة العالمية لمدن التعلم سيسهم في تعزيز التعاون الدولي، وتسهيل تبادل أفضل الممارسات العالمية، وترسيخ ريادة دولة الإمارات في دعم الحوار الثقافي، وصياغة مستقبل قائم على المعرفة والإبداع.
مشروع مدينة التعلّم في الفجيرة
يذكر أنّ "مشروع مدينة التعلّم في الفجيرة" يتطلع إلى مستقبل يكون فيه التعلّم مدى الحياة محور التنمية المستدامة، إذ يهدف على المدى المتوسط (3–5 سنوات)، إلى تعزيز البنية التعليمية، وترسيخ المهارات الرقمية، ودعم التعلّم المجتمعي، وتنمية المواهب الفنية المحلية، ووضع إستراتيجية محلية لمدينة التعلّم، فيما تتضمن أهدافه طويلة المدى (5–10 سنوات) ترسيخ مكانة الفجيرة بوصفها رائداً إقليميًّا في التعلّم مدى الحياة، وتحقيق العدالة التعليمية، وتطوير قوى عاملة ماهرة، وتوسيع الشراكات الدولية، ووضع أنظمة لقياس أثر المبادرات التعليمية. وتستند هذه الرؤية إلى الهوية الثقافية والاستدامة والابتكار، بما يسهم في بناء مجتمع قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
وتسهم المبادرات التعليمية والثقافية المتنوعة في الفجيرة، تحت رعاية الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، مثل مجلس محمد بن حمد الشرقي، ومبادرة "نشء الفجيرة روّاد التقنية"، ومعرض الفجيرة لكتاب الطفل، في دعم مبادرات التعلّم مدى الحياة وتطوير اقتصاد معرفي مستدام في الإمارة. ويُعد مجلس محمد بن حمد الشرقي منصة شاملة للحوار حول الثقافة والابتكار وأولويات المجتمع، بما يعزّز المشاركة المجتمعية ويُسهم في التأثير على السياسات المحلية، كما يعزز التعلّم بين الأجيال والثقافات.
مبادرة نشء الفجيرة روّاد التقنية
تجدر الإشارة إلى أنّ مبادرة "نشء الفجيرة روّاد التقنية"، التي أُطلقت عام 2025 بالتعاون مع جامعة حمدان بن محمد الذكية، تهدف إلى تزويد الناشئة من 7 إلى 15 عاماً بمهارات البرمجة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، في حين يسعى "معرض الفجيرة لكتاب الطفل"، الذي أُطلق عام 2024، ويضم ورش عمل وجلسات سرد قصص، بما في ذلك جلسات مخصّصة للأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية المختلفة، إلى تعزيز القراءة والإبداع وبناء شراكات مع الكتّاب والناشرين لتحسين الوصول إلى المعرفة والتعليم الثقافي.
مبادرات وبرامج أطلقتها إمارة الفجيرة
تعزّز الفجيرة الاستدامة والصحة من خلال مبادرات مثل "برنامج وادي الوريعة للتعلّم"، الذي يدمج الطلاب في دراسات التنوع البيولوجي وجهود المحافظة على البيئة، وحملة "معاً نتحرك" التي توفر دروسًا مجانية في اللياقة البدنية وورش عمل حول الصحة في الحدائق العامة.
وتدعم المدينة مبادئ الإنصاف والشمول عبر برامج مثل "عام التسامح" في المدارس لتعزيز الحوار بين الثقافات، إلى جانب توفير التدريب المهني للأفراد من أصحاب الهمم والأسر محدودة الدخل من خلال مجلس محمد بن حمد الشرقي. كما تُقدَّم خدمات إضافية للعمال المهاجرين وكبار السن وسكان المناطق الريفية عبر المراكز المجتمعية والمنصات الرقمية.
ولربط التعليم بسوق العمل، تدير "غرفة تجارة وصناعة الفجيرة" برنامجًا لحاضنات الأعمال يركّز على تطوير المهارات الأساسية، بينما يهدف "برنامج محمد بن حمد الشرقي للقيادة" إلى تنمية قدرات العاملين في القطاع الحكومي. كما تعمل الأندية الريادية في المدارس على تشجيع الطلبة على إعداد خطط الأعمال، بما يضمن مواءمة التعليم الفني مع احتياجات سوق العمل المحلي.
وأيضًا تولي الفجيرة أهمية كبيرة لتعزيز المساواة بين الجنسين في التعلّم مدى الحياة، من خلال ضمان تكافؤ فرص التعليم والتطوير المهني للنساء والرجال على حدّ سواء، عبر مبادرات "مجلس سيدات أعمال الفجيرة" و"مركز الفجيرة للبحوث".
اطلعي على: انضمام الرياض والمدينة المنورة إلى شبكة اليونسكو للمدن المبدعة
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة x





