mena-gmtdmp

فلكية جدة: تبعثر ضوء الشمس بالغلاف الجوي هو سبب زُرقة وصفاء السماء شتاءً

السماء
السماء أكثر زرقة وصفاءً في فصل الشتاء - الصورة من موقع unsplash

كشفت الجمعية الفلكية بجدة، عن السبب العلمي لازدياد زرقة وصفاء السماء خلال فصل الشتاء مقارنة ببقية فصول السنة الأخرى، حيث تُعد هذه الظاهرة ظاهرة طبيعية لها تفسير علمي دقيق، يرتبط بكيفية تفاعل ضوء الشمس مع الغلاف الجوي للأرض.

سبب زُرقة السماء في الشتاء

وأبان رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، عبر حساب الجمعية الرسمي على "فيسبوك"، أن الضوء القادم من الشمس يتناثر عند مروره عبر جزيئات الهواء مثل الأكسجين والنيتروجين، وهي عملية تُعرف باسم "تشتت رايلي"، ويزيد هذا التناثر كلما قل الطول الموجي للضوء، لذلك يتناثر الضوء الأزرق القصير أكثر من الضوء الأحمر الطويل، مما يجعل السماء تظهر زرقاء خلال ساعات النهار في الأجواء الصافية.

وأشار، إلى أن المشهد يختلف عند شروق الشمس وغروبها، إذ يقطع الضوء مسارًا أطول في الغلاف الجوي، فيتبعثر الضوء الأزرق بعيدًا عن خط النظر، بينما يصل الضوء الأحمر والبرتقالي إلى أعيننا، فتظهر السماء بتدرجات لونية دافئة ومميزة.

ولفت رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إلى أن اللون البنفسجي يمتلك طولًا موجيًا أقصر من الأزرق، إلا أن العين البشرية أكثر حساسية للضوء الأزرق، لذلك يبدو هو اللون الغالب في السماء.

عوامل زيادة الصفاء في السماء بالشتاء

وأضاف، أن فصل الشتاء يتميز بانخفاض مسار الشمس في السماء نتيجة ميل محور الأرض، ما يزيد من المسافة التي يقطعها ضوء الشمس داخل الغلاف الجوي، ويعزز من وضوح تبعثر الضوء الأزرق، في مقابل تراجع تأثير الألوان الأخرى على خلفية السماء.

وأوضح، أن انخفاض مستويات الرطوبة في فصل الشتاء يُعد عاملًا إضافيًا في زيادة صفاء السماء، حيث تقل كمية بخار الماء وقطراته في الجو، وهي جزيئات كبيرة نسبيًا تتسبب في ما يُعرف بـ "تبعثر مي" الذي يمنح السماء مظهرًا أبيض أو ضبابيًا، ومع انخفاض هذا النوع من التبعثر، يبقى تبعثر رايلي هو المسيطر، فتبدو السماء أكثر زرقة ونقاء.

وأكد المهندس أبو زاهرة، أن اجتماع هذه العوامل في فصل الشتاء، من انخفاض الرطوبة وصفاء الهواء، وتراجع "تبعثر مي"، وزيادة تأثير تبعثر رايلي بسبب انخفاض الشمس في السماء، يجعل هذا الموسم من أفضل الفترات لمشاهدة سماء زرقاء صافية، لا سيما في المناطق المعتدلة الواقعة بين خطي عرض 30 و60 درجة شمالًا وجنوبًا، وبعيدًا عن مصادر التلوث والغبار.

مراقبة السماء والظواهر الفلكية

واختتم رئيس الجمعية الفلكية بجدة حديثه بالتأكيد على أن فهم أسباب زرقة السماء لا يقتصر على الجانب الجمالي فحسب، بل يعكس صورة واضحة عن التفاعلات الدقيقة بين الأشعة الشمسية والغلاف الجوي، ويعزز من تقدير جمال فصل الشتاء وخصوصيته في مراقبة السماء والظواهر الفلكية.

يمكنك أيضًا قراءة: سماء الوطن العربي تودع عام 2025 بهذه الظاهرة الفلكية

يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على إكس