في ليلة ساحرة تنضح بالإبداع أسدلت مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية الستار على نسختها الخامسة مع 19 تكريماً استثنائياً، وذلك برعاية من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
فللعام الخامس على التوالي، تحتفي وزارة الثقافة بالمبدعين والمبدعات في قطاعات الثقافة الواسعة المدى، من الأدب والنشر والترجمة إلى الفنون البصرية، والأفلام، والإعلام، والأزياء، والموسيقى، والمسرح، وفنون الطهي، وصولاً إلى المؤسسات الثقافية الربحية وغير الربحية والمؤسسات الداعمة للحِرف، فيما خصصت جائزة للشباب وجائزة لسيدات ورجال الأعمال، لتتوج الجوائز بشخصية العام الثقافية، وقد اختير للفوز بها فنان العرب محمد عبده.
تغطية: عبير بو حمدان
تصوير: بشير صالح
اعتزاز بالمساهمات الثقافية
أقيم الحفل الختامي لهذه النسخة من المبادرة في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، حيث صدحت أصداء التميز الثقافي على مسرح اعتلاه لتكريم الفائزين والفائزات، وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود، ليؤكد في كلمته أمام الجمهور المتعطش للإبداع، أن "مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية تأتي انعكاساً لقيم الشكر والتقدير في ثقافتنا السعودية، وامتداداً لحرص وزارة الثقافة على تمكين وتشجيع المبدعين في المجالات الثقافية كافة"، معبراً عن "اعتزازه وفخره بكل المساهمات الثقافية للمبدعين والمبدعات من كافة أرجاء الوطن؛ فالثقافة تزدهر بهم، وبإبداعهم".
الجوائز كرمت هذا العام أسماءً كبيرة أثرت بمساهماتها وجهودها المبذولة المكتبة الإبداعية في المملكة، فتضمنت الأسماء المكرمة الأميرة نورة الفيصل، الرئيسة التنفيذية لفنون التراث، ومؤسسة منصة أظلال، وذلك عن فئة الأزياء، كذلك تضمنت فنان العرب محمد عبده عن فئة شخصية العام الثقافية، والدكتور عبد الله البريدي عن فئة الأدب، والدكتور عبد الرب إدريس عن فئة الموسيقى، وشركة مانجا للإنتاج ممثلة برئيسها التنفيذي الدكتور عصام بخاري عن فئة المؤسسات الثقافية الربحية، وصالح عبدالواحد رئيس فرقة العرضة السعودية عن فئة المسرح والفنون الأدائية، والشاعر يحيى الرياني عن فئة الشباب والعديد من الأسماء البارزة الأخرى..
"سيدتي" حضرت الحفل ممثلة برئيسة التحرير لمى الشثري، وفريق التحرير الذي كان له لقاءات مع عدد من الفائزين للحديث عما تعنيه لهم هذه الجائزة.
الأزياء ومظلتها الواسعة
الأميرة نورة الفيصل التي تم تكريمها بهذه الجائزة لقاء ريادتها في إدماج الحِرف اليدوية والهوية السعودية في صناعة الأزياء، وإثر انتهاء الحفل استضفناها في لقاء خاص عبرت فيه عن مدى اعتزازها بهذه الجائزة قائلة: "أشعر أنني في حلم".
وتحدثت الأميرة عن أهمية تخصيص مساحة للأزياء ضمن المبادرات الوطنية معتبرة أن: "الجوائز الثقافية خصصت مساحة للأزياء منذ البدايات، أي منذ انطلاقتها قبل خمس سنوات، واليوم توسعت الأزياء وتفرعت، وأنا فخورة بالتركيز على التراث والحِرف اليدوية في المجال، فالأزياء ليست نطاقاً واحداً فقط، بل أنها تشمل مجالات كثيرة وتعكس الهوية والإبداع والحماس كله تحت مظلتها، ونحن نحمل هذا بفخر من سنة إلى سنة وكما ترون الإبداع يتزايد وينتشر وبات عندنا مصممون معروفون يمثلون المملكة في الخارج ومعروفون في كل الدول".
وأكدت: "الرسالة وصلت بإذن الله، وإذا تحدثنا فقط عن آخر خمس سنوات، أي خلال سنوات الجائزة، نرى أن التغيرات كبيرة والفرق شاسع، حتى الطريقة والنظرة للمجال تغيرت، وهذا شيء مهم جداً بالنسبة لنا، وبالنسبة لي تحديداً، ففي بداياتي لم يكن هناك كثيرون في هذا المجال، مصممتان أو ثلاث فقط في مجال المجوهرات، لذا نحمد الله على ما نراه اليوم، الشركات والمبدعون الشباب، هذا أمر مبهج بالفعل"..
وفي ختام حديثها أهدت الأميرة نورة الجائزة لروح والدها محمد العبدالله الفيصل، رحمه الله..
وعن مساهمات الأميرة نورة الفيصل اقرأوا أيضاً: الأميرة نورة بنت محمد العبدالله الفيصل.. أمينة التراث وملهمة الشباب
تكريم لمسيرة المبدعين الشباب
جائزة المؤسسات الثقافية الربحية كانت من نصيب شركة مانجا للإنتاج، وعن هذه الجائزة قال الرئيس التنفيذي للشركة د. عصام بخاري: "نحن كشركة مانجا للإنتاج التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان مسك نعتز بهذه الجائزة، التي نعتبرها تكريماً لمسيرة المبدعين الشباب والشابات السعوديين، في مانجا للإنتاج هدفنا إلهام أبطال المستقبل، وتصدير الإبداع والثقافة السعودية إلى العالم، وعبر السنوات الماضية، سعدنا بتحقيق مليار مشاهدة على 100 منصة بعدة لغات، قدمنا فيها الثقافة السعودية، والإبداع السعودي، وسنواصل هذه المسيرة بإذن الله تعالى، وسنواصل الإبداع السعودي وتقديمه للمنصات العالمية".
عرضة تحكي عن الوطن
أما الفائز عن فئة المسرح والفنون الأدائية رئيس العرضة السعودية صالح عبد الواحد فقال في حديث لـ "سيدتي" بعد تكريمه في الحفل: "هذه الجائزة تعني لي الكثير، بدعم مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد وسمو سيدي وزير الثقافة الذين دعموني، وأوصلوني للمكانة التي أنا فيها اليوم، والجائزة هذي تعني لي الكثير أيضاً من ناحية العرضة، وهدفها وثقافتها، والدرعية، وعائلتي أيضاً، وكل شيء أنا أفتخر فيه، ما قدمته لبلدي يعد شيئاً من لا شيء، وما زلنا إن شاء الله في المستقبل سنقدم إنجازات ترضي ملكنا وولي عهدنا ووزير ثقافتنا، والشعب كله، وسيسعدون بإذن الله بالقصائد الرائعة والعرضات الجميلة".
وعن العلاقة مع جيل الشباب قال: "نتفاعل مع الجيل الشاب من خلال تدريبهم وتعريفهم بثقافة العرضة وتراث آبائهم وأجدادهم، ودور الملك عبد العزيز مؤسس وموحد هذه البلاد، غفر الله له ورحمه وأسكنه الجنة، والسجايا التي قدمها للمملكة العربية السعودية وشعب الجزيرة العربية كله والأمن والأمان الذي نعيشه، وهذه منبثقة من دورنا الثقافي الذي نقدمه للطلبة وصغار السن والنشء في تدريب العرضة، وهذا كله بجهود سمو سيدي الأمير بدر بن عبد الله فرحان آل سعود، والمركز الوطني للعرضة السعودية التابع لوزارة الثقافة".
رسائل حملها الفائزون
الشاعر يحيى رياني، تحدث لنا عما يعنيه فوزه بجائزة الثقافة للشباب، وقال: "نحمد الله عز وجل على هذه الجائزة التي تعني تتويج مسيرة الشاب السعودي إن شاء الله وتعطيه دافعاً لأن يستمر في تقديم محتوى إيجابي وقيمي، وتسلم الجائزة من سمو وزير الثقافة وسام صدر في مسيرة أي شخص بمجال جائزة الشباب". وأضاف: "أهم رسالة نريد إيصالها اليوم أن هذا الوطن يستحق أن نقدم المحتوى الإيجابي من أجله، وأن هذا الوطن يقدر ويثمن دائماً العطاءات الشبابية الإبداعية".
من جهته، قال المهندس أنس صالح صيرفي أمين عام مؤسسة المداد للتراث والثقافة، التي فازت بجائزة المؤسسات غير الربحية، إن هذه الجائزة تعني له الكثير وأضاف: "أهدي الجائزة لوالدي الكريم، حفظه الله، رئيس مجلس إدارة مجلس المداد، وكذلك لأخي الحبيب الأستاذ حمزة صيرفي نائب رئيس مجلس الإدارة وجميع أمناء مجلس الإدارة الذين عملوا معنا على مدى السنوات الأربع الماضية منذ تأسيس هذه المؤسسة".
وأضاف: "منذ نشأتها قامت المداد بتأسيس وإنشاء سبعة متاحف نوعية منها ستة تحت سقف واحد، في جدة بارك، وآخر النسخ كانت في المدينة المنورة "التمور والنخيل بركة وأصالة"، وهو متحف نوعي يحكي تاريخ المدينة المنورة، وأيضاً قصة النخيل وارتباطها كرمز وطني، وموروث تاريخي في المدينة المنورة".
نورة عبدالمنعم الراشد، نائب رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة عبدالمنعم الراشد الإنسانية، والتي استلمت جائزة سيدات ورجال الأعمال نيابة عن والدها عبد المنعم الراشد، باركت لجميع الفائزين معربة عن فخرها بكافة الجوائز التسع عشرة في مختلف المجالات الثقافية.
وعن شعورها وهي تتسلم الجائزة نيابة عن والدها قالت: "ليس هناك من كلمات تستطيع أن تعبر، أنا فخورة جداً، وهذا يعطي حافزاً في الحياة، وأن يسأل المرء نفسه دائماً ما هي رسالتي في الحياة وما الذي أستطيع أن أقدمه للوطن".
لقطات من الحفل
هذا وقد أسدل الستار على النسخة الخامسة من حفل إعلان الجوائز الثقافية الوطنية، من دون أن تطفأ الأنوار لتبدأ رحلة جديدة في سماء الإبداع الثقافي، يرسمها مبدعو المملكة بمساهماتهم البناءة عاماً بعد عام.
إليكم هذا المقال أيضاً: شاهد أجمل لحظات روائع الأوركسترا السعودية في قصر فيرساي
