هيئة المسرح تطلق النسخة الأولى من مهرجان أندية الهواة المسرحي


افتتحت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج فعالياتها للعام الجديد بالنسخة الأولى من مهرجان أندية الهواة المسرحي، بوصفه أول مهرجان مسرحي لأندية الهواة المسرحية المحلية. ويهدف المهرجان إلى إثراء المشهد الثقافي الفني والمساهمة في تنشيط وتطوير الحياة المسرحية في المملكة العربية السعودية من خلال زيادة عدد أعمال الإنتاج المحلي واكتشاف المواهب والقدرات الفنية المسرحية المميزة، كما يهدف إلى مواكبة الأساليب الإنتاجية والإبداعية الحديثة وتوفير الدعم المالي واللوجستي، وتأسيس قاعدة جماهيرية مسرحية لعروض أندية الهواة المسرحي ونشر الوعي المسرحي من خلال برنامج التدريب والبرامج الثقافية المصاحبة.

 

8 عروض متأهلة

 

من مسرحية الشحيح وأيامه الأخيرة التي عرضت في اليوم الأول


يشمل المهرجان العديد من ورش العمل والندوات النقدية والأحاديث المسرحية والبرامج التعليمية المتخصصة بالإضافة إلى معرض مصاحب، كما تم اختيار ثمانية عروض مسرحية لتعرض خلال أيام المهرجان، وهي: الشحيح وأيامه الأخيرة، عامل توصيل، بائعة الوهم، أريد أن أتكلم، البروفة الأخيرة، لا شيء خلف الشمس، بدل فاقد، يا سلام سلم. وتتنافس الأندية المتأهلة من خلال هذه العروض ضمن مسابقة تشمل جوائز عدة.
هذا، وتدعم هيئة المسرح والفنون الأدائية أندية الهواة بعد فرزها وتأهلها، لتمكينها من تقديم عروض مسرحية مميزة في إطار تنافسي، بالإضافة إلى خلق بيئة داعمة ومنتجة لـلمسرحيين السعوديين من خلال حزمة البرامج المصاحبة.


رافد للحركة المسرحية

 

الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، سلطان البازعي


وبهذه المناسبة كان لنا حديث مع الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، سلطان البازعي، وصف فيه أندية الهواة المسرحية بالرافد للحركة المسرحية، وقال: "الهواة الذين يتطوعون بوقتهم وجهدهم لممارسة هذه الهواية ينتقلون بسرعة إلى مرحلة الاحتراف، وبالتالي سنشاهد المزيد من المواهب التي ستغني المسرح السعودي".
وأضاف: "الأعمال التي قدمت في هذا المهرجان، بلغت درجة من النضج تقترب من الاحتراف، وهذا هدف مهم جداً؛ إذ إن الهيئة اهتمت بأندية الهواة منذ نشأتها، وقدمت، إلى جانب الدعم المادي للإنتاج، قدمت لها كل الدعم الممكن ومنها التدريب، وهذه النتائج التي نحرص على إظهارها للجمهور، حتى يستعيد ثقته بالمسرح السعودي، فيحضر ويشاهد العروض المسرحية باستمرار".


وأكد البازعي أن "من بين المشاريع التي قُدمت تم انتقاء الأكثر نضجاً وقابلية للتحقيق"، وأضاف: "قدمنا للأندية التي تأهلت دورة تدريبية في عمليات الإنتاج، وفي عمليات تطوير الرؤية الإخراجية، وهذه ساعدتهم على إنضاج أعمالهم التي ستقدم خلال المهرجان". وتحدث  عن المقومات التي يتمتع بها القطاع المسرحي قائلاً: "من أهم المقومات هي المواهب الكثيرة التي اكتشفناها من خلال البرامج التدريبية، والشغف الموجود عند الكثير من الشباب والشابات للعمل بالمسرح، وأيضاً حرص الجمهور السعودي على مشاهدة مسرح يمس احتياجاته الخاصة، احتياجاته الثقافية والاجتماعية".


وعن وجود المرأة الفعال في هذا القطاع، قال البازعي إن ذلك يعني أنه "كانت هناك مواهب لم نكن نستفيد منها، والآن حان الوقت لأن تكون موجودة على المسرح، كما هي موجود في الحياة بدور أساسي".
وختم البازعي حديثه بالقول: " نعتقد أن المسرح السعودي يجب أن يصل إلى مكانة عالية جداً لترتيب المسرح العربي أو العالمي. وهذا إن شاء الله سيتحقق بشكل سريع لأن هناك إرادة من قبل القيادة العليا في المملكة ووزارة الثقافة من خلال رؤية المملكة 2030، ومن خلال استراتيجية الثقافة الوطنية، لإنضاج هذه القطاعات الثقافية وتقديمها للجمهور لإثراء حياتهم. نتطلع إن شاء الله إلى نضج هذا القطاع وأن نصل إلى عام 2030، عام انتهاء هذه الاستراتيجية مع قطاع مسرحي قوي جداً، وقادر على المنافسة في أي مكان في العالم".


الهواة يمثلون المستقبل

 

علي السعيد مدير مهرجان أندية الهواة المسرحي 2024


من جهته تحدث علي السعيد مدير مهرجان أندية الهواة المسرحي 2024 عن تفاصيل هذا الحدث قائلاً: "المهرجان هو مهرجان مخصص لأندية الهواء المسرحية المسجلة في المنصة الوطنية للهوايات الوطنية. خلال المهرجان، ثمانية فرق ستتنافس فيما بينها على 12 جائزة، كما ويتخلل المهرجان عدد من الورش التدريبية في الكتابة المسرحية، وفي الإخراج والتمثيل، بالإضافة إلى ندوات ثقافية وبرامج أو أحاديث مسرحية لبعض أصحاب التجارب في الارتجال وفي الكتاب المسرحية وفي تقمص الأدوار".
أما بالنسبة للهدف من إقامة مهرجانات تركز على الهواة، فأشار السعيد إلى أن: "الهواة بالنسبة في كل مكان يمثلون المستقبل، والمهرجانات كما هي الحال مع هذا المهرجان تهدف إلى تنمية هذه المواهب، وهذه الهوايات، وإتاحة الفرصة لها وتمكينها كي تتطلع إلى أن تقدم نفسها للجمهور، وبالنسبة لنا نحن نرى أنها مستقبل المسرح السعودي".

 

فنانون ومخرجون حرصوا على التواجد في افتتاح الحدث


وتناول السعيد في حديثه المقومات التي يتمتع بها قطاع المسرح اليوم، مشيراً إلى أن هذه المقومات تنطلق من "الرؤية الشاملة للمملكة، رؤية 2030، التي تأتي من ضمنها المنظومة الثقافية بشكل عام" مضيفاً: "قطاع المسرح والفنون الأدائية يحظى بالدعم وبالتمكين، وهذا سيساهم بإذن الله بتذليل كل الصعوبات".
وأكد السعيد أن هيئة المسرح تحمل رؤية وتصورات ضخمة مع العام الجديد والأعوام المقبلة، قائلاً: "نحن الآن نستهل عام 2024 بمهرجان لأندية الهواة، وإن شاء الله يعقبه خلال هذا الشهر مهرجان الفنون الأدائية الجبلية الدولي في أبها، وهناك العديد من البرامج التدريبية والتأهيلية بالإضافة إلى كثير من الفعاليات."

 


لا تحيز إلا للتمكن والموهبة

 

الممثلة سناء بكر يونس، رئيسة لجنة التحكيم في المهرجان


رحبت رئيسة لجنة التحكيم في مهرجان نادي الهواة المسرحي، الممثلة سناء بكر يونس، بتواجد "سيدتي" في المهرجان" منوهة بنشاطها في تغطية الأحداث والفعاليات قائلة: "نشيطون وموجودون في المسرح، وفي السينما وفي كل مكان"
وبدأت الفنانة حديثها بالقول: "نحن ختمنا العام 2023 بمهرجان المسرح وبدأنا 2024 مسرحياً أيضاً بمسرحيات النوادي".


وتحدثت يونس عن المهرجان قائلة: "في هذا المهرجان مجموعة من الشباب من الأندية السعودية في جميع مناطق المملكة، يقدمون مسرحيات، وقد اختارت اللجنة ثماني مسرحيات، وستعرض مسرحية منها كل يوم من أيام المهرجان، ونرى أنهم جميعهم شباب واعدون ما شاء الله، وربما تمت تسميتهم بالهواة لكنهم في الواقع بأكثريتهم محترفون، منهم من قدم أعمالاً مسرحية من قبل، ويحملون خلفيات مسرحية وشغف، ولكن دور هذه المهرجانات هي في دعم تطور الأداء، وتشجيع الجمهور السعودي والمتلقي السعودي أن يبدأ بشراء تذاكر لدخول المسرح، كما بات يدخل السينما." وأضافت: "جمال المسرح يكمن في أنه يمنح مجالاً أكبر للممثل في أن يرى ردود فعل المشاهد والجمهور مباشرة ".


وعن المعايير التي ستقيم وفقها اللجنة الأعمال وتختار الفائزين قالت: "هناك معايير مختلفة، لجنة المهرجان وضعت معايير ونحن كلجنة التحكيم أضفنا إليها بعض المعايير، وسنأخذ فيها بالاعتبار كل شيء من الإخراج إلى التمثيل والسينوغرافيا حتى النص والأزياء والمكياج سنقيمها كلها ونختار المسرحية المتكاملة في نهاية المهرجان".

ورداً على سؤال إذا ما كانت كامرأة ستتحيز للممثلات النساء، أكدت: "أبداً لن يكون عندي تحيز، بل بالعكس أنا أريد للممثلة الفتاة أن تكون متميزة ومتمكنة، وأن تتحدى نفسها قبل أن تتحدى غيرها وأن تقدم أفضل ما يمكنها، لأن الآن كل شيء ميسر للفتيات، من الدعم المادي إلى المسارح المختلفة والرقعة المسرحية، كل الإمكانيات موجودة، وليس عليها إلا أن تتميز وإذا كانت هناك إمكانية للدراسة وتمكين أدواتها فهذا أفضل أيضاً." وختمت يونس بالقول: "إن شاء الله سنشهد حراكاً مسرحياً جميلاً جداً في السعودية".

 

تصوير: عبير بو حمدان

اقرؤوا المزيد من المقالات حول الفعاليات والأحداث الثقافية المهمة في السعودية، واخترنا منها: هيئة المسرح والفنون الأدائية تنظم مهرجان "قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية" في عسير