العنف ضد المرأة في السعودية والإمارات

2 صور

عندما بررت إحدى الصديقات في مكان عملنا احمرار عينها، بزحلقة فوق قشرة موزة، رمتها أرضاً، كان تبريرها أشبه بمقطع لفيلم كرتوني، طلبت ممن حولها أن يتخيلوه، إحدى الصديقات راحت تمس الاحمرار بإصبعها وقالت: "عين .. عين ونجوت منها، وهي زرقاء، فالاحمرار يتحول إلى أزرق، ولكن هل الموزة متعفنة إلى هذا الحد"؟
فحسب تقرير الوكالة المركزية الأميركية للفحص والتحقيق FPT هناك زوجة يضربها زوجها كل 18 ثانية في أميركا، فكيف في البلاد العربية؟ من يمارس العنف على المرأة والطفل، الذي لم تنفع كل الاتفاقيات الدولية في حمايته... قصص حية من الوطن العربي وخبراء نفسيون ومسؤولون يدرسون إمكانية توقفها.
في السعودية.. لا مكان للشقيقات الوارثات
ترددت الزوجة السعودية أمينة كثيراً قي سرد قصتها لـ"سيدتي"، خوفاً من التهديدات بالقتل، التي تعرضت لها بعد أن تركت بيت زوجها، بسبب الديون، التي تراكمت عليه، فقررت الانفصال عنه دون طلاق بصحبة أبنائها الأربعة، الذي يبلغ أكبرهم 14 سنة وأصغرهم 4 سنوات، لتعيش في منزل أبويها المتوفيين مع أشقائها غير مدركة أنها ذهبت لجحيم العذاب والقهر.

 

 
استقبلها إخوتها مع أطفالها في غرفة تحت الدرج مع أنهم ميسورو الحال، وتذكرت عندما بدأ أحد أشقائها بضربها، وتدخل ابنها الأكبر للدفاع عن أمه، فلقي لكمات كسرت كتفه، تستدرك أمينة: "كان أخي يوقظ الأطفال لرمي النفايات في منتصف الليل وإلا فالضرب مصيرهم".
والنتيجة أصيب الابن الأكبر بنوبات من التشنج، منعته من الذهاب إلى المدرسة، والأخوال الذين لا يؤمنون المصروف لأبناء شقيقتهم، رفضوا عطاءات أهل الخير مطبقين المقولة السائدة "لا يرحمون ولا يتركون رحمة ربي تنزل".
أمينة طردها شقيقها الذي أمضى في السجن سنوات لجريمة قتل ارتكبها، من المنزل دون عباءة أمام الجيران وهددها بالقتل إن عادت، وكل ذلك لرفضها التنازل عن ميراثها من والدها، فقدمت بلاغاً لمركز الشرطة ضد إخوتها وقام أحد أصحاب الخير باستئجار منزل يضمها وأبناءها إلى أن تنصلح أمورها مع زوجها.
 
الرأي النفسي
"الضغوطات هي سبب التنازل عن الحقوق في حالة أمينة"، برأي الاختصاصية النفسية في مدينة الملك فهد الطبية في الرياض الدكتورة ناديا التميمي، والقسوة ستفقدها أنوثتها وحنانها، ما قد يؤثر مستقبلاً على أطفالها.
 فقد أثبتت الدراسات أنه لا فرق بين الطفل الذي يرى العنف والذي يتعرض له، وكلا الحالتين تتسبب له بأمراض القلب والربو والضغط والقولون وقد يحمل العنف أو الوسواس، الذي يؤول به إلى الإصلاحيات فيما المراهق قد يحاول الهرب من الواقع باللجوء إلى طرق غير سوية كالمخدرات عندما يعتقد أنه رجل غير قادر على حماية أسرته. 
هي المخطئة!
حمّل عضو برنامج الأمان الأسري الوطني عبد الرحمن القراش أمينة، جزءاً من الخطأ على سكوتها عن إرثها لسنوات، وافترض أنها بعد إعطائهم وكالة حصر الورثة أن تدخل كبار أسرتها لحل الأمر ودياً.
وتابع: "أقترح عليها أن ترفع شكوى لأمير منطقة الرياض، وأما رضوخها فإنه يزيد الموضوع تعقيداً لكونها تتكلم باسمها واسم أخواتها البنات رغم سلبيتهنّ من قضيتهنّ خوفاً من بطش الأخوة فهن يعشن في بلد لا يظلم فيها من وصل أمره إلى ولاة الأمر".
إحصائية
بلغت حالات العنف في السعودية، حسب آخر إحصائية للإدارة العامة للحماية الاجتماعية في:
1. الأحساء 13 حالة.
2. الباحة 17 حالة.
3. الجوف 12 حالة.
4. الحدود الشمالية 8 حالات.
5. الخرج 12 حالة.
6. الدمام 52 حالة.
7. الطائف 60 حالة.
8. القريات 3 حالات.
9. القصيم 33 حالة.
10.المدينة المنورة 63 حالة.
الإمارات .. عنف ضد الرجال!
هزت حادثة مقتل الطفلة «وديمة» "8 سنوات"، الرأي العام في الإمارات، بعد أن عذبها والدها وقتلها بدماء باردة، بمساعدة عشيقته ودفنها بحفرة في الصحراء ... فمئات الأسر تعاني بصمت دون أن يسمع أنينها، حيث تنظر المحكمة  في الشارقة بقضية سيدة، بقيت وأبناؤها الثلاثة، يتعرضون لأبشع صنوف الضرب والتهديد بالقتل بالسلاح على يدي الزوج السكير، إلى أن سحبها من شعرها إلى صالة الجلوس وأيقظ أبناءه ووضعهم على الجدار وقال: "اليوم سأنهي حياتكم جميعاً"!، وقد تعرضت الزوجة للطعن، وتمكنت الابنة الكبرى من الاختباء في الحمام، واتصلت بالشرطة التي ألقت القبض على والدها.
الرأي النفسي
تعتقد فاطمة السجواني، اختصاصية علم نفس في قصة السيدة، التي تعرضت للطعن  والضرب هي وأبناؤها من زوجها، أنها "ضحية ومذنبة في الوقت نفسه"، معتبرة عيشها معه لمدة 15 عاماً، وهو رجل عنيف مريض وسادي، مشكلة بحد ذاتها.
وتابعت: "كان من الأجدر بها، أن تتخذ من البداية موقفاً ضد استخدام زوجها للعنف ولو نجحت بذلك ورفضته، ولجأت أقل ما في الأمر إلى الأهل أو الشرطة، فإنه لن يتجرأ على فعل ذلك مرة أخرى، لكن السكوت يعني تمادي الرجل".
لا إحصائيات!
تأسف عفراء البسطي، مديرة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، لعدم وجود دراسات خاصة بالعنف الأسري ضد الأطفال أو المرأة؛ لكن المؤسسة انتهت من إعداد استبانة تقيس العنف الأسري لدى الأطفال، أجرتها بالتعاون مع منظمة دولية، وتم توزيعها على الأطفال في المدارس، للإجابة عن أسئلتها بحيادية.
 وتتابع عفراء: "ستعلن نتائجها بعد تفريغها بمنهج علمي، كما أن مبنى المؤسسة الجديد سيتيح فرصة لعدد أكبر من النساء للجوء إليه إذ تبلغ طاقته الاستيعابية الكلية من 80 إلى 90 حالة".
لكن البسطي لفتت انتباهنا إلى ظاهرة العنف ضد الرجال وعلّقت: "طلب منّا أحدهم مساعدته للتخلص من العنف، الذي يواجهه من أسرته، كما أن هناك أزواجاً يتعرضون للضرب".
فيما أعلنت عفاف المري، رئيسة دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة عبر "سيدتي" عن أول مركز للمرأة الإماراتية المعنفة في الشارقة، فأنواع العنف تتراوح ما بين الكدمة والضرب والقتل، والعنف المعنوي، وهو اللفظي والنفسي والترويع والخطف والطرد وغيرها، إضافة إلى الاستغلال المادي.  وعلّقت: "المشكلة تكمن في النساء، فهن لا يبلّغن بسبب الشعور بالعيب أو الخوف، أو الاعتماد المادي على المعتدي أو عدم الثقة بالخدمات المقدمة من المؤسسات المعنية".
من الجهات المعتمدة في هذين البلدين لحماية المعنفين:
السعودية: وزارة الشؤون الاجتماعية رقم مباشر للتفاعل مع حالات العنف ١٩١٩، برنامج الأمان الأسري الوطني، ومقره الحرس الوطني بالرياض. وجمعية حقوق الإنسان بفروعها في جميع مدن السعودية.
الإمارات: مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، ومركز تابع لدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة.
لمتابعة مستجدات التحقيق حول الموضوع، المزيد في الخط الساخن في السعودية يتواطأ مع الرجال!